Boundaries يخفق في رسم الحدود

نشر في 26-06-2018
آخر تحديث 26-06-2018 | 00:00
تحوّلت أفلام الأسر المفككة التي تمضي الوقت معاً على الطريق إلى نوع قائم بذاته، خصوصاً في عالم الأفلام المستقلة. قد يعود ذلك إلى النجاح السريع الذي حققه Little Miss Sunshine. لكنه يرجع على الأرجح إلى بساطة هذا النوع التي تسهم في إنجاح فيلم عائلي سريع ميزانيته محدودة.
يروي فيلم Boundaries، الذي كتبته وأخرجته شانا فيست، قصة امرأة والرجال المريعين المثيرين للاستياء في حياتها. ولا شك في أن هذه قصة مثيرة للاهتمام: كيف تتبع لورا (فيرا فارميغا) الحدود التي وضعتها في تعاطيها مع والدها المجرم جاك (كريستوفر بلامر) وزوجها السابق الخائن ليونارد (بوبي كانافال)، فيما تسعى في الوقت عينه إلى تربية ابنها المراهق هنري (لويس ماكدوغال)؟ لكن حدودها هذه تختلّ عندما تُضطر إلى مواجهة معمعة كبيرة خلال رحلة على الطريق.

وهكذا نحصل على Boundaries (الحدود) عندما تتخلّى لورا عن الحدود كافة التي رسمتها بدقة وتسمح للرجال المثيرين للمتاعب بالعودة إلى حياتها. لما كانت تحتاج إلى المال لتدخل هنري إلى مدرسة لذوي الحاجات الخاصة، فإنها توافق على إيصال والدها من سياتل إلى لوس أنجلس بسيارته الرولس رويس القديمة الباهظة الثمن كي لا تدخله الولاية إلى مصح. لكن لورا تجهل أن ثروة جاك التي وعدها بها تتركز في كيلوغرامات الماريجوانا المكدسة في صندوق السيارة. وهكذا تنطلق العائلة بسيارة محملة بالممنوعات، ويروح جاك يعقد صفقات المخدرات على طول ساحل المحيط الهادئ.

شخصيات غريبة

يعتمد Boundaries على مجموعة شخصيات غريبة (يؤديها كريستوفر لويد، وبيتر فوندا، وكريستن سشال) وأوضاع مجنونة لتدعيم روايته التي تتمحور خصوصاً حول اكتشاف لورا أن زوجها السابق سيئ بقدر والدها، إلا أنها تعجز عن استبعاد والدها لأن هنري يفرح باهتمام هذا الرجل.

تقدّم فارميغا، تلك الممثلة المميزة، شخصية لورا القلقة والمجهَدة بطاقة زائدة، مشكلةً ثنائياً متناقضاً مع شخصية بلامر الهادئة والمسترخية في دور جاك. ولم يسبق أن رأينا بلامر مسترخياً ومرحاً إلى هذا الحد. لذلك تشكّل مشاهدته متعة بحد ذاتها.

تتحلى فيست بقدرة عالية على عرض التطورات في وقتها المحدد. ومع مجموعة ممثلين مماثلة، لا يتوقف الإيقاع المضحك. تسير الأحداث بوتيرة سلسة، إلا أن الفيلم برمته طويل جداً مع بعض المشاهد غير الضرورية التي لا تدفع بالرواية إلى الأمام. علاوة على ذلك، يبدو التصوير السينمائي بإشراف سارا ميشارا، التي تميل إلى الواقعية، داكناً على نحو غير ملائم. فتُضاء المشاهد في الخلفية أو تصوَّر في الشفق. كذلك تخال أن الصور برمتها تُعرض من خلال فلتر بني غير مناسب. ولا يتضمن الفيلم أيضاً أي متع بصرية. وهذا مؤسف بالتأكيد مع تلك المناظر الخلابة على الساحل.

لا عِبَر أو خلاصات

يخفق Boundaries في رسم الحدود لنفسه بمدته الطويلة، وإضافته عدداً كبيراً من الشخصيات الغريبة غير الملائمة، وابتعاده عن المشكلة الحقيقية التي يعالجها: كيف تنجح لورا في رسم الحدود وفرض احترامها على الرجال في حياتها؟ لا يجيب الفيلم عن هذا السؤال مطلقاً، بل يختار نهاية سعيدة شبيهة بما نألفه في أعمال هوليوود. وهكذا يسيء إلى شخصيته الرئيسة.

من المؤسف أن تنتهي هذه الرحلة المجنونة من دون تقديم أي عبر أو خلاصات.

back to top