شوشرة: السور

نشر في 01-09-2018
آخر تحديث 01-09-2018 | 00:08
 د. مبارك العبدالهادي أحيانا نتوقف عند الكثير من نقاط الحياة في مختلف الجوانب سواء الاجتماعية أو السياسية، فنجد العديد من المثالب بين البعض في قضايا مختلفة وفقا لتوجهات ومعايير مختلفة، ولكن بعد لملمة الأمور وعلاجها ووضع النقاط على الحروف ستتم إزاحة الغمة عن الأمة، وسيوجه المسار إلى الطريق الصحيح، لأن استمرار بعض الخلافات واستغلال بعضها لن يضعنا على الآلية السليمة التي يفترض أن تكون بمثابة البوصلة لأي دولة أو شعب أو مجموعة أو حتى فريق.

فهناك من يعتاشون على خيراتنا مستفيدين من بعض الخلافات التي ستضع البلاد والعباد في دوامة الصراعات ووحل مستنقع يصعب الخروج منه، لأن هؤلاء هم وراء اتساع أي فجوة، بل يساهمون في تشتيت الأمور ولخبطة الأوضاع، ولأن همهم الوحيد هو مصالحهم الشخصية وتنفيع بطانتهم التي اعتادت أن تعتاش على بقايا معازيبهم الذين اتضحت صورتهم أمام الشارع، والكل يعرف أهدافهم وغاياتهم.

ولكن عندما تعود الحكمة لأهل الخبرة والقرار والرأي السديد فإن هؤلاء وزبانيتهم سيكون مصيرهم الحساب والعقاب، واتخاذ أقصى العقوبات بحقهم بعد أن نهبوا الخيرات وعاثوا في الأرض فسادا، وتلاعبوا بكل شيء، بل وصلت بهم الأمور إلى وضع القانون في جيوبهم ليستخدموه متى ما شاؤوا.

وإن انفراج أي أزمة سيكون هو الحل الوحيد لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، خصوصاً أن الغالبية الكبرى من الناس يؤمنون دوما بأن لمّ الشمل هو الخيار الوحيد بين أي طرفين متنازعين أو متخاصمين أو حتى بينهما عتب لأنه في نهاية المطاف «الظفر ما يطلع من اللحم»، وخلاف الأحبة ينتهي دوما بلقاء المحبة من جديد.

الجميع ينتظرون ويترقبون ويتابعون ويشجعون ويصفقون لأي شخص يقود للمّ الشمل، ويكون هدفه الأول والأخير الترابط والتسامح وعودة المياه إلى مجاريها.

فالتسامح صفة يعهدها الكل فينا، ولا خيار أمامنا سوى ذلك، حتى تكون رسالة واضحة للجميع «ما بعد أي خلاف سوى المحبة»، ومن الشجاعة أن نعالج أخطاءنا، ونرمم البنيان من جديد، ونتصالح من أجل وحدتنا للتصدي لكل من يقف وراء تفكيكنا وتشتيتنا وتفرقتنا، لأن البيت كلما التمّ شمله نجح في الوقوف كالسور المنيع ضد المتسولين على حساب أهله، فدائما ننتظر هذا الوفاق بين أطراف البيت الواحد لتدب الحياة فيه من جديد.

هناك من يبني ويطور وينهض وينمي ويتطلع إلى مستقبل واعد فيما نحن لا نزال مشغولين ببعض الفجوات التي لا تزال تؤثر في تطورنا ونهضتنا ومستقبلنا.

آخر الكلام:

عندما تتلاشى الغيوم ستتضح الصورة وستنكشف الحقائق وستعود الابتسامة من جديد.

back to top