وثيقة لها تاريخ : العديلية بدأت قبل حُكم الشيخ مبارك الصباح وعدلان الرشيدي أول سكانها

نشر في 11-01-2019
آخر تحديث 11-01-2019 | 00:05
اللوغاني مع علي بن عدلان الرشيدي
اللوغاني مع علي بن عدلان الرشيدي
قبل حوالي سنة، أو أكثر بقليل، كَثُر الحديث في الدواوين ووسائل التواصل الاجتماعي عن تاريخ العديلية وبداياتها وتسميتها ومُلاكها قبل تنظيمها في بداية الستينيات.

ومن المفيد أن أشارك القراء بما لديَّ من معلومات أعانني الله تعالى على توثيقها في كتاب "العديلية تاريخ وشخصيات"، (في طبعتين).

وبدءاً من مقال اليوم سأتطرَّق إلى معلومات حول تاريخ العديلية وسكانها، وأبدأ بالقول إن اسم العديلية ورد في بعض المراجع منذ ما قبل حقبة حُكم الشيخ مبارك الصباح، أي قبل عام 1900، على أقل تقدير. ورغم أن هناك مراجع شفهية ومكتوبة ذكرت أن التسمية تعود إلى وصف لمياه آبار العديلية، وبعضها أشارت إلى أنها تُنسب إلى عبداللطيف بن عديل، وبعضها أرجعتها إلى المعنى القاموسي (العِدل)، فإنني أعتقد أنها ليست كذلك، بل أعتقد أن التسمية تُنسب إلى شخص اسمه عدلان ينتمي إلى قبيلة الرشايدة، وليس له ذرية من الذكور حالياً. وقد التقيت علي بن مطلق بن عدلان في عام 2010 بديوان الهيفي في منطقة إشبيلية، وهو آخر ذرية عدلان الذي أشرت إليه. ومن حديثي معه أبلغني، رحمه الله، بأن جده عدلان، الذي تُوفي في عهد الشيخ مبارك الصباح، سكن بمنطقة العديلية الحالية، قبل أن تُسمى بهذا الاسم. ولم يكن لعدلان من الذرية سوى مطلق، وتُوفي مطلق في فترة الأربعينيات، ولم يكن له من الذرية الذكور سوى علي، الذي تُوفي قبل عدة سنوات، وبذلك توقفت ذرية عدلان من الذكور بوفاة علي.

وقد أبلغني علي بأن جده بنى بيت شعر على أحد صياهد العديلية، وحفر بئر ماء، وعاش في تلك الناحية إلى حين وفاته، ثم سكنت عائلته في فريج الرشايدة، وتنقلت بعدها بين عدة مناطق، وفي نهاية الخمسينيات سكن علي ومَن تبقى من ذرية عدلان في منطقة الفيحاء قطعة 9.

ولتأكيد هذه المعلومة، كتب لي العم عباس مناور، رحمه الله، قبل صدور الطبعة الثانية من كتابي حول العديلية عام 2012، ورقة أثبت فيها هذه المعلومات، وأوضح أن عدلان هو ابن حزمي بن جمعان بن محماس بن تويم الرشيدي (توجد في الورقة معلومات أخرى يمكن الاطلاع عليها في الكتاب). ومن المفيد أيضاً، أن نشير إلى ما ورد على لسان المرحوم، بإذن الله، حسن حسين الدسم المطيري، في لقاء له مع الأستاذ سعود الديحاني بجريدة الرأي العام في 2-8-2002، من أنه وُلد في العديلية يوم كانت عبارة عن "قلبان" في عشرينيات القرن الماضي، وأنه يتذكر بيت شعر كان يردده الأولاد لا يعرف مَن قائله، وهو:

يا شيخنا جابر يا شيخنا دوم

​​وصل العديلية غصبٍ على القوم

في المقال المقبل، بإذن الله تعالى، سنتحدث عن الزراعة في العديلية، وأوائل أصحاب المزارع فيها.

back to top