بالإنسان نبدأ وبه ننتهي

نشر في 08-09-2018
آخر تحديث 08-09-2018 | 00:01
 خالد مقبل الماجدي عندما أرادت الإمبراطورية الصينية أن تحمي حدودها وتعيش في أمان, بنت سور الصين العظيم, واعتقدت أنه لا يوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه… ولكن خلال المئة سنة الأولى بعد بنائه، تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات, وفي كل مرة لم تكن جيوش العدو في حاجة إلى تسلق السور… بل كان الأعداء في كل مرة يدفعون للحارس ثم يدخلون من الباب! لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس (الإنسان).

بناء الإنسان هو من أكبر التحديات التي يمكن أن تواجه عملية التطور، وهو يتطلب إعادة تقييم المبادئ الأساسية التي تتوفر لدى الفرد الواحد، وهذا لا يأتى إلا بتربية النشء منذ نعومة أظفاره على الأخلاق والمثل بطريقة علمية صحيحة، ولا يمكن زرع المبادئ إلا في الجيل الصاعد القابل للتوجيه والتأهيل.

جهود الإصلاح في أي مجتمع، وخطط النهضة والتنمية والتطوير لابد أن تبدأ ببناء فكر الشباب، وما تتطلبه حياتهم من تحصينات وضرورات وتحسينات (تربية، تعليم، تدريب) بما يتوافق مع مصالح الدولة ومستقبلها.

تشير تجارب دول مثل سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية إلى أن تنمية رأس المال البشري تعد من أكبر التحديات التي تواجه العملية التنموية في كل الدول التي دخلت في سباق مع الزمن، والتي تؤمن بأن الإنسان هو وسيلة التنمية وغايتها.

ليس بناء الإنسان حلما رومانسيا، بل هو مطلب واقعي ويحتاج إلى رؤية، ومشروع وبرنامج لتغيير الواقع، لا لإدارة الوضع القائم بكل أعطابه.

ولأن العقل مركز السيطرة والتحكم في سلوكيات البشر، فلابد من البدء بمنظومة جديدة للتعليم، تسهم في خلق شباب يمتلكون مهارات العصر، قادرين على الإبداع والابتكار، لا مجرد الحفظ والاستذكار، علينا أن نتجه إلى صناعة طالب يملك عقلا نقديا، يلفظ التطرف، والخرافة، ويؤمن بالعلم والوطن والقيم الأخلاقية، يؤمن بالحوار والمواطنة.

فلنعمل كلنا يدا بيد ولننشئ جيلا متميزا بالفكر والقيم النبيلة والتربية الحسنة لأن بلدنا يقوى بقوتهم.‏

back to top