مجد كردية: الفن ليس كالهندسة والطب

أقام معرضاً تشكيلياً بعنوان «سرقة الأحزان»

نشر في 20-06-2019
آخر تحديث 20-06-2019 | 00:00
مجد كردية
مجد كردية
مازالت رسومات الفنان السوري مجد كردية تلقى الاهتمام من متابعيه عبر صفحته في «فيسبوك» وتحديدا قصص «الفصاعين»، حيث يعيدون نشرها فور نشره صورة اللوحة أي «القصة»، ويبحثون من خلالها على اختلاف انتماءاتهم عن حقيقتهم الإنسانية.
وكان لمعرضه بعنوان «سرقة الاحزان» الذي نظمته «ساقية الصاوي » في ضاحية الزمالك في القاهرة قد ضم (200) لوحة، معتبرا ان الفن ليس كالهندسة والطب، كما انه بدأ رحلته مع الرسم منذ 30 سنة.
نظمت "ساقية الصاوي" في ضاحية الزمالك بالقاهرة مؤخرا معرضا تشكيليا للفنان السوري مجد كردية بعنوان "سرقة الأحزان ".

وضم المعرض الذى استمر أسبوعا واحدا (200) لوحة، اختارها الفنان من ضمن أعماله التى رسمها على مدار الخمس سنوات السابقة.

وتتميز اللوحات بدقة تفاصيلها وألوانها المبهجة، ووسم كردية أبطال لوحاته ب "الفصاعين" وهي كائنات صغيرة دائمة الإبتسام وتبعث الروح والبهجة في نفوس كل من يراها، كما استطاع الفنان السوري أن يجسد الأبيات الشعرية في لوحاته، فهو محب له لاسيما المتنبي.

وفى كتيب المعرض ذكر كردية "أن الفن ليس كالهندسة والطب، ولا يوجد تخصصات في الفن، فالشعر إذا تأملناه سنجد فيه الكثير من الصور الشعرية، وما الصور الشعرية إلا لوحات يرسمها الشاعر بكلماته.

قصته مع الرسم

وقال "قصتي مع الرسم طويلة تمتد على مدى 30 سنة، بدأت في عمر الرابعة عشر حين درست الغرافيك والطباعة المعدنية، مشيرا إلى أن فكرة المعرض لم تولد مرة واحدة ولكنها نضجت رويدا رويدا بالبحث والعمل ".

وأضاف "الصعوبات المادية شيء لايستحق الذكر، فالصعوبات الحقيقية هي في إنتاج أعمال مختلفة وتطوير الأعمال وتصويب مساراتها، وهناك أعمال كثيرة نالت محبة الجمهور، وصراحة لا أستطيع تحديدها لأن لكل إنسان ذائقته وقصته الأثيرة لقلبه، وأنا لا أفخر بشيء، الفن لا يحتمل الفخر".

نبذ العنف والحرب

ولد كردية عام 1985، ودرس في كلية الفنون جامعة حلب، هَجر الحرب واستقر به الرحال في بلد جبيل في لبنان.

أقام عدة معارض، ورسم مئات اللوحات ولكن أشهرها مايقوم برسمه على صفحته بموقع التواصل فيسبوك.

ويتبادل الكثير من رواد صفحته قصص "الفصاعين" يعيدون نشرها فور تنزيله صورة اللوحة" القصة"، يبحثون من خلالها على اختلاف انتماءاتهم عن حقيقتهم الإنسانية.

ويرى متابعون ونقاد كثر أن كردية يدعو من خلال أعماله لعودة الصلات بين الفنون التشكيلية والقضايا المركزية، التي ابتعدت مؤخرا عن مرماها الانساني لاعادة تصويب بوصلة المتلقي الى فطرته السليمة الى الحب و نبذ العنف.

دراسة الفن

يعتمد مجد في لوحاته على رسم الكائنات الحية تماهياً مع بدء اكتشاف الفن التشكيلي على جدران الكهوف، والرموز التي يرسمها تعبّر عن دلالات معينة بحسب القصة التي بدورها تتغير مع وحي اللوحة، إذ هناك تمازج بين النص واللوحة، ولذلك لم يستطع مجد حصر شخصية برمز معين بدلالة واحدة.

جمع في أعماله الأخيرة الرسم والكتابة، ولم يستغن عن خطوطه الطفولية النقية التي تصور الكون مثالياً متكاملاً، الأمر الذي يشعرك للوهلة الأولى بانفصال الرسومات عن الواقع كلياً والحدث السوري بشكل خاص، إلاّ أنّها متأثرة فيه بشكل غير مباشر، يقول كردية لـ "العربي الجديد": "قد تظهر أعمالي أنها غير مرتبطة بالواقع، نتيجة تعودنا على المباشرة، التي هي طريقة مبتذلة ومستهلكة لتقديم الفكرة في الفن. لا أهتم بتفاصيل الأمور، الأهم عندي هو القيم التي تغيب عن وقتنا الحالي وأحاول تجسديها".

back to top