التحليات بالشوكولاتة... متى أقدِّمها لطفلي؟

نشر في 05-05-2018
آخر تحديث 05-05-2018 | 00:00
تتساءل أي أم جديدة عن مدى استعداد طفلها للتلذذ بالتحليات الشهية. فيما يلي أهم المعلومات التي تسمح بتحديد التوقيت المناسب لتعريف الطفل إلى الشوكولاتة.
يُقال إن كل شخص يقدّر إيجابيات الحياة يحب الشوكولاتة حتماً! ربما حملت جاين أوستن رأياً مختلفاً لكن يدرك الذواقة المعاصرون أن أجمل الأمور في الحياة تقتصر بكل بساطة على الشوكولاتة!

بدءاً من نوبات القلق المرتبطة بالامتحانات، مروراً بالمُهل المحددة لإنهاء الأعمال، وصولاً إلى الاحتفالات السعيدة ومشاكل الحمل، يبقى هذا الصديق اللذيذ إلى جانبنا طوال الوقت. ورغم الصورة المثيرة للجدل التي يمكن أن يحملها أحياناً، إلا أنه ناضل وأثبت مراراً وتكراراً منافعه الصحية على مستوى القلب والبشرة والدماغ والمزاج.

تُشجّع الشوكولاتة على إنتاج عناصر الأندورفين المرتبطة بشعور الراحة في الجسم، وهذا ما يبرر الحب الحقيقي الذي نحمله لها. أكدت دراسة أجرتها كاتري رايكونين من جامعة «هلسنكي» في فنلندا على أن المرأة التي تأكل الشوكولاتة خلال الحمل تلد طفلاً «ذا تفاعلات إيجابية، وتشمل هذه السمة خصائص مثل الابتسامة والضحك».

يقول الدكتور راهول ناجبال، مدير قسم طب الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى «فورتيس» في حي «فاسانت كونج»: «تشكّل الشوكولاتة مصدراً للحديد. لكن يجب أن تتجنبها المرأة الحامل التي تصاب بسكري الحمل».

العمر المناسب

قد تُفاجأ الأم الجديدة بالتوقيت المناسب لتعريف الطفل إلى الشوكولاتة. نظراً إلى كثرة الأعياد والمناسبات في حياتنا، من الطبيعي أن نستهلك الشوكولاتة باستمرار في منازلنا. في ظروف مماثلة، تزيد صعوبة اتخاذ القرار المرتبط بالسماح للأطفال بالتلذذ ببعض التحليات الشهية أو تأجيل هذه الخطوة إلى مرحلة لاحقة.

في أفضل حالة، يُسمَح للطفل بتناول المأكولات الصلبة في الشهر السادس، لكن الشوكولاتة ليست جزءاً منها. يوصي الدكتور راهول: «يجب ألا يأكل الأطفال أي نوع من الشوكولاتة خلال السنة الأولى من حياتهم. ثم يمكن أن يتذوقوا كميات صغيرة ومدروسة بعد عمر السنة، لكن من الأفضل الاكتفاء بالشوكولاتة البيضاء دون سواها».

اليوم، لا تزال ألواح الشوكولاتة بالحليب مثل «ميلكي بار» أحد الخيارات المفضلة بالنسبة إلى الأطفال، وهي مناسبة لهذه الفئة العمرية. عمدت شركة «نستلة» إلى تحسين المحتوى الغذائي في وصفتها الجديدة الخاصة بالأطفال عبر زيادة كمية الحليب وتخفيف السكر. يقول نيخيل تشاند، مدير عام شركة «نستلة» في الهند: «باعتبارنا شركة تُعنى بصحة الناس وراحتهم، نحرص على طرح منتجات مؤلفة من خيارات صحية عبر تبسيط مقاديرنا والالتزام بأعلى معايير الجودة الغذائية والسلامة. نريد أن نقدم خيارات أفضل من مذاق ومنافع صحية إلى المستهلكين ونعمل على تحسين المواصفات الغذائية في المنتجات».

يتابع: «بذلنا جهوداً ملموسة أيضاً لتقديم التوجيهات المناسبة حول حجم الحصص وتشمل منتجات الشوكولاتة والحلويات التي نبتكرها تحليات أخف كجزء من المواصفات الصحية، علماً بأن بعض الأصناف يحتوي على أقل من 50 سعرة حرارية في الحصة». إذا كنت تبحثين إذاً عن تحليات صحية لأولادك، يمكنك أن تختاري من بين هذه المنتجات.

