بن سلمان يزور العراق لافتتاح قنصلية بالنجف

نخبة القوات العراقية تنتشر بمحيط «المحافظة المقدسة» لتأمين الزيارة التاريخية

نشر في 13-03-2018
آخر تحديث 13-03-2018 | 00:10
No Image Caption
أكدت مصادر مقربة من الحكومة في بغداد، أمس، أن جهاز المخابرات وقوات النخبة العراقيين يواصلان منذ يومين وضع ترتيبات أمنