معركة «نهاية داعش» تستعر ودمشق تفعّل S300

واشنطن تمسك الحدود السورية - العراقية... ونتنياهو يهدد إيران بالفارسية

نشر في 11-02-2019
آخر تحديث 11-02-2019 | 00:05
وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي خلال تفقدها جنوداً فرنسيين عاملين في العراق قرب القائم على الحدود العراقية - السورية أمس الأول (أ ف ب)
وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي خلال تفقدها جنوداً فرنسيين عاملين في العراق قرب القائم على الحدود العراقية - السورية أمس الأول (أ ف ب)
مع إطلاق حلفائها «المعركة الحاسمة» لإنهاء وجود تنظيم «داعش» في دير الزور، أحكم الجيش الأميركي قبضته على الحدود مع العراق، في وقت نصب الروس منظومة S300 المضادة للصواريخ بسورية، في تهديد خطير لإسرائيل وعملياتها، خصوصاً ضد الحرس الثوري الإيراني وميليشياته.
بدأت قوات سورية الديمقراطية (قسد) "المعركة الحاسمة" لإنهاء وجود تنظيم داعش، في آخر معاقل خلافته، إذ تحاصره ضمن أربعة كيلومترات مربعة قرب الحدود العراقية، التي أحكم الجيش الأميركي قبضته عليها من جهة منطقة التنف.

وأفاد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، أمس، عن اشتباكات عنيفة ومستمرة بين القوات السورية ذات الغالبية الكردية، بدعم أميركي بري وجوي ومدفعي وتفجير ألغام، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية دفعت أكثر من 37 ألف شخص إلى الخروج من آخر مناطق سيطرة "داعش" منذ مطلع ديسمبر، أغلبيتهم نساء وأطفال من عائلات الجهاديين، وبينهم نحو 3400 عنصر من التنظيم.

وبحسب المتحدث باسم "قسد" مصطفى بالي، لايزال هناك نحو 600 جهادي أغلبهم من الأجانب محاصرين في الجيب الأخير له بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور.

آلاف المدنيين

وفي حين أشار المرصد إلى مخاوف على حياة الآلاف من المدنيين المحاصرين في القطاع الشرقي، تعمل "قسد" في مركز مخصص للفرز قرب خط الجبهة، على التدقيق في هويات الخارجين وأخذ بصماتهم، وينقل المشتبه بانتمائهم للتنظيم إلى مراكز تحقيق خاصة، وهي تعتقل مئات من الجهاديين الأجانب.

وبحسب التحالف الدولي الداعم للهجوم، تمكنت "قسد" من تحرير نحو 99.5 في المئة من الأراضي الخاضعة لسيطرة "داعش" في سورية.

وبعد قوات النظام، التي تؤكد باستمرار عزمها على استعادة السيطرة على كامل البلاد ونشر مؤسساتها الحكومية فيها، تعد وحدات حماية الشعب الكردية مع "قسد" ثاني قوى مسيطرة على الأرض بنحو 30 في المئة من مساحة سورية، تتضمن حقول غاز ونفط مهمة.

تعزيزات حدودية

في هذه الأثناء، أفاد مسؤول محلي ومصدر عسكري في محافظة الأنبار، وكالة "الأناضول"، بوصول تعزيزات عسكرية أميركية إلى منطقة التنف العراقية على الحدود مع سورية، موضحاً أنها مكونة من آليات من نوع "همر" ومدافع وأسلحة ثقيلة أخرى.

ووفق المسؤول العراقي، فإن "الهدف من تلك التعزيزات، تأمين الحدود بالتزامن مع العمليات العسكرية التي انطلقت بالجانب السوري لتحرير آخر معاقل داعش بمحافظة دير الزور".

