فنانون وإعلاميون: العيدية بقيمتها المعنوية لا المادية

أكدوا أن أجواء العيد افتقدت البساطة والأصالة وانساقت خلف المظاهر

نشر في 21-08-2018
آخر تحديث 21-08-2018 | 00:02
"العيد"... كلمة ذات معان ودلالات كثيرة، فالعيد هو يوم فرح وسرورٍ، وهو مناسبة للتعبير عن التودد والتراحم، ولكل عيد أجواء ومواقف مختلفة عن الأعياد الأخرى.
"الجريدة" أجرت استطلاعاً لآراء مجموعة من الفنانين والإعلاميين، وسألتهم عن وجه الاختلاف بين الأعياد في السابق والآن، وعن ذكرياتهم وطقوسهم، والأطباق التي يفضلونها... وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قالت الفنانة زهرة الخرجي إن أجواء العيد تختلف من عيد لآخر، فعيد الفطر كانت احتفاليته مختلفة في السابق، وكذلك عيد الأضحي، والذي نطلق عليه "عيد الحجاج"، موضحة: "كنا نفرح برجوع الحجاح محملين بـ(الصوغة) من الحج"، مشيرة إلى أنها مازالت تذكر تلك اللحظات، التي كانت تترك أجواء جميلة في النفوس.

وأضافت الخرجي أنها عندما كانت صغيرة كانت تحب أن تكون ملابس العيد من الملابس الجاهزة، أو أن تذهب إلى الخياط بصحبة والدتها وتختار التصميم الذي يناسبها، لافتة إلى أنها عندما كبرت تغيرت المسؤولية، فأصبحت تعتمد على نفسها، وأيضا تشتري لإخوانها الصغار، وتحتفل مع أشقائها ويتبادلون الهدايا والعيادي ومازلوا على تلك العادة، أما والدتها فمازالت تعطي "العيادي" لأحفادها، وأيضا لأشقائها المتزوجين، وللأطفال نصيب الأسد، وتنصحهم الخرجي بأن يدخروها، وعلقت: "ما زال شيئا متبادلا أن نعايد ونستقبل العيادي"، موضحة أنه شعور جميل في الأعياد أن نشعر بغيرنا من الناس ونساعدهم ونفكر فيهم.

وتابعت: "يصدف في بعض الأعياد أن أكون مشغولة في المسرح في أول أيام العيد، وصباحا أكون مرتبطة مع الأهل، وقبل أن أصبح فنانة كنت في اول يوم عيد مرتبطة مع الأهل والزوار، أما الأيام الأخرى فأكون كل يوم بمكان"، مشيرة إلى أنها كانت تحب أن تذهب إلى "الدوارف" عندما كانت صغيرة، متمنية أن تكون مدينة "ملاهي" للأطفال.

وأوضحت أنها حالياً تحضر عروض زملائها الفنانين، أو تسافر إذا لم يكن لديها عروض.

أما من ناحية الأكل فقالت الخرجي إن فطور العيد مهم، لافتة إلى أنها لا تأكل اللحوم.

نكهة خاصة

بدورها، هنأت الفنانة مي عبدالله الجميع بحلول العيد، وقالت إنها تحب أن تكون موجودة في موسم العيد، مشيرة إلى أنه كانت للعيد أجواء ونكهة خاصة في السابق تختلف عن الوقت الحالي، الذي انتشرت فيه المعايدات الإلكترونية.

أما من ناحية "العيدية"، فأوضحت عبدالله أنه في السابق كنا نعطى العيادي، أما الآن فنحن من يقوم بإعطاء العيادي.

وعن طبقها المفضل في العيد، قالت إنها تحب "الفتة المصرية" والرز المصري واللحم، مضيفة أنها تخرج مع ابنتها في الأعياد إلى أماكن ترفيه الأطفال، وأيضاً تذهب إلى السينما.

