«مسيرة سلام» تصل إلى كابول... «منهكة»

«طالبان» غاضبة من مقاتلين التقطوا «سيلفي» مع مسؤولين وجنود

نشر في 19-06-2018
آخر تحديث 19-06-2018 | 00:04
نشطاء أفغان لدى وصولهم أمس إلى كابول ضمن مسيرة السلام	 (أ ف ب)
نشطاء أفغان لدى وصولهم أمس إلى كابول ضمن مسيرة السلام (أ ف ب)
وصل العشرات من نشطاء شاركوا في مسيرة داعية للسلام إلى العاصمة الأفغانية كابول أمس، وهم منهكون، بعد أن أمضوا شهر رمضان وهم يسيرون في طقس شديد الحرارة عبر البلد، الذي مزقته الحرب، والذي تسيطر حركة طالبان على معظمه.

وجميع من شاركوا في المسيرة رجال، بينهم معلمون وطلاب وضحايا حرب يستعينون بعكاكيز للسير، وأحدهم يجلس على مقعد متحرك. وكانوا يلقون ترحيبا في قرى مروا بها في طريقهم من نساء يحملن القرآن ورجال يغنون ويرقصون أو يقدمون لهم الخبز واللبن وبعضهم لا يتمالك دموعه.

ووصل النشطاء المنهكون بعد السير مسافة 700 كلم، عبروا الجزء الاكبر منها خلال شهر رمضان. وساروا في كابول في صفين هاتفين «نريد السلام» و«أوقفوا القتال».

وقال أحدهم: «نريد أن يبقى شعبنا متحدا من أجل السلام والتخلص من هذا البؤس للجيل القادم، حبا بالله، السعي لتحقيق السلام والمصالحة».

وصرح إقبال خيبر (27 عاما)، وهو من هلمند ويدرس الطب، «رأيت وتعلمت أشياء لم تخطر ببالي من قبل... التقينا أناسا في مناطق تسيطر عليها طالبان، وأخرى تسيطر عليها الحكومة، والجميع متعب حقا من الحرب». وانطلقت المسيرة بعد مقتل 14 شخصا على الأقل، وإصابة العشرات إثر انفجار سيارة ملغومة في هلمند 23 مارس. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الانفجار.

وأفاد خيبر بأن المشاركين في المسيرة، الذين كان عددهم يتغير من يوم لآخر، قطعوا طرقا رئيسية، وأحيانا انحرفوا ليمروا بقرى، وكانوا يختارون مناطق خطرة محاولين مواجهة مخاوف الناس. وأضاف: «رأينا أشخاصا يعانون متاعب جمة بسبب الحرب... بأمانة لم يدعني ضميري أهدأ. كان يؤلمني وتساءلت: لماذا لم نبدأ العمل من أجل السلام من قبل؟».

وقبل رمضان، كان المشاركون في المسيرة يقطعون ما بين 30 و35 كيلومترا يوميا، لكن مع بدء صيام رمضان، كانوا يقطعون ما بين 20 و25 كيلومترا يوميا، ومروا بمنطقة في إقليم غزنة قالت لهم حركة طالبان ألا يدخلوها لخطورتها الشديدة. وأعلن خيبر: «التقينا مقاتلي طالبان، وبعد أن عرفنا أنفسنا قالوا لنا إننا ما كان يجب أن نأتي لأن المنطقة ملغومة، وإنهم يخططون لهجوم، وبعد مناقشات معهم استمرت دقائق، بدا أنهم متعبون من الوضع برمته ومن الحرب. ووجهونا لنعود إلى منطقة أكثر أمنا».

وكانت الحكومة الأفغانية وحركة طالبان أعلنتا وقفا مؤقتا لإطلاق النار في عطلة عيد الفطر، ما قاد إلى مظاهر مودة بين الجانبين شملت تبادل العناق والتقاط صور ذاتية (سيلفي) بعد خروج المسلحين من مخابئهم ودخول بلدات ومدن.

إلا أن مسؤولا رفيع المستوى في «طالبان» أعلن أمس أن الحركة غاضبة من أعضاء فيها التقطوا «سيلفي» مع جنود ومسؤولين حكوميين خلال وقف النار استمر ثلاثة أيام، بعدما تجول مقاتلو الحركة في أرجاء مدن قبل انتهاء الهدنة.

وأضاف المسؤول، مشترطا عدم نشر اسمه، أن «قيادة طالبان وزعيم الحركة هيبة الله أخونزاده رفضا مطالب بإدخال القوات الأميركية وغيرها من القوات الأجنبية في وقف النار»، مشيرا الى أنه «تمت الدعوة لاجتماع عاجل وإبلاغ القادة وتوجيههم باتخاذ إجراءات تأديبية صارمة بحق جميع أعضاء طالبان الذين زاروا مواطنين والتقطوا صورا مع مسؤولين أفغان».

في غضون ذلك، أسفرت الهجمات التي شنتها «طالبان» في 5 مناطق في إقليم فارياب شمال أفغانستان والقرب من كابول، بعد انتهاء الهدنة التي استمرت 3 أيام، عن مقتل 6 من رجال الشرطة على الأقل وإصابة 4.

back to top