الهواجر في بلاد الأندلس!

نشر في 02-08-2018
آخر تحديث 02-08-2018 | 00:20
 عبدالمحسن جمعة تشهد إسبانيا طفرة سياحية غير مسبوقة، حيث حطمت أرقاماً قياسية في عدد الزوار الذين زاروها في عام 2017، إذ فاق 80 مليون سائح، حققوا لإسبانيا دخلاً يفوق 80 مليار يورو، وهو رقم قياسي يتجاوز عوائد دول نفطية غنية، ويمثل فقط 10 في المئة من الاقتصاد الإسباني، وهو أيضاً رقم قياسي يزيح دولاً من رأس قائمة الدول الأكثر استقطاباً للسياح، مثل الولايات المتحدة الأميركية، التي أزاحتها من المركز الثاني، لتحتل إسبانيا مكانها بعد فرنسا في عام 2017.

الطفرة الجديدة جاءت لعدة عوامل، أهمها العامل الأمني الذي نتج عن العملية الإرهابية في ليلة رأس السنة في إسطنبول عام 2017، وهو ما أدى إلى رفع عدة وكالات سفر رحلات تركيا من برامجها السياحية، إضافة إلى احترافية الإسبان في مجال السياحة والترفيه، فضلاً عن المهنية العالية في قطاع السياحة الإسباني، وموقعها القريب من الأسواق الرئيسة للسياح.

هذه الحقائق تؤكد أن هناك بحثاً مستمراً عن وجهات سياحية جديدة، وسوق السفر والسياحة والترفيه ينمو بشكل مطرد وسريع، لذا فإن مشروع الجُزر الكويتية إذا نُفذ بشكل احترافي وقدَّم بدائل مختلفة عن المتوافر من خدمات ترفيهية وخدمات متميزة في المواسم المختلفة خلال العام، فإنه سيشكل نقلة نوعية للاقتصاد الكويتي ومستقبل البلد.

***

امتنعت عدة سفارات أوروبية هذا العام عن منح تأشيرات دخول للخدم المصاحبين للسياح الكويتيين المسافرين إلى أراضيها، وبصفة خاصة سفارة إسبانيا، وهو أمر إيجابي بمجمله، لكنه يحمل جانباً سلبياً، إذ إن الأصحاء الكويتيين الذين "يشيحطون" باصطحاب خدمهم معهم إلى المصايف الأوروبية غطوا على أصحاب الاحتياجات الخاصة والمعاقين وكبار السن الذين يحتاجون فعلياً لمصاحبة الخدم معهم، لذا نتمنى من ربعنا الأصحاء أن يتخلوا عن الكسل والربادة وطلب تأشيرات لخدمهم، حتى لا يغطوا على من هم بحاجة فعلية لهم.

***

تتعدد الانتقادات لسفاراتنا، لكن الحق يُقال إن هناك مَن يجتهد بشكل كبير لخدمة الكويتيين في الخارج وبجنوب إسبانيا، وتحديداً في محافظة ملقا يشهد هذا الصيف موسماً سياحياً مميزاً، بعد تشغيل أربع شركات طيران خليجية رحلات لها إلى مطار ملقا، ويقوم القنصل الكويتي في ملقا محمد عامر الهاجري بجهود مميزة ولافتة في خدمة السياح الكويتيين، لكن ننبه العوائل والشباب الكويتيين بضرورة أن يحتفظوا بجوازاتهم في مكان آمن، ويمتنعوا عن إظهار الساعات والحلي والهواتف الثمينة خلال تجوالهم، وكذلك أن تتم أي صفقات لشراء عقار عن طريق محامٍ موثوق، ونتمنى للجميع إجازة سعيدة وآمنة.

back to top