آمال : على عروشهم يتكئون!

نشر في 08-01-2019
آخر تحديث 08-01-2019 | 00:25
 محمد الوشيحي استوقفتني صورة نشرتها الصحف لمؤتمر صحافي عقدته "الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية". وقبل أن نتحدث عن الصورة التاريخية العظيمة، لنتحدث عن الاسم الذي يلفت الانتباه بفخامته، لكنه مع الأسف ناقص، إذ إن الأوجب أن تضاف إليه كلمة "عظمى"، لأنه يليق بها وتليق به، لتصبح الدنيا لوَقان في لوَقان.

ويبدو أن مبتدع الاسم كان متواضعاً، حريصاً على عدم إخافة الناس، فحذف كلمة العظمى بعد أن راودت عقله وتحرشت به. حفظه الله وجزاه بما يستحق.

وبالعودة إلى الصورة الإمبراطورية المنشورة، نرى كراسي تليق بفخامة الاسم وأكثر، إذ تصل ارتفاعات ظهورها إلى مستوى رؤوس الجالسين عليها، وأعلى. فتعيدنا إلى الماضي الجميل، وتذكّرنا بما نراه في الصحف من صور للملك فؤاد والملك فاروق، ملكَي مصر المعظمين، حيث العرش الفخيم المهيب. لكن الحلو ما بيكملش، كما تقول العرب في الجاهلية (العرب تعيش الآن جاهلية مودرن). فكما أن الاسم تنقصه كلمة "عظمى"، فإن الصورة تحتاج إلى بعض الأشياء حتى تكتمل؛ ينقص الصورة حارسان أسمران بجثتين ضخمتين، يحملان رمحين متقاطعين، وعدد من الجواري يتمددن بكل غنج في وسط المكتب، وصحن كبير تتوسطه "فخذة" خروف يسهل نهشها بعد مسكها بكلتا اليدين، وضحكة مجلجلة بعد أن يدخل الحاجب وهو منحنٍ ليعلن: "مولاي، لقد وصلت جزية الروم على قافلة قوامها ثمانمئة بعير".

بارك الله في الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط، وهوّن على قيادييها المسؤولية، التي لا يمكن التصدي لها إلا بهذا النوع من الكراسي الإمبراطورية، وبهذا الاسم الإمبراطوري الفخم. ويا رب عجّل الفرج.

back to top