كلنا مستاؤون (2)

نشر في 10-04-2018
آخر تحديث 10-04-2018 | 00:14
لنا تساؤل مشروع: لماذا لا يتم تكليف بعض المنظمات والهيئات والجامعات العالمية المتخصصة بالقيام بدراسات وتقديم الحلول كل في مجاله كالصحة والتعليم والازدحام المروري وغيرها على أن تكلف تلك المنظمات بإنشاء مكاتب لها في الكويت للإشراف على تنفيذ الحلول المطروحة؟
 يوسف عبدالله العنيزي استكمالا للمقال السابق وبالعنوان نفسه، مع التأكيد أنه ليس بكاء على الأطلال، لكنها وقفة للذكرى، ففي العام الدراسي 1953- 1954 تم افتتاح ثانوية الشويخ لتكون أكبر مدرسة ثانوية في المنطقة العربية، ومشعل نور وملتقى لشباب الكويت وأبناء الوطن العربي ومركزا لبناء قادة للأجيال القادمة، ومن فصولها تخرج جيل حمل مسؤولية البناء والتنمية ليس في الكويت فحسب، بل في كل الأقطار العربية.

وقامت تلك الأجيال من قادة الفكر والفن والأدب والسياسة بوضع أسس نهضة شاملة في أنحاء الوطن العربي، واستقطبت الكويت العديد منهم، ومنها صدرت أروع الروايات والكتب والنشرات والمجلات الرائدة، وأثناء رئاستي للبعثة الدبلوماسية في كل من الجزائر واليمن والأردن سعدت بلقاء إخوة وشخصيات تولت المراكز القيادية في بلدانها بعد دراستها في ثانوية الشويخ، التي لا تزال مرسومة في أذهانهم مع صحبة طيبة في السكن الداخلي.

وفي عام 1966 تم افتتاح جامعة الكويت لتكون رافدا لثانوية الشويخ، ومنارة للعلم والمعرفة، والتي ضمت نخبة من أساتذة في هيئة التدريس، وتخرج منها شباب تولوا قيادة أوطانهم في شتى المجالات، من ناحية أخرى فقد كان الإعلام الكويتي يتربع بلا منازع على قمة الإعلام العربي من خلال صحافة حرة ونشرات ومجلات شهرية ونصف شهرية لعل من أشهرها مجلة "العربي" و"عالم المعرفة"، كما غدا تلفزيون دولة الكويت مهوى المشاهد العربي.

أما مشاريع الصندوق الكويتي للتنمية فقد غطت أرجاء الكون، وفي مجال الرياضة يكفينا فخراً أن نرى "جملنا" يتهادى في الملاعب العالمية، وسطعت في سماء الرياضة أسماء رائعة حملت الأزرق في قلبها ووجدانها، أما عالم الفن فحدث ولا حرج، وهذا غيض من فيض عما كانت عليه الكويت جوهرة الخليج ودانة الدانات، وهكذا ستبقى، ولكن لماذا تراجعت على مؤشر مدركات الفساد العالمي.

وقد أبدى سمو رئيس الوزراء ومجلس الوزراء الموقر استياءهم من هذه الأرقام المؤلمة، وقام المجلس بدراسة الموضوع واتخاذ الإجراءات اللازمة، ولكن للأسف لم يأت الحل والدراسة بمستوى الحدث، بل جاء ليفتح بابا آخر للفساد والتراجع من خلال إقرار مرتبات ومكافأة فلكية وفتح مجال لتعيينات براشوتية، فقد اتخذ المجلس قرارا بإنشاء لجنة ستقوم بدورها بإنشاء لجان متخصصة ولجان فرعية لدراسة تقارير اللجان، وهكذا ستكتمل الدائرة، ولن نستطيع معرفة من أين بدأت وأين انتهت، ولك الله يا وطن. ولنا تساؤل مشروع: لماذا لا يتم تكليف بعض المنظمات والهيئات والجامعات العالمية المتخصصة بالقيام بدراسات وتقديم الحلول كل في مجالة كالصحة والتعليم والازدحام المروري وغيرها على أن تكلف تلك المنظمات بإنشاء مكاتب لها في الكويت للإشراف على تنفيذ الحلول المطروحة، مع تدريب الكوادر الوطنية من الشباب الكويتيين لكسب الخبرات العالمية، مع الأخذ بعين الاعتبار جانب الوقت الذي لا يقل أهمية عن رصد الميزانيات؟

دعاؤنا من القلب لكل مخلص لهذا الوطن لإعادته إلى المكانة المرموقة التي كان عليها، بل تجاوز ذلك ونحن قادرون عليه.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

«يا مطوطي بجليب»

بعد المقال السابق بالعنوان نفسه "كلنا مستاؤون" وفي إحدى ديوانيات البلاد جلست بجانب أحد رجالات الكويت ممن كان لهم باع طويل في بناء الوطن، سألته عن رأيه في المقال، فأجابني إنه جيد في صياغته واختيار كلماته، فأحسست بأنه يحاول التهرب من الإجابة، فأعدت عليه السؤال بشكل مباشر عن رأيه في المحتوى؟ فرد قائلا إن كنت تقصد ما جاء عن حديث عن الأوضاع التي نعانيها، وما وصلنا إليه من تراجع في كل المجالات بلا استثناء، ففي هذه الحالة سأجيبك بما قاله أهل الكويت أول: "يا مطوطي بجليب".

back to top