نشأة مهرجان القرين الثقافي

نشر في 20-01-2019
آخر تحديث 20-01-2019 | 00:05
 د. خالد عبداللطيف رمضان لم تكن انطلاقة مهرجان القرين قبل ما يقارب ربع قرن من الزمان بمحض المصادفة أو قراراً وقتياً، إذ لا بد أن تكون هناك أفكار ومحاولات سابقة منذ بداية إنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ولكن تهيأت الظروف المناسبة بوجود أشخاص على رأس المسؤولية في ذلك الوقت آمنوا بالفكرة واجتهدوا في تطبيقها وأولهم المرحوم الشيخ سعود الناصر وزير الإعلام ورئيس المجلس الوطني في ذلك الوقت ثم د.سليمان العسكري الأمين العام للمجلس. ومن البديهي أن الدورة الأولى لم تكن لتنجح ثم يستمر هذا المهرجان لولا جهود مختلف قطاعات العمل في المجلس الوطني وتعاونها لإنجاح فعالياته المختلفة.

ولكن سبقت ذلك إرهاصات كانت تبشر بولادة هذا المهرجان، منها الأنشطة الفكرية والأدبية المصاحبة لمعرض الكويت للكتاب، ومنها المهرجان الثقافي الذي أقامته رابطة الأدباء عام 1993 بالتعاون مع جمعيات النفع العام وجهات أخرى مثل جمعية الخريجين والجمعية الكويتية للفنون التشكيلية ورابطة الاجتماعيين والمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث أقيمت خلاله الندوات والأمسيات القصصية والشعرية والمعارض والعروض المسرحية، وقد دعمت وزارة الإعلام هذا المهرجان.

وعلى ضوء نجاح هذه التجربة طلب مجلس إدارة رابطة الأدباء مقابلة أمير البلاد المغفور له الشيخ جابر الأحمد وكان مجلس الإدارة مكوناً من: خالد عبداللطيف رمضان رئيساً وليلى العثمان أميناً للسر وعبدالله خلف التيلجي أميناً للصندوق ويعقوب الرشيد وخالد سالم الأنصاري ووليد الرجيب أعضاء.

وخلال اللقاء عرض الوفد على الأمير فكرة إقامة مهرجان ثقافي يحمل اسم الكويت أسوة بما قامت به بعض الدول العربية لتنشيط الساحة الثقافية وتقديم الوجه المشرق للكويت، فأثنى الأمير الراحل على الفكرة وقال إنه سيحدث وزير الإعلام بالأمر، وكان وقتها المرحوم الشيخ سعود الناصر، وطلب من وفد الرابطة مقابلة وزير الإعلام لمناقشة الفكرة معه وهذا الذي حدث لاحقاً. بعدها بعام في الثالث والعشرين من شهر نوفمبر عام 1994 رأى مهرجان القرين الثقافي النور بدورته الأولى، ويرجع الفضل في ذلك إلى دعم صاحب السمو الأمير الراحل ووزير الإعلام رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي وقف بقوة مع إقامة المهرجان وجنّد وسائل الإعلام الرسمية لخدمته، كما أن إيمان الأمين العام للمجلس في ذلك الوقت الدكتور سليمان العسكري بأهمية هذا المهرجان جعله يكرس كل جهده لإقامته ووظف معارفه الكثيرة في الداخل والخارج لإنجاحه. في الدورات الأولى للمهرجان دعمت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ميزانيته لكي يظهر في أفضل صورة .

من الطبيعي أن هذا المهرجان لم يكن لينجح ويستمر ويفرض نفسه على الخارطة الثقافية في الوطن العربي لولا جهود جميع العاملين في المجلس الوطني في مختلف قطاعات العمل، إضافة إلى تعاون الجهات الأخرى المعنية بالشأن الثقافي، سواء كانت جهات حكومية أو أهلية، ومتابعة وسائل الإعلام الرسمية والأهلية لأنشطته وفعالياته المختلفة.

مرت السنون والمهرجان ينطلق من نجاح إلى نجاح مبرزاً صورة بهية للكويت.

back to top