بموجب الـ «DNA»... أنا مغولي!

نشر في 14-07-2018
آخر تحديث 14-07-2018 | 00:20
 د.نجم عبدالكريم ‎اقتضت الإجراءات الرسمية في وزارة الداخلية أخذ عينة من دمي لاختبار الـ DNA المكونة من مليارات القواعد النووية، وإحدى خصائصها أن مركّب الأحماض النووي فيها يؤدي إلى التعرف على كيفية تخزين المعلومات الوراثية وحفظها، وكيفية نقلها من جيل إلى آخر، وتسمى هذه العملية بالشفرة الوراثية.

‎• ولما ظهرت نتيجة الاختبار على عيّنة دمي، ثبت علمياً أنني من أصول مغولية!

‎ولم يكن يخامرني الشك أبداً بهذه النتيجة، فعندما كنت أزور بلاد شرقي آسيا، كنت أشعر بأنني واحد منهم، وخاصة من ناحية فلطحة المنخار.

‎• ثم إن العراق الذي وُلد فيه أجدادي، تعرّض تاريخياً لكثير من الغزوات، ومن أشهرها الغزو المغولي، وأمام هذه الحقيقة العلمية لأصولي، لابد لي من التعرف والإلمام قليلاً بتاريخ أجدادي المغول!

***

‎‎• فهؤلاء الأجداد - بموجب الـ DNA - كانوا قد استولوا على الصين، ثم استدار زعيمهم الخان الأعظم جنكيز خان نحو الغرب، وطفقت جيوشه تشيع الخراب والدمار في القارة الأوروبية بصورة لم يشهدها العالم على أيدي واحد من الطغاة الغزاة ممن سبقوا أجدادي، فقد اجتاح جدي جنكيز خان أول الأمر، بحشوده الكثيفة، بلاد ما وراء النهر وخراسان وأجزاء من البنجاب وإيران، لينطلق بعد ذلك فريق من أبنائه مع قواتهم ويتوغلوا في جنوب روسيا، وينفذوا إلى المجر وبولندا، حتى فر من أمامهم فرسان أوروبا وأبطالها وفيهم التوتونيون محاربو بروسيا المشهورون.

‎• ولولا أن اضطر أمراء أجدادي المغول إلى العودة لبلادهم، بسبب حوادث الوراثة، لما كانوا ليرجعوا عن أوروبا بأكملها حتى يفعلوا بها ما فعلوه بغيرها من الأقطار التي حطموها.

***

‎• في الدور الثاني من أدوار غزو أجدادي المغول، دخل هولاكو (حفيد جنكيز خان) بغداد حاضرة الخلافة العباسية، وقتل خليفة المسلمين، ثم أشاع الخراب والدمار في دار السلام التي كانت تضم أعظم تراث المسلمين الذي جمعه الخلفاء وحفظوه جيلاً بعد جيل وقرناً بعد قرن.

‎ولولا معركة عين جالوت بقيادة مصر، لضاعت كل معالم الحضارة الإسلامية.

‎• ربما يكون في هجمة هولاكو على العراق، في القرن السابع الهجري، قد بقي من بقي من المغول فيها بعد أن هُزموا، ليأتي قرار تحويلي إلى البحوث الجنائية بإدارة الجنسية والجوازات الكويتية في وزارة الداخلية، ثم إحالتي إلى أخذ عينة الدم لتُحلل في DNA، لتؤكد لي أن أجدادي المغول قد أنزلوا الخراب والدمار بعدد من المدن والأمصار الإسلامية، وانتهبوها، وقتلوا مئات الألوف من سكانها، كما هدموا أغلب مراكز الثقافة الإسلامية، بعد أن ذبحوا علماءها أو ساقوهم في ركابهم ومعهم بعض أرباب الحرف والفنون الذين بعثوا بفريق كبير منهم إلى بلادهم ليقوموا بتعميرها.

‎• الحقيقة أن تاريخ أجدادي المغول غير مشرّف، مما أصابني بالحزن الشديد، فأخذت أبحث وأنقب عن نهايتهم؛ فتبين لي أن اختلاطهم بالمسلمين دفع بكثير منهم إلى دخول الإسلام، وإذا بالتاريخ ينقلب رأساً على عقب، إذ إن أحفاد جنكيز خان وهولاكو قد هداهم الله بالإسلام، ليصنعوا حضارة إسلامية عظيمة في بلاد السند وفارس، فحمدت الله كثيراً على هذه النهاية.

‎• وبعد أن كانت فلطحة المنخار المغولي تشكل لي لغزاً، فإن تحليل الـ DNA قد حل ذلك اللغز.

back to top