واشنطن: عشرات آلاف «الدواعش» في سورية والعراق

• فوتيل: سننسحب من سورية خلال أسابيع
• «داعش» يتجه للعمليات الانتحارية شرق الفرات
• موسكو: حريصون على أمن إسرائيل
• اتفاق تركي ـــ روسي على الحسم في إدلب

نشر في 12-02-2019
آخر تحديث 12-02-2019 | 00:04
سوري يسير وسط الدمار في حلب القديمة أمس الأول	(أ ف ب)
سوري يسير وسط الدمار في حلب القديمة أمس الأول (أ ف ب)
رغم تمسكها بتنفيذ قرار سحب قواتها البرية من سورية خلال أسابيع، حذرت القيادة الأميركية من أن عشرات الآلاف من أعضاء تنظيم داعش لا يزالون يشكلون خطراً في المنطقة، مؤكدة قدرتهم على تأمين الموارد، والمحافظة على أيديولوجيتهم المتطرفة.
في ظل إطباق قوات سورية الديمقراطية (قسد) الحصار على تنظيم داعش في منطقة شرق الفرات، قدّر قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل، أمس، عدد مقاتلي التنظيم في العراق وسورية بعشرات الآلاف المنتشرين والموزعين تحت قيادة تسهّل عملهم، موضحاً أنه «مازال لديهم بعض الوصول إلى الموارد، ومازالوا يحافظون على هذا النوع من الأيديولوجيا المنحرفة التي تدعم أهدافهم».

وتوقع فوتيل، خلال جولته في المنطقة بدء سحب القوات الأميركية من سورية تنفيذاً لأمر الرئيس دونالد ترامب خلال أسابيع، لكنه حذر من أن «هذا كله يحدده الوضع على الأرض»، وتحديداً المعارك التي تخوضها «قسد» ضد «داعش» شرقي دير الزور. وقال فوتيل، الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط: «أعتقد أننا على المسار الصحيح، ونقل الأفراد أسهل من نقل العتاد، ولذا ما نحاول فعله الآن هو من جديد إخلاء هذه المــــــــواد، هـــــــذه المعــــــــدات التــــي لا نحتاج إليها».

ورداً على ما إذا كان سيتم نقل نحو ألفَي جندي من سورية إلى العراق المجاور حيث تحتفظ الولايات المتحدة بأكثر من خمسة آلاف جندي، ترك فوتيل الباب مفتوحاً أمام احتمال تغيير تركيبة القوات للمساعدة على مواصلة الضغط على «داعش»، مبيناً أن «نقلهم كلهم ليس منطقياً».

تحرير سورية

وبعد 4 أيام من إبلاغه أعضاء التحالف الدولي بأنه سيعلن رسمياً تحرير كامل الأراضي من «داعش» الأسبوع المقبل، أعاد الرئيس الأميركي التأكيد أنه سيسيطر قريباً على 100 في المئة من أراضي التنظيم المتشدد في سورية، متسائلاً، في تغريدة على «تويتر»: «هل تصدقون ذلك؟».

وبعد تبني مجلس الشيوخ تشريعاً يرفض قرار الانسحاب، حذرت هيئة رقابية تابعة لوزارة الدفاع (البنتاغون) الأسبوع الماضي من أن «داعش» مازال يمثل خطراً، سيعود للظهور في سورية على الأرجح خلال ستة أشهر إلى 12 ما لم يتواصل الضغط عليه، وسيستعيد السيطرة على بعض الأراضي.

وعلى الأرض، استكملت «قسد» بدعم أميركي، أمس، هجومها في الكيلومترات الأخيرة لتنظيم داعش في ريف دير الزور الشرقي في أقصى شرق سورية بمحاذاة الحدود العراقية.

وأشار مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن إلى تقدم بطيء بسبب عوائق عدة، منها الألغام والقناصة وأنفاق حفرها «داعش» في المنطقة، ويضاف إلى ذلك، وجود أسرى لديه من «قسد»، وإعدام بعضهم.

ووفق المتحدث باسم «قسد» مصطفى بالي، تمت السيطرة حتى الآن على 41 موقعاً لـ«داعش»، مشيراً إلى أنه من 400 إلى 600 من عناصره يتحصنون في الجيب الواقع ببلدة الباغوز شرق نهر الفرات، ومن بينهم مقاتلون أجانب، مع نحو 500 إلى ألف مدني.

ونشرت وسائل إعلام أميركية، بينها «CNN» و«أسوشيتد برس»، صوراً للقصف الأميركي على الباغوز، ورافقها إطلاق قنابل ضوئية فوق المناطق التي يتحصن فيها مقاتلو التنظيم.

وإذ نبه بالي إلى صد «قسد» بدعم أميركي هجمات مضادة، اتجه «داعش» لاستخدام انتحارييه لفك إطباق الحصار عليه على الحدود السورية- العراقية.

وذكرت وكالة «أعماق»، التابعة له عبر «تليغرام»، أن عملية استشهادية ثنائية ضربت تجمعاً كردياً في الباغوز بناحية السوسة في ريف دير الزور، كما عرضت تسجيلاً لإعدام أسيرين من «قسد»، وقعا بيد التنظيم في الأيام الماضية.

أمن إسرائيل

في غضون ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أمس، الحرص على أمن إسرائيل، رغم أن ضرباتها الموجهة إلى سورية والأهداف المرتبطة بإيران بشكل أو بآخر، غير قانونية وغير مبررة.

في هذه الأثناء، قام وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بزيارة لأنقرة أجرى خلالها مباحثات مع نظيره التركي خلوصي أكار، حول مستجدات الأوضاع في عموم سورية، ومحافظة إدلب على وجه التحديد.

ويأتي لقاء شويغو وأكار، في ظل تصعيد موسكو لهجتها عن الوضع في إدلب وتحدثها عن عملية عسكرية محتملة ومنظمة، وأيضاً قبيل القمة الثلاثية في مدينة سوتشي يوم 14 فبراير الجاري، بين رؤساء الدول الضامنة لمسار أستانة التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني، لمناقشة عدة قضايا منها تشكيل اللجنة الدستورية السورية، وانسحاب القوات الأميركية من شرق الفرات والحفاظ على الاتفاق التركي- الروسي، الذي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح ومحاربة «التنظيمات الإرهابية».

وعقب الاجتماع أكد شويغو وآكار أن البلدين اتفقا على اتخاذ قرارات حاسمة لاستقرار إدلب.

back to top