أزمة مرور أم أزمة أخلاق؟!

نشر في 02-04-2019
آخر تحديث 02-04-2019 | 00:10
لعل من أقسى المناظر التي يعتصر القلب لها ألما وحسرة منظر تلك الأجساد الممددة على أرصفة أغلب شوارع البلاد نتيجة السرعة الهائلة والاستهتار والاستخفاف بالأرواح! ألا تحرك تلك المناظر المؤلمة مشاعر بعض المسؤولين؟ هل هانت عليهم تلك الأرواح؟ وهل غدت تلك المجاميع من المستهترين أقوى من سلطة أجهزة الدولة وقوانينها؟
 يوسف عبدالله العنيزي في الكويت الغالية تعاني شوارعنا أزمة مرور خانقة، وازدحاما غير معقول، وفي اعتقادي أن أعداد السيارات والمركبات قد فاقت بكثير القدرة الاستيعابية للشوارع، هذا إذا تجاوزنا ما نعانيه من تطاير للحصى وحفر تتنافس فيما بينها بالعمق.

وعلى الرغم من أن تلك الأزمة تلامس حياتنا فإننا نراها في ازدياد دون أي تحرك لمحاولة إيجاد الحلول، ما عدا بعض المشاريع التى يبدو أنها تعثرت قبل وصولها للنهاية، وكم هو مؤسف أن نرى مشاريع الجسور والأنفاق تستغرق أوقاتا تتجاوز المعقول، ولعل ما زاد الأمر تعقيداً أزمة الأخلاق التي يعانيها البعض.

فماذا عسانا نقول عن تلك المجاميع من المستهترين بالأرواح الذين نراهم يأتون بسياراتهم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار كأنهم أفاع تنفث سمومها القاتلة على مساحة الطرق؟ وماذا عن ذلك الذي يسير في حارة الأمان بسرعة هائلة مثيراً عاصفة من الرمال والحصى، ومتجاوزاً الجميع ليعبر عن عدم احترامه لنفسه قبل عدم احترامه لغيره من مستخدمي الطريق؟

ولعل من أقسى المناظر والمأساة التي يعتصر القلب لها ألما وحسرة منظر تلك الأجساد الممددة على أرصفة أغلب شوارع البلاد نتيجة السرعة الهائلة والاستهتار والاستخفاف بالأرواح، وهناك تساؤلات بريئة: ألا تحرك تلك المناظر المؤلمة بعض المشاعر لدى بعض المسؤولين؟ هل هانت عليهم تلك الأرواح؟ وهل غدت تلك المجاميع من المستهترين أقوى من سلطة أجهزة الدولة وقوانينها؟

وهناك تساؤل لا بد منه: إن كانت أزمة المرور معروفة الأسباب كعدم القدرة الاستيعابية للشوارع، والاستخفاف بقوانين الدولة، وبالأخص المتعلقة بالمرور وغيرها، فيا ترى ما أسباب أزمة الأخلاق؟ ومن المسؤول عنها الحكومة أم المجلس أم البيت أم المدرسة وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني؟

كم نتمنى أن تكون هناك إجراءات قاسية لردع أولئك الذين لم يقدروا نعمة الحياة.

وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top