الأمير يطلق مبادرة لوقف الحملات الإعلامية بين دول الخليج

• سموه في افتتاح «قمة الرياض»: الخلاف الذي دب في كياننا يعرض مصالحنا للضياع
• الملك سلمان: حريصون على صيانة «مجلس التعاون»... ونظام إيران يواصل السياسات العدائية

نشر في 10-12-2018
آخر تحديث 10-12-2018 | 00:05
شهدت القمة الخليجية التي انعقدت في الرياض أمس، مبادرة أطلقها سمو أمير الكويت لوقف الحملات الإعلامية بين دول مجلس التعاون، تمهيداً لحل الخلافات بينها.
دعا سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح خلال كلمة له بافتتاح الدورة الـ39 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض، أمس، إلى وقف الحملات الإعلامية في المنطقة تمهيداً لحل الخلافات الخليجية، مشيداً بانعقاد الاجتماع في موعده المحدد رغم الظروف التي تمر بها المنطقة.

وقال سمو الأمير مخاطباً قادة "دول التعاون"، إن "الاجتماع يؤكد حرصنا جميعاً على مجلس التعاون واستمرار آلية انعقاد دوراته كما يجسد إدراكنا لحجم الإنجازات التي تحققت لنا في إطاره وسعينا للحفاظ على المنجزات باعتبارها تحقيقاً واستجابة لتطلعات وطموح أبناء دول المجلس".

وأضاف: "وفي هذا الصدد فقد توصلنا ولله الحمد وبفضل توجيهاتكم وحرصكم إلى عقد اجتماعات لعدد من اللجان الوزارية على مدى العام الماضي، التي تؤكد حيوية وفعالية مسيرة التعاون بين دول المجلس في كل المجالات والمرفوعة اليوم لمجلسكم الموقر لإقرارها".

اقرأ أيضا

الكيان الخليجي

وتابع سمو الأمير: "أصحاب الجلالة والسمو إننا ندرك الأوضاع التي تعيشها منطقتنا والتحديات الخطيرة التي تواجهها وتصاعد وتيرتها المقلق الأمر الذي يدعونا أن نجسد وحدة كياننا وأن نعزز عملنا المشترك لدعم مسيرتنا ولعل أخطر ما نواجهه من تحديات الخلاف الذي دب في كياننا الخليجي واستمراره لنواجه تهديداً خطيراً لوحدة موقفنا وتعريضاً لمصالح أبناء دولنا للضياع وليبدأ العالم وبكل أسف بالنظر لنا على أننا كيان بدأ يعاني الاهتزاز وأن مصالحه لم تعد تحظ بالضمانات التي كنا نوفرها له في وحدة موقفنا وتماسك كياننا، وفي سياق حديثنا عن التحديات التي نواجهها فلا بد لنا من التأكيد على قلقنا من تنامي ظاهرة الإرهاب واستنكارنا لها، مشددين على ضرورة تضافر جهودنا للتصدي لها وتخليص العالم من شرورها".

مصير مجهول

وتابع: "انطلاقاً من حرصنا على الحفاظ على وحدة الموقف الخليجي، وسعياً منا لتدارك الأمر في وضع حد للتدهور، الذي نشهده في وحدة هذا الموقف وتجنباً لمصيرٍ مجهول لمستقبل عملنا الخليجي، فإننا ندعو إلى وقف الحملات الإعلامية التي بلغت حدوداً مست قيمنا ومبادئنا وزرعت بذور الفتنة والشقاق في صفوف أبنائنا وستدمر كل بناء أقمناه وكل صرح شيدناه، إننا على ثقة أيها الأخوة أنكم تشاركونني الرأي بأهمية الاستجابة لهذه الدعوة بوقف الحملات الإعلامية التي ستكون مدعاة ومقدمة لنا جميعاً لتهيئة الأجواء التي ستقود حتما إلى تعزيز الفرص بقدرتنا على احتواء أبعاد مما نعانيه اليوم من خلاف".

اليمن

وأكد سموه أن "استمرار الصراع في اليمن يشكل تهديداً مباشراً لنا جميعاً ونأمل كل التوفيق للمشاورات السياسية الدائرة الآن في السويد والتي استجابت بلادي بتقديم الدعم اللوجستي لها وصولا إلى الحل السياسي المنشود القائم على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216.