محتوى الكافيين

تحتوي منتجات الشوكولاتة السوداء على الكافيين. جسم الطفل حساس جداً، لذا قد تجعله مادة الكافيين كثير الحركة وتزيد انزعاجه وتُعكّر مزاجه أحياناً مع أنها لا تعطي أي مضاعفات على المدى الطويل. يوضح الدكتور راهول: «يجب ألا يستهلك الأطفال الشوكولاتة السوداء أو أي أصناف أخرى غنية بالكاكاو قبل عمر السنتين».

محتوى السكر

حتى لو تعرّف طفلك إلى مذاق الشوكولاتة، يجب أن تحصري الكمية التي يستهلكها لأن الشوكولاتة تحتوي على نسبة مرتفعة جداً من السكر والدهون وبالكاد فيها أية كمية من البروتينات. كذلك، أسنان الأطفال صغيرة وحساسة ومعرّضة للتسوس، يتراكم الحمض حولها بعد تناول الشوكولاتة أو أي غذاء غني بالسكر، ما يؤدي بسهولة إلى تدهور صحة الفم.

يضيف الدكتور راهول: «تسوس الأسنان حالة شائعة جداً اليوم. لكن يمكن تجنب هذه المشكلة عبر الحد من استهلاك السكر وشطف فم الطفل جيداً وتنظيفه حين يأكل الحلويات». كذلك، من الأفضل أن يأكل الطفل قطعة شوكولاتة واحدة في كل مرة بدل أن يستهلك حصصاً صغيرة ومتعددة.

لكن لا يقتصر استهلاك الشوكولاتة لدى الأولاد على الألواح وحدها. يتجاهل كثيرون عدداً من المصادر الأخرى التي تجعل الشوكولاتة تتسلل إلى حمية الأولاد، من بينها الحليب المُنَكّه أو حبوب الفطور وحتى الحلويات. لا بد من البحث عن العوامل المذنبة والابتعاد عنها.

الحساسية

على عكس الأفكار الشائعة، تبقى الحساسية تجاه الكاكاو نادرة جداً لدى الأولاد. تكون المقادير الأخرى الموجودة في الشوكولاتة، مثل المكسرات والحليب والغلوتين، مسؤولة عن الحساسية التي يمكن أن تصيب الطفل. يقول الدكتور راهول: «يجب أن يستشير الأهل طبيب الأطفال كي يعرفوا الأغذية التي يمكن أن تسبب الحساسية. سيتمكنون حينها من اختيار المنتجات بحسب الضوابط التي يفرضها جسم كل طفل. يبقى تجنب الشوكولاتة مع اللوز أو أي مكسرات أخرى خياراً آمناً».

من الأفضل أن تراجعي الكمية اليومية الموصى بها والمعلومات الغذائية على أغلفة المنتجات كي تعرفي المقادير بدقة. إذا أصيب طفلك بعد استهلاك الشوكولاتة بطفح جلدي أو حمّى أو حتى إسهال خفيف، أبلغي طبيبه فوراً.

من واجب الأهل أن ينقلوا عادات غذائية صحية إلى أولادهم. ستشكّل العادات الغذائية التي يتعلمها الطفل الآن أساساً لحياته كلها. لذا احرصي على منعه من أكل كمية مفرطة من الحلويات وعلّميه أن يحافظ على التوازن الغذائي اللازم.

تقول نيتيكا شابر، أم لطفلة في عمر الثالثة: «لم أقدّم الشوكولاتة إلى ابنتي قبل عمر السنتين. كانت المشكلة الأساسية تتعلق بصحة أسنانها. لكني أسمح لها الآن بأكل منتجات مثل «كيندر جوي» أو «ميلكي بار» مرة في الأسبوع. وإذا أصرّت على أكلها، أسمح لها بتناول بعض الحصص الإضافية من الشوكولاتة من وقت إلى آخر». في جميع الحالات، يبقى الاعتدال المبدأ الأساسي.

أخيراً، لا أحد يعرف طفلك بقدرك! إذا اتفقتِ مع زوجك على أنّ تناول كمية صغيرة من الشوكولاتة من وقت إلى آخر لن يضرّ طفلكما، لا بأس بالسماح له بأكلها. في النهاية، لا أحد ينكر أن بعض الشوكولاتة يُجمّل الحياة!

لا تقدِّمي الشوكولاتة لطفلك قبل عمر السنتين

لا تقدِّمي الشوكولاتة لطفلك قبل عمر السنتين
back to top