من جانبه، قال الفنان فهد الزايد: العيد هو بالبداية أني أرى والدتي وأسرتي بخير وعافية مجتمعين، والعيد نعمة كبيرة من الله سبحانه وتعالى، لأن له طعما خاصا فيه رحمة وعبادة وإخلاص وفرحة من القلب، وأيضا تسامح. وفرحة العيد بالنسبة لي هي أن اجتمع مع الصغير والكبير من الأهل والأصدقاء، وأسمع أحاديثهم المشوقة.

وعن أهمية العيدية وزيادة قيمتها في الوقت الحالي، أوضح الزايد: "عندما كنا صغارا كنا نأخذ العيدية، حتى لو كانت قيمتها قليلة، خصوصا عندما يقوم بإعطائها لك الأشخاص الكبار في السن، والعيدية ليست بكثرة وقيمة المبلغ، ولكنها بقيمتها المعنوية".

اجتماع الأسرة

أما المذيع محمد الوسمي فقال إن أجواء العيد افتقدت الكثير من ماضيها الجميل، من حيث البساطة والركون للتراث، وانساقت خلف المظاهر، ولكنه يظل دائما اليوم الذي تشعر بدفء السعادة يعم كل الأرجاء والطرقات. وأوضح الوسمي: "أفضل في يوم العيد اجتماع الأسرة بعد صلاة العيد، ومعايدة الأطفال وهم في أبهى حلل، خصوصا بملابسهم التقليدية، ثم زيارات الأقارب والأصدقاء. في العيد أجمل الأماكن في العالم هو بيت العائلة والوطن، وأظن أغلب الطلبة الدارسين في الخارج يفهمون تماما هذه الجملة، لست مع السفر في العيد خارج البلاد".

وبخصوص قيمة العيدية لفت الوسمي إلى أنها تغيرت كثيرا، وأنها في السابق كانت رمزية.

من جهته، قال المذيع أحمد الرفاعي: "كنا نسمع ونحن صغار دائما كلمة يرددها الكبار: العيد للصغار، ولم نكن نعي معنى هذه الكلمة، فقد كانت لحظة انتظار العيد لا تساويها فرحة، نجهز أنفسنا ونرتب أغراضنا، بل أحيانا قبل ان نغمض اجفاننا نبدأ بعد (العيادي) التي سنحصل عليها كنوع من التخمين مبدئيا".

ويضيف الرفاعي: "أما الآن فقد تحول هذا الشعور من قلوبنا الى قلوب ابنائنا والصغار من حولنا، نجلس لنشاهد تحركاتهم وتصرفاتهم، لنستذكر ماضينا، فنبتسم بصمت، وعلى الرغم من هذا فإن التواصل الاجتماعي يبقى مهماً وله طعمه المختلف، إذ أصبح العيد هو الوقت المناسب للاحتكاك مع العائلة".

وأوضح أن اكثر ما يحرص على القيام به بالعيد هو رسم الابتسامة على محيا أطفاله، باحثاً عما يسعدهم ويبهج قلوبهم.

ومن ناحية السفر، يشير الرفاعي إلى أن السفر بالعيد له نكهة جميلة لا يعرفها الا من خاض غمارها، إذ كانت له تجربة السفر في احدى المرات، وهو لا يمانع أن يكررها، "لكن الظروف احيانا تجبرنا على البقاء بين الأهل".

وعن طبقه المفضل في العيد يقول: "أحب مطبق زبيدي من يد الوالدة" لافتاً إلى أنه ما زال يتسلم العيادي، وتابع: "بالنسبة للقيمة فهي متفاوتة، مرات تكون الأسهم خضراء ومرات حمراء".

ومن جانبه، قال العازف والفنان أحمد الرويشد إن "أجواء العيد حالياً اختلفت عن السابق، كان يميز العيد الزيارات العائلية والتجمعات الاسرية الحلوة بين الاقارب من صباح يوم العيد حتى المساء، وما زالت مستمرة عند بعض العائلات تلك العادة الجميلة".

