إيطاليا: مرشح «الرابطة» و«٥ نجوم» رئيساً للحكومة

نشر في 25-05-2018
آخر تحديث 25-05-2018 | 00:04
كونتي في ختام لقائه الرئيس ماتاريللا أمس الأول (ا ف ب)
كونتي في ختام لقائه الرئيس ماتاريللا أمس الأول (ا ف ب)
كلف الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، مرشح حزب الرابطة اليميني المتشدد وحركة 5 نجوم الشعبوية الرافضة للمؤسسات، جوزيبي كونتي (54 عاماً)، خبير القانون الذي يفتقر إلى الخبرة السياسية، بتشكيل حكومة، وفق برنامج مشترك اقترحه الحزبان ينص على خفض الضرائب وتخفيف التقشف وتعزيز الإنفاق والتشكك بالاتحاد الاوروبي.

وفي أول تصريح له بعد تكليفه، قال كونتي إنه سيعمل "كمدافع عن الشعب الإيطالي"، وأضاف: "أستعد الآن للدفاع عن مصالح كل الإيطاليين في كل الأماكن في أوروبا وعلى الصعيد الدولي"، متابعاً: "انني ادرك ضرورة تأكيد موقع ايطاليا في اوروبا والعالم".

ويجب أن تحظى الحكومة الجديدة بموافقة البرلمان، حيث يتمتع الحزبان بأغلبية مشتركة. ومن المتوقع اجراء التصويت في الاسبوع المقبل.

وساهمت سياسات الحكومة المرتقبة، التي تشمل وعودا بخفض الضرائب وتخفيف التقشف وتعزيز الإنفاق على الرعاية الاجتماعية، في واحدة من أكثر بلدان العالم مديونية، في إثارة القلق في بروكسل والأسواق المالية. ومن المتوقع أن يتولى زعيم حزب الرابطة ماتيو سالفيني حقيبة وزارة الداخلية، ما سيسمح له بمتابعة سياسات مكافحة الهجرة الصارمة التي وعد بها.

ومن المتوقع أيضا أن يرأس حليفه الجديد زعيم حزب حركة 5 نجوم، لويجي دي مايو، وزارة جديدة تشمل التنمية الاقتصادية والعمل، حيث يمكنه تنفيذ وعده الرئيسي في الحزب بتقديم إعانات الدخل الأساسية للفقراء.

وتحدث دي مايو عن "لحظة تاريخية وتحرير حقيقي" لإيطاليا، واصفا التحالف المرتقب بأنه "حكومة التغيير".

وعلق سالفيني قائلا: "أخيرا ننطلق. على أمل ألا يكون هناك محاولة أخرى داخل إيطاليا او خارجها لوقف التغيير: العمل اولا، الأمن اولاً".

وبحسب المعلومات الصادرة عن "يوروبارومتر" لعام 2018، عبر استطلاعات رأي تقوم بها الدول الاعضاء، فإن ايطاليا هي البلد الوحيد في الاتحاد الأوروبي الذي أعرب فيه أقل من نصف السكان (44 في المئة) عن اعتقادهم بأن بلادهم استفادت من انتمائها الى الاتحاد الاوروبي.

وحذر رئيس البرلمان الأوروبي انطونيو تاجاني، أمس الأول، من تنامي قوة المشككين بالتجربة الاتحادية الاوروبية، خلال الانتخابات الاوروبية المقررة في مايو 2019، ودعا القوى السياسية المدافعة عن هذه التجربة إلى "العمل بكد"، استعدادا لهذه الانتخابات.

وفاجأ كونتي، أمس، الجميع بحضوره للقاء الرئيس الإيطالي في اليوم الأول لتسلمه منصبه، مستقلا سيارة أجرة دون حرس شخصي أو موكب تشريف.

وقال المفوض الأوروبي للشؤون الخارجية بيار موسكوفيسي، أمس، إن دعوة كونتي للتحاور "مؤشر جيد".

وأوضح موسكوفيسي، في حديث لإذاعة فرانس إنفو: "أن يقول رئيس الحكومة أريد التحاور مع المؤسسات فهذا ينبغي أن يعتبر مؤشرا جيدا إلى حد ما".

وكانت تقارير ذكرت أن ماتاريلا قلق إزاء خطط للحزبين لاختيار باولو سافونا، المشكك بالاتحاد الأوروبي، وزيراً للاقتصاد.

ويقول دي مايو وسالفيني إن تلك الإجراءات ستحفز النمو الاقتصادي.

وكان مسؤولون في الاتحاد الأوروبي قد أعربوا عن قلقهم من أن تتسبب ايطاليا في أزمة جديدة في منطقة اليورو، برفضها الالتزام بأهداف الدين والإنفاق العام التي حددتها بروكسل.

وقال موسكوفيسي، أمس الأول، إن على ايطاليا ان تقدم حلولا "ذات مصداقية" بشأن دينها العام، الثاني في منطقة اليورو بعد اليونان.

ويتضمن برنامج الحكومة ايضا خططا لتسريع عمليات طرد مهاجرين غير شرعيين والتصدي للتهريب.

ووصل نحو 700 ألف شخص إلى إيطاليا منذ تفجر أزمة الهجرة في 2013.

وقال رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر، للصحافيين في بروكسل، "نحكم على الحكومات كحكومات، ليس على اساس ما تعلنه، بل ما ستفعله. لكننا نبقى متيقظين لضمان حقوق الافارقة الموجودين في إيطاليا".

وفور إعلان الحزبين عن اختيار كونتي لمنصب رئاسة الحكومة، الاثنين، واجه كونتي فضيحة بسبب نشر سيرة ذاتية اشار فيها إلى متابعته دراسات في بعض أعرق الجامعات في العالم.

ويقول كونتي، في سيرة ذاتية نشرت على موقع لنقابة محامين، إنه "أجرى ابحاثا قانونية" في جامعة ييل ونيويورك ودوكين والسوربون وكامبريدج.

لكن جامعة نيويورك قالت، لوكالة فرانس برس، إن سجلاتها "لا تشير إلى وجود جوزيبي كونتي في الجامعة كطالب، أو في هيئة التدريس".

وقالت الجامعة إنها حصلت على الإذن لتفتيش السجلات القانونية للمؤسسة بين 2008 و2014.

ومن جهتها، قالت جامعة دوكين في بيتسبرغ، للوكالة نفسها، إنها استقبلت كونتي في اطار برنامج تبادل مع جامعته في روما، فيا نازاريت، وأنه أجرى ابحاثا قانونية "لكنه لم يسجل كطالب".

back to top