رمِّموا الجبهة الخليجية

نشر في 18-10-2018
آخر تحديث 18-10-2018 | 00:19
 عبدالمحسن جمعة بعد أسابيع قليلة سيحل استحقاق القمة الخليجية المعتادة على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، ومنذ إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربي في بداية ثمانينيات القرن الماضي، كانت قِمَمُه حصناً وقى دول الخليج أحداثاً خطيرة مرت بها المنطقة، وحماها من تهديدات خطيرة تمثلت في حربَي الخليج الأولى والثانية والغزو العراقي للكويت.

المشهد الخليجي اليوم مُزْرٍ وحزين، فوسائل الإعلام الخليجية يوجه بعضها لبعض لكمات موجعة، مما يؤدي إلى خسائر مشتركة لنا جميعاً كخليجيين، كما تؤدي إلى إضعافنا وزعزعة استقرار دول الخليج لمصلحة المتربصين بنا، والقوى الإقليمية التي تدير مشروعها في المنطقة، وتريد أن تواجهنا فرادى لا متوحدين.

جهود سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد مازالت قائمة ومستمرة، وتحظى بدعم عربي ودولي لحل الأزمة الخليجية، ومازال الوقت متاحاً لترميم الجبهة الخليجية وعقد قمة خليجية تاريخية مختلفة للمصالحة وإعادة رص الصف الخليجي وعلاج كل الأخطاء التي مرت علينا في السنوات القليلة الماضية.

حقيقة، تتعرض المنطقة، وخصوصاً دول الخليج العربي، لتهديدات وعمليات ابتزاز من كل القوى الكبرى؛ فالرئيس الأميركي دونالد ترامب يبتز المنطقة مالياً، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقوم بعملية تغيير ديموغرافي، بالتعاون مع إيران، للشرق العربي في سورية والعراق ولبنان، مما يهدد الأمن الإقليمي، ويضرب التناسق الاجتماعي والسكاني لدول المشرق العربي.

كل تلك المعطيات تتطلب ترميم العلاقات الخليجية وترك الخلافات خلف ظهورنا لحساب المصالح الخليجية المشتركة، لاسيما أن مصيرنا واحد وظروفنا متماثلة والتحديات التي تواجهنا متطابقة... فهل يفعلها القادة الخليجيون وتكون القمة الخليجية المرتقبة في ديسمبر المقبل تاريخية ومختلفة؟!

back to top