ليلة «العندليب» احتفت بأحد عمالقة الطرب العربي الأصيل

أحياها الحلو وعفت والمطيري في مركز جابر الثقافي

نشر في 21-04-2019
آخر تحديث 21-04-2019 | 00:00
احتفى مركز جابر الثقافي بالعندليب الأسمر المطرب المصري الراحل، عبدالحليم حافظ، بثلاث ليال.
على مدى ثلاثة أيام، أقيمت ليلة "العندليب"، ضمن فعاليات "جسور ثقافية"، لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، احتفاء بالعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وأحياها المطربون محمد الحلو وأحمد عفت من مصر، ومحمد المطيري من الكويت، وكانت الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو د. عماد عاشور.

ليلة العندليب، هي ليلة الاحتفاء بالمطرب المصري الراحل عبدالحليم حافظ، أحد عمالقة الغناء الذين امتدت شعبيتهم من مصر إلى جميع الدول العربية، وبقيت أغنياته تطرب أجيالاً أتت بعد رحيله المبكر في عام 1977، وهي أمسية تستعيد أجواء الرومانسية التي سادت الأعمال الفنية في تلك المرحلة، وشكلت وعي الجمهور حول معاني الحب والانتماء إلى الوطن.

قدم عبدالحليم خلال مسيرته الفنية أكثر من 230 أغنية امتازت بالصدق، والإحساس، والعاطفة، وتعاون في مشواره الفني مع كوكبة من كبار الملحنين والكتاب، مثل محمد الموجي وكمال الطويل وبليغ حمدي ومحمد عبدالوهاب وعبدالرحمن الأبنودي ونزار قباني وغيرهم.

«جبار»

استهل الفنان المصري الشاب أحمد عفت الجزء الأول من برنامج الحفل، بأغنية "جبار"، وهي من كلمات حسين السيد، وألحان محمد الموجي، الذي روى حول هذا العمل الغنائي، الذي قدم في عام 1967 من خلال الفيلم المصري "معبودة الجماهير"، أنه كان سيقدم أغنية واحدة هي "أحبك"، وعندما ذهب لتسلم أجره من المنتج حلمي رفلة، وكان معه الشاعر حسين السيد مؤلف أغنية "حاجة غريبة"، طلب منهما كل من رفلة وعبدالحليم أغنية إضافية، وأجلا في الوقت ذاته صرف مستحقاتهما المادية، وأنهما خرجا وكانا يشتاطان غيظاً، وذهب كل منهما إلى منزله، وبينما جلس الموجي يفكر في الأغنية المجهولة، فوجئ بحسين السيد يهاتفه، ويُسمعه كلمات المقطع الأول من الأغنية، فبادر الموجي بتلحينه ثم اتصل بحسين السيد، الذي كان بدوره كتب مقطعا آخر، وهكذا استمر الثنائي السيد والموجي على الهاتف حتى فرغا من الأغنية، وكان مطلعها "وما كنتش أعرف قبل النهاردة إن العيون دي تقدر تخون بالشكل ده"، ولكن الموجي رأى أنها تستدعي مدخلا مختلفا، فكتب حسين السيد "جبار في قسوته جبار"، ليصبح "جبار" هو عنوانها الذي اشتهرت به إحدى أجمل أغنيات العندليب.

وأتبعها عفت بأداء أغنية "أبوعيون جريئة" (إنتاج عام 1958 وأول أغنية في فيلم "شارع الحب")، من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان كمال الطويل، ثم "زي الهوا" (قدمها عبدالحليم في حفل شم النسيم في 26 أبريل 1970)، من كلمات محمد حمزة، وألحان بليغ حمدي. واختتم الفنان محمد المطيري الجزء الأول من الحفل مع واحدة من أشهر أغنيات عبدالحليم "قارئة الفنجان" (إنتاج عام 1976)، وهي من كلمات نزار قباني وألحان محمد الموجي.

الجزء الثاني

بعد استراحة 20 دقيقة، صعد المسرح المطرب الكبير محمد الحلو، وبدأ الغناء مع "التوبة" (حققت نجاحاً كبيراً منذ أن قدمها عبدالحليم لأول مرة على مسرح سينما الهمبرا بالإسكندرية في حفل عيد الربيع 21 أبريل 1966)، وهي من كلمات عبدالرحمن الأبنودي وألحان بليغ حمدي.

ثم انتقل الحلو إلى أداء "الليالي" (من أغنيات فيلم "شارع الحب" وإنتاج عام 1958)، وهي من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان محمد الموجي، وأعقبها بغناء "بتلوموني ليه"، كلمات مرسي جميل عزيز، وتلحين: كمال الطويل، ثم أدى "جانا الهوا"، وهي من كلمات محمد حمزة، وألحان بليغ حمدي.

يشار إلى أن عبدالحليم حافظ قدم هذه الأغنية أولاً على المسرح، وبعدما حققت نجاحا كبيرا غناها في فيلم "أبي فوق الشجرة" وكانت من أنجح أغنيات الفيلم بسبب تصويرها. فقد صنع المخرج الموهوب حسين كمال في هذه الأغنية وبقية أغنيات الفيلم، شكلا مختلفا للأغنية السينمائية، وصورت اللقطات الخارجية في لبنان.

ثم عاد المطيري إلى المسرح ليشارك الحلو غناء "يا هلي" من فن الصوت، وكان عبدالحليم حافظ قد قدم هذه الأغنية خلال إحدى زياراته للكويت، وهي من كلمات وليد جعفر وألحان عبدالحميد السيد، الذي يُعد واحدا من أعمدة التلحين والغناء في الكويت، وساهم بأعماله في تجديد وازدهار الأغنية الكويتية.

ويذكر السيد عن قصة تلحين أغنية "يا هلي" أنه خلال زيارة عبدالحليم للكويت عام 1965، طلب أحد المسؤولين الكبار من السيد أن يقدّم لحنّا ليغنيه العندليب بهدف نشر الأغنية الكويتية في الوطن العربي من خلال الأصوات الغنائية العربية المشهورة. وبالفعل حققت الأغنية نجاحاً كبيراً في الكويت وسائر البلاد العربية، وسجلها عبدالحليم للتلفزيون مرتديا الدشداشة والغترة والعقال في جلسة سمر كويتية، من إخراج خالد الصديق. وأخيراً اختتم الحلو ليلة "العندليب" مع الأغنية الجميلة "سواح"، وهي من كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي.

المطيري شارك الحلو غناء «يا هلي» من فن الصوت
back to top