وأكد مقدم في الجيش العراقي أن "التعزيزات الأميركية جاءت من قاعدة عين الأسد في ناحية البغدادي 90 كم غرب الرمادي، واستخدمت الطريق الدولي السريع لمرورها وصولا إلى منطقة التنف"، مبيناً أن الجيش الأميركي يتخذ في الأنبار الحدودية عدة قواعد، منها قاعدة الحبانية 30 كم شرق الرمادي، والأسد 90 كم غرب الرمادي، إضافة الى موقعين في القائم وموقع شرقي مدينة الرطبة.

مهام S300

وبعد تسلمها للتو مهمات قتالية في سورية، حذرت مجلة "ناشونال انترست" الأميركية من أن منظومات الدفاع الجوي الروسية S300 ستشكل من الآن تهديداً خطيراً لسلاح الجو الإسرائيلي، معتبرة أن نشر النظام الصاروخي الجديد سيتم استخدامه لممارسة الضغط عليها في محادثات التسوية السورية.

ووفقاً للمجلة المتخصصة في شؤون الأمن والدفاع، فإن صوراً التقطها القمر الصناعي Eros-B الإسرائيلي، تشير إلى أن S300 تسلم قبل أيام معدودة مهمات قتالية. وفي نفس الوقت فإن الشرح التوضيحي للصور يبين أن قاذفات الصواريخ منصوبة بشكل موسع في الخدمة القتالية للمرة الأولى منذ وصولها إلى سورية.

وأوضحت المجلة أن S300 لم تكن في عجلة من أمر نشرها، ليس فقط لأن الجيش السوري كان بحاجة إلى التدريب على إدارتها واستخدامها وعدم كفاءة نظامه الجوي، ولكن بالحذر الاستراتيجي الذي تنتهجه موسكو، إذ إن نقله كان، قبل كل شيء، تدبيراً يهدف إلى تجنب المواجهة مع إسرائيل.

رسالة فارسية

وفي مستهل جلسة حكومته الأسبوعية، كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو عزمه على إحباط تموضع إيران بسورية، مؤكداً أنه سيبحث في مؤتمر وارسو للسلام والأمن يومي الأربعاء والخميس صد عدوانها على المنطقة ومنعها من الحصول على أسلحة نووية.

وفي سلسلة تغريدات نشرها باللغة الفارسية، أكد نتنياهو أنه سيلتقي في العاصمة البولندية بنائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو ومع زعماء آخرين، بهدف التصدي للسياسات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط.

معركة إدلب

وبالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي تنفذه على المنطقة منزوعة السلاح المتفق عليها بين تركيا وروسيا، أرسلت قوات النظام المزيد من التعزيزات العسكرية إلى محيط محافظة إدلب، من "الفيلق الخامس" و"الفرقة التاسعة".

وفي محاولة لترميم الجيش المنهك، واصلت إدارة التجنيد العامة التابعة للنظام إصدار دعوات تبليغ دورية للمكلفين الخدمة الاحتياطية، الأمر الذي أسفر مع مرور الوقت عن أبعاد اجتماعية طالت شريحة واسعة من المجتمع.

محاكمة الفرنسيين

ولتجنب مسألة إعادتهم إلى موطنهم التي تثير جدلاً كبيراً واستحالة محاكمتهم في سورية، تعرب عائلات الجهاديين الأجانب ومدافعون عن حقوق الإنسان عن قلق كبير إزاء إمكانية أن تجري محاكمة هؤلاء في العراق، الذي سبق واستقبل معتقلين على الأراضي السورية وحاكم المئات من "داعش".

وفي حال تكرر هذا السيناريو على أكثر من 60 فرنسياً من سجناء أكراد سورية فإن هذا الأمر "سيكون مأساوياً"، وفقاً لمصادر فرنسية، ومنظمة هيومن رايتس، التي حذرت من أنه بمجرد وصولهم إلى العراق "هناك خطر أن يتعرضوا للتعذيب وأن يخضعوا لمحاكمات غير عادلة".

الأسد يرسل تعزيزات عسكرية كبيرة إلى إدلب
back to top