وأشاد سموه في هذا الصدد بالأصدقاء في السويد على رعايتهم للمشاورات وسعيهم لتوفير الظروف المناسبة لإنجاحها ولا يفوتني هنا الإشادة بالجهود الكبيرة التي يبذلها التحالف الدولي لدعم تلك المشاورات وإنجاحها إضافة إلى المساعدات الإنسانية الضخمة التي يقدمها التحالف للتخفيف من آثار الظروف الإنسانية القاسية التي يكابدها أشقاؤنا في اليمن".

سورية

وتطرق الأمير إلى الملف السوري وقال إن "الكارثة الإنسانية في سورية مستمرة ولم تفلح الجهود الدولية في إيجاد حل لها لتستمر المعاناة ويتضاعف التهديد لأمن واستقرار المنطقة والعالم، متمنين لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الجديد لسورية السيد بيدرسن التوفيق في مهمته الجديدة وصولاً إلى الحل السياسي المنشود القائم على قرارات الشرعية الدولية وجنيف ومقدرين الجهود التي بذلها سلفه السيد ستيفان ديمستورا".

العراق وفلسطين

من جانب آخر، هنأ سمو الأمير العراق على "التطورات الإيجابية التي تحققت باستكمال العملية السياسية باختيار القيادات الثلاث"، معرباً عن تطلعه بأن يتمكن العراق من إعادة البناء لإزالة آثار ما شهده من دمار وليتحقق لأبنائه تطلعاتهم بالأمن والاستقرار والازدهار.

وحول مسيرة السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل التي وبكل أسف تعاني جموداً وتجاهلاً من قبل المجتمع الدولي شدد سموه على الحرص على المسارعة باستئناف عملية السلام وصولاً إلى اتفاق شامل ودائم وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية دعماً وتعزيزاً لاستقرار المنطقة والعالم.

إيران

وجدد سمو أمير البلاد التأكيد على أن العلاقات بين "مجلس التعاون" والجمهورية الإسلامية الإيرانية تستند إلى مبادئ أقرها ميثاق الأمم المتحدة وفي مقدمتها عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول والالتزام بقواعد حسن الجوار تحقيقا لكل ما نتطلع إليه جميعا من أمن واستقرار وسلام لمنطقتنا.

العاهل السعودي

وافتتح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز قمة دول مجلس التعاون في الرياض أمس، بحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.

ومثل البحرين بالقمة الملك حمد بن عيسى، كما ترأس الشيخ محمد بن راشد وفد الإمارات، وحضر من قطر وزير الدولة للشؤون الخارجية سلطان المريخي ممثلا لبلاده، بينما مثل عمان نائب رئيس الوزراء فهد آل سعيد.

من جهته، أعرب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز عن الثقة بحرص الجميع على المحافظة على الكيان الخليجي وتعزيز دوره في الحاضر والمستقبل.

وذكر أن "الله عز وجل حبا دول مجلس التعاون الخليجي بثروات بشرية وطبيعية عززت دورها الحضاري في المنطقة والعالم الأمر الذي يتطلب منها تسخير طاقاتها لخدمة شعوب المجلس والحفاظ على أمن واستقرار دولنا والمنطقة".

وشكر العاهل السعودي سمو أمير البلاد على جهوده "المباركة في رئاسة أعمال الدورة الماضية"، وأكد استمرار الرياض في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية، مضيفاً أن القضية الفلسطينية تتصدر اهتمامات المملكة.

وأكد خادم الحرمين الشريفين "حرص دول التحالف بطلب من الحكومة الشرعية في اليمن على إنقاذ اليمن وشعبه من فئة انقلبت على شرعيته وعمدت إلى العبث بأمنه واستقراره" مشدداً على "مواصلة دول التحالف دعمها لجهود الوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفقاً لقرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ونتائج الحوار الوطني اليمني".

واتهم الملك سلمان "النظام الإيراني بمواصلة السياسات العدائية في رعاية القوى المتطرفة والإرهابية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى".

وقال إن "المنطقة تمر بتحديات وتهديدات لا تخفى عليكم فلا تزال القوى المتطرفة والإرهابية تهدد أمننا الخليجي والعربي المشترك" مؤكداً "ضرورة تحقيق الضمانات الكاملة والكافية تجاه برامج إيران النووية والصاروخية".

ودعا الملك سلمان إلى "حل سياسي يخرج سورية من أزمتها ويسهم في قيام حكومة انتقالية تضمن وحدة سورية وخروج القوات الأجنبية والتنظيمات الإرهابية منها".

كما أكد حرص المملكة على بناء علاقات متينة واستراتيجية مع العراق التي "تشكل ركناً أساسياً في منظومة الأمن العربي".

back to top