وأشار الرويشد إلى أن البعض أصبح يستغل اجازة العيد في السفر او الشاليهات او المنتزهات داخل الكويت، "لكن بالنسبة لي فأنا أفضل أن أكون في الكويت ايام العيد بين عائلتي وأهلي"، مضيفاً أنه لا يفضل أن يقضي إجازة العيد خارج الكويت إلا إذا حصلت ظروف خاصة، مثل حفل خارج الكويت أو عمل.

وعن أكله المفضل في الأعياد بين أنه لا يوجد شيء معين، أما العيدية في السابق فكان لها قيمة كبيرة حتى لو كانت بسيطة، أما في الوقت الحالي فأصبحنا نعطي عيدية أكبر حتى يستمتع بها ابناؤنا، لأن ظروف حياتنا تغيرت والأسعار أصبحت غالية عن السابق.

المعايدات الإلكترونية وصِلة الرحم

قالت الفنانة التشكيلية د. ريهام الرغيب إن أجواء العيد تغيرت، وهذا التغيير طبيعي ومتزامن مع تطور العصر، مشيرة إلى أن كثيرا من الناس للأسف تتجه الى المعايدات الإلكترونية.

وأضافت الرغيب أنها تحب في العيد زيارة وتجمع الأهل والأحباب، وخاصة بعد صلاة العيد، متمنية من كل شخص مقصر في صلة رحمه أن يستفيد من فرصة العيد وأن يتواصل ويتسامح، وهذا ما حثنا عليه ديننا. أما بالنسبة لموضوع السفر، فعلقت بأن الكثير يحب السفر في إجازة العيد، وأنها لا تفضل السفر في مناسبات الأعياد.

وعن طبقها المفضل فبينت أنه "مجبوس اللحم". وعن العيدية تقول: "لا تقتصر على الأطفال، لكنه شيء جميل أن نعطي الأم عيدية، والزوج يعطي زوجته. ومن ناحية قيمتها ففي السابق كان "ربع دينار" يعنى الكثير، أما الآن فالأطفال لا يأخذون إلا العشرة أو العشرين. وختمت الرغيب بأن العيدية فيها عطاء جميل وهي تدخل السرور على القلوب.

من جهته، أكد الشاعر عبدالله العنزي أن أجواء العيد مرتبطة ارتباطاً كاملاً بالجو الأسري وحميميته الخاصة، فالأجواء دائماً تكون أجمل وأروع إذا كنت قريباً جداً من محيط الأسرة، خصوصاً في نكهة خاصة مثل نكهة العيد، ومناسبة عزيزة على الأمة الإسلامية، فبلاشك الأجواء جميلة ورائعة في أيام عيد الفطر السعيد. وأضاف العنزي: "بعد الانتهاء من معايدة الأهل والعائلة نقوم بالتواصل مع الاصدقاء والأحبة الذين هم قريبون منا ولكن ابعدتنا ظروف الحياة ومشاغل الدنيا، ولكننا حريصون على التواصل دائماً في المناسبات الرسمية، وخصوصاً بعض الشخصيات في المنطقة من كبار السن، هذا ما احرص على عمله، وأيضاً مما افضله توزيع العيادي على الاطفال ورؤية فرحتهم بها". وتابع: "انا حقيقة غير ملتزم بعمل او ارتباط رسمي، ولذا فإنني بعد معايدة الاهل صباح أول أيام العيد؛ أجلس في البيت أنا وإخواني ننتظر الضيوف والزوار، ثم أتوجه إلى المطار وأسافر". وعن الطبق الذي يفضله يقول: "مائدة الافطار مع الوالدة صباح العيد تعادل الدنيا وما فيها". وأما العيدية فأوضح العنزي: "قديماً كانت العيدية رغم بساطتها لها قيمة وأما الآن مع الجيل الجديد أعتقد فقدت قيمتها، ولا أعلم من السبب، هل هو الجيل الراهن أم نحن!".

back to top