محاربة سرطان البروستات بتقنية مبتكرة

نشر في 11-08-2018
آخر تحديث 11-08-2018 | 00:00
No Image Caption
ربما تبدّل خلايا سرطان بروستات مبتكرة مزروعة في المختبر طريقة إجراء الأبحاث، معزِّزة إلى حدٍّ كبير السرعة التي تُختبر بها الأدوية الجديدة.
صحيح أن العلاجات الحديثة، بما فيها العلاج بالأشعة والجراحة، تحقق النجاح عموماً عند اكتشاف هذا المرض في مراحله الأولى، إلا أن ما زال إزاء العلماء الكثير لتعلمه.

على سبيل المثال، يعاود بعض الحالات الظهور ويتطلَّب غالباً علاجات عدة. تُعتبر العلاجات الراهنة فاعلة، إلا أن الخلايا السرطانية تتطوّر بسرعة، ما يُقحم العلماء في سباق تسلح متواصل.

نحتاج إلى عوامل مضادة للسرطان جديدة ومبتكرة، بيد أن تطويرها بطيء نسبياً.

من الأسباب الرئيسة التي تجعل ابتكار أدوية جديدة لسرطان البروستات واختبارها يستغرقان وقتاً طويلاً واقع أن أنسجة البروستات لا تستمر بشكل جيد خارج الجسم. عندما يُستأصل النسيج من جسم المريض، من الصعب جداً إبقاؤه حياً.

نتيجة لذلك، لا بد من إجراء اختبارات الأدوية المبكرة على خلايا سرطانية بالغة البساطة تُزرع في المختبر. صحيح أن هذه التجارب مفيدة، إلا أن خلايا الأورام الأصلية تبقى بالتأكيد أفضل طريقة لتكوين فهم راسخ عن كيفية عمل الدواء في جسم الإنسان.

قرَّر باحثون من جامعة موناش في ميلبورن بأستراليا البحث عن طرائق لتخطي هذه العقبة. صممت هذه المجموعة بقيادة البروفسورة غايل ريسبريدجر، طريقة لتنمية أورام في المختبر بالاعتماد على أنسجة أورام يقدمها واهبون. فجاءت الأنسجة المطوَّرة معقدة بقدر الأورام في جسم مَن يعانون سرطان البروستات.

تعني القدرة على العمل على أورام فعلية أن من الممكن اختبار أدوية أو تراكيب أدوية جديدة بسرعة أكبر. وتملك البروفسورة ريسبريدجر راهناً أكثر من 20 ورماً مزروعاً في المختبر جاهزة لتُستخدم لهذه الغاية. تذكر: «تسرّع الأورام المزروعة في المختبر أبحاث السرطان، ما يتيح للمرضى الاستفادة من الاكتشافات العلمية في وقت أبكر».

بداية التجارب

نشرت البروفسورة ريسبريدجر أخيراً تقريراً في مجلة علم الجهاز البولي الأوروبية بالتعاون مع زميلها الدكتور ميتشل لورنس. يصف هذا التقرير كيفية اختبارهما أدوية سرطان الدم المعتمد اليوم، مستخدمَين نموذج سرطان البروستات الجديد، وتحقيقهما نتائج مشجعة.

يعرب الدكتور لورنس عن حماسته لهذه الاكتشافات، قائلاً: «أتاحت لنا هذه الأورام المزروعة في المختبر مقارنة العلاجات المختلفة بسرعة وتحديد تلك التي تسبب أكبر تراجع في نمو الأورام».

يتابع موضحاً أن تراكيب الأدوية التي استعملها الفريق نجحت في كبح «نمو خلايا سرطان البروستات العدائي التي لا تتفاعل مع علاجات أخرى».

يتوق الفريق إلى مشاركة علماء آخرين في هذا المجال في منهجيته الجديدة. لتحقيق ذلك، أسَّس الباحثون اتحاد ميلبورن لأبحاث علم الجهاز البولي، الذي يجمع معاً متخصصين في سرطان البروستات، من بينهم خبراء في جهاز البول، وعلماء أمراض، وأطباء أورام، وعلماء كمبيوتر، وممثلون عن المرضى.

يضمّ هذا الاتحاد أكبر مجموعة من أورام سرطان البروستات المزروعة في المختبر، مقدِّماً للباحثين طريقة أسرع وأكثر فاعلية للتوصّل إلى أساليب جديدة بغية استهداف سرطان البروستات.

صحيح أن هذه المنهجية لا تزال جديدة نسبياً، إلا أنها تعِد العلماء المعنيين بتسريع عملية البحث، ما يقود في نهاية المطاف إلى علاجات أفضل للمرضى.

نحتاج إلى عوامل مضادة للسرطان جديدة ومبتكرة لكن تطويرها بطيء نسبياً
back to top