صورة لها تاريخ : محمد الزاحم أوصى بأن يكون أخوه عبدالعزيز وصياً على أملاكه في الكويت والبصرة عام 1932م

نشر في 05-07-2019
آخر تحديث 05-07-2019 | 00:05
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني
بدأت في شهر رمضان الماضي سلسلة من المقالات تتعلق بأملاك الكويتيين في البصرة وما حولها في حقبة ما قبل النفط.

وكنت قد كتبت عن وثائق تخص عدة أسر، منها أسر العتيقي والفهد والنصرالله والمنيس وبن رزق والخشرم.

واليوم، وبعد الإجازة التي قضيت معظمها في ربوع إثيوبيا الجميلة، أعود إلى نشر وثائق أخرى تتعلق بالموضوع نفسه. وتتعلق وثيقة اليوم بوصية شرعية من أخ إلى أخيه كُتبت بدار الاعتماد البريطاني في الكويت بتاريخ 26 فبراير 1932م بحضور أمير الكويت آنذاك الشيخ أحمد الجابر الصباح، يرحمه الله.

في الوثيقة الجميلة، نشاهد أن الموصي، وهو المرحوم محمد الزاحم، يوصي أولاده بتقوى الله تعالى، وإصلاح ذات البين، ويؤكد عليهم بطاعة الله ورسوله، ويعهد إلى أخيه عبدالعزيز الزاحم أن يكون وصياً على أمواله وتركته، فيقوم أولاً بتجهيزه للدفن، ثم بتسديد أية مستحقات للآخرين عليه، وقبض أية أموال له في ذمة الآخرين.

كما أوصى بأن يكون أخوه عبدالعزيز مسؤولاً عن ثلث ماله، فيعطي منه ثلاثة آلاف روبية لأخته لطيفة الزاحم، والباقي يتصرف فيه في أوجه الخير والبر.

كما تشير الوثيقة إلى أملاك في الكويت والبصرة، ويعطي الموصي (وهو محمد الزاحم) الحق لأخيه عبدالعزيز لإدارة الأملاك لحين بلوغ الورثة سن الرشد، ومن ثم توزيع التركة عليهم، بما نصت عليه الشريعة الإسلامية. وإليكم نص الوثيقة المحفوظ أصلها في الأرشيف البريطاني:

"بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي شرع الوصية، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وبعد، فهذا ما أوصى به الرجل العاقل الرشيد الجائز التصرف محمد الزاحم في حال تصح منه الوصية وتعتبر من التصرفات الشرعية قائلا انه يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وان الجنة حق وان النار حق وان الساعة لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور. وأوصى أهله وأولاده ان يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم ويطيعوا الله ورسوله ان كانوا مؤمنين، وأوصاهم بما وصى به إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون. وأوصى أخاه عبدالعزيز الزاحم لأهليته لذلك انه اذا جاء الأجل المحتوم والقدوم على كرم الحي القيوم ان يجهزه من ماله بالمعروف ويقضي ما كان عليه من الحقوق ويقبض ما كان على الناس منها وان يخرج ثلث ماله ويعطي الاخت لطيفة بنت زاحم ثلاثة آلاف ربية من الثلث وباقي الثلث يتصرف به كيف يشاء. وأوصى أخاه عبدالعزيز أيضا ان يكون وصيا على أولاده ويتولى حصصهم ويعمل بها بما فيه الحظ والمصلحة لهم وعلى جميع متروكاته من عقار ونقود وغيرها الواقعة في الكويت، وأوصاه أيضا على النخيل والاحواش والأراضي الكائنة في البصرة، وبعد بلوغ رشد الأولاد يعطي كل ذي حق حقه ولا يغفل عن تربيتهم وتهذيبهم لتجتمع قلوبهم على التواد والتعاطف فيما بينهم...".

هذا أهم ما ورد في هذه الوثيقة التاريخية، وإلى لقاء آخر في الأسبوع المقبل مع وثيقة أخرى وعائلة كويتية أخرى.

back to top