إلى متى؟

نشر في 03-07-2018
آخر تحديث 03-07-2018 | 00:09
 يوسف عبدالله العنيزي يا لها من مأساة وكوارث وعواصف عاتية تهب على عالمنا العربي لتحيل هذه الأوطان أطلالاً وخرائب تنعق فيها البوم وتعشش فيها الغربان.

سبع سنوات وما زالت الحرب مستمرة في سورية الحبيبة لتحصد الأرواح دون تفرقة بين أطياف الشعب وتشرد الملايين على مساحة العالم بأسره، دون أن يعلم أحد إلى متى يستمر هذا القتال؟ وهل هذه الحرب من أجل سورية وأهلها؟ ولماذا يقتل السوري أخاه السوري؟ ولماذا يشرد السوري أهله وأبناء وطنه؟ يا لها من مأساة.

ثم إذا يممنا صوب اليمن السعيد فقد دخلت الحرب فيه عامها الثالث دون أن يلوح في الأفق بصيص من أمل بوقف هذا القتال الدامي، بل نرى الحرب تزداد ضراوة وشراسة، فقوات الشرعية اليمنية تشن الغارات الجوية بكثافة من أجل تحرير مدينة الحديدة اليمنية من الميليشيات اليمنية.

لقد عشت في ذلك البلد العزيز أكثر من ثلاث سنوات، وأدركت مدى ما يتمتع به ذلك الشعب من مراس في القتال من خلال الحروب التي عصفت باليمن على مدى قرون من السنين، حتى أصبح السلاح أفضل صديق للمواطن اليمني، وعليه ففي اعتقادي أنه لن يتمكن أي طرف من فرض نهاية للحرب إلا بالتفاوض والحل السلمي، بما يحقن الأرواح والعمل معا لإعادة الإعمار والبناء لهذا البلد الغني بالتاريخ والحضارة منذ غابر الأزمنة اختلطت فيه الحقائق بالأساطير.

ثم إذا ما يممنا صوب شمالنا العربي الإفريقي وتوقفنا في ليبيا العظمى التي أضحت دويلات تتقاتل فيما بينها لاقتسام ثروات البلاد دون مراعاة للوطن وأهله، وحتى الآن لا أحد يعلم كم حكومة في ليبيا وكم دولة ومن يحكم ليبيا الآن، وقس على ذلك الكثير من المآسي: إرهاب في مصر، وتفجيرات في العراق، وخلافات بين دول مجلس التعاون، ومظاهرات قاسية في الأردن، وغياب معالم الدولة في لبنان، وغير ذلك الكثير. فإلى متى تستمر تلك الأوضاع؟ ولمصلحة من؟ ومن المنتصر؟ ومن المهزوم؟ وهل سنعيد حروب الماضي البعيد كحرب داحس والغبراء وحرب البسوس وحرب الكفار وغيرها من حروب استمرت على مدى عقود من السنين؟

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

حديث الروح

قصيدة رائعة لشاعر باكستان الكبير محمد إقبال يناجي فيها الخالق جلت قدرته، شاكيا للمولى عز وجل ما وصلت إليه حال المسلمين من فرقة واقتتال وابتعاد عن روح الوحدة والاتحاد والسلام. وقد تغنت بهذه القصيدة سيدة الغناء العربي أم كلثوم، رحمها الله، ولحنها الموسيقار رياض السنباطي، نقتبس منها بعض الأبيات:

من قام يهتف باسم ذاتك قبــــــــلنا

من كان يدعو الواحد القـــــــــــــهارا

ندعو جهارا لا إله ســـــــــوى الذي

صنع الوجود وقدر الأقــــــــــــــــــدارا

وفي التوحيــــــــــــــد للهمم اتحاد

ولن تبنوا العلا متفرقينــــــــــــــــــــا

ألم يبعث لأمتـــــــــــــــــــــكم نبي

يوحدكم على نهج الــــــــــــــــــوئام

ومصحفكم وقبلتـــــــكم جميــــــعا

منــــــــــــار للإخـــــــــــــوة والسلام

وفوق الكل رحــــــــــــــــــمن رحيم

إله واحــــــــــــــــد رب الأنـــــــــــــــام

back to top