إلى أين تأخذنا التقنيات؟!

نشر في 12-07-2019
آخر تحديث 12-07-2019 | 00:07
 عبدالهادي شلا الذين ينظرون إلى نصف الكوب الفارغ وهم يتحدثون عن الشق السلبي للتقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي لو أنهم تأملوا مضامينها وأهدافها الأكبر لوجدوا أنها أبعد من تصورهم، ويجب أن يتفكروا بأن الحياة مقبلة على ما هو أبعد بكثير من تصورهم الآني بالمزيد من الاكتشافات.

هم يركزون على سلبيات التقنيات الجديدة في الوقت الذي يتذمرون من تعطل "النت" لدقائق، ولا يمكنهم الاستغناء عن الهاتف الصغير الذي يخزن كل ما يمكن أن يحتاجه الإنسان العصري، وينظرون إلى الزاوية التي لا يتحقق فعلها إلا بانحراف مقصود نحوها.

الحياة مليئة بالمتناقضات؛ سلبية وإيجابية، والإنسان العاقل الواعي هو الذي يتخير الأفضل ويتعامل معه كقيمة سامية رفيعة في كل أوجهها، ويمكنه أن يطوع بعض ما لا يتوافق مع ما يريد إلى ما يريد، بعقل يتدبر ويميز بين السلبي والإيجابي ثم يختار!

إن الغرض من التطور العلمي والتقني هو المنفعة العامة وتيسير أمور الحياة التي أخذت صفة التجدد والتنقيب والاكتشاف الذي يتآلف مع كل التقنيات، ويربط بعضها ببعض بما يسهل الحصول على النتائج المرجوة في أفضل حالة وأسرع وقت، وهي التي تُسيِّر الكثير من متطلبات الحياة، وستبقى هي الأدوات الوحيدة التي لا غنى عن التعامل بها.

خبر علمي يتردد هذه الأيام عن إمكانية توليد الطاقة من حالة "الصلع" التي تشكل حالة كبيرة في الرجال خصوصاً بعد أن يتم زرع "شريحة إلكترونية" يمكن من خلالها استقطاب أشعة الشمس ثم يتم تخزينها للاستفادة منها، وهي تجربة مازالت قائمة بعد أن ظهرت منها بوادر طيبة.

ولعلنا نذكر هنا ما وصل به العلم من إنتاج "ريبوتات" يعجز العقل البسيط عن تصور إمكاناتها، وما يمكن لها أن تقوم به نيابة عن الإنسان وتقيه التعرض إلى المخاطر في بعض ما يصادف.

ولم يغفل العلم والاكتشاف ما يحتاجه الإنسان في المستقبل ووضع في الاعتبار أن يكون الإعداد من سن الطفولة لاستقبال الحياة، فأصبح بالإمكان تصنيع ريبوتات للأطفال، ولا نستغرب أنها يمكن أن تساعد طفلا في السادسة من عمره على الإبداع، والتعلم، والاستكشاف في جو من المتعة والمرح.

ويرى المتخصصون أن روبوت Wonder Workshop Dash من أفضل الروبوتات التي تساعد الأطفال في تعلم البرمجة بسهولة وبطريقة مرحة، وهو مناسب للأطفال من سن 6 سنوات فما فوق، ويوفر للأطفال منصة تعلم مفتوحة المصدر تجعل المعرفة التقنية بسيطة وسهلة، حيث يمكن للأطفال برمجة هذا الروبوت بسهولة من خلال تطبيقات مجانية تأتي معه، وعلى سبيل المثال يمكن برمجته على التنقل داخل المنزل والرقص وتجنب العقبات والإضاءة والاستجابة للأوامر الصوتية.

وهنا نسأل أولئك الذين ينظرون إلى النصف الفارغ من الكوب: ماذا نريد لأطفالنا الذين يمثلون استمرارية الحياة وهم مقبلون على الغد الذي يخبئ في جعبته الكثير من المفاجآت العلمية وغيرها؟! أليس من الأفضل لنا جميعا أن نتعلم ونعلمهم لغة ما بعد العصر الذي نعيشه وبرامجه العلمية المتاحة بين أيدينا بيسرها وعسرها دون التقهقر والرفض غير المبرر إلا إذا كان البعض يرفض أن يكون ابن عصره؟!

* كاتب فلسطيني- كندا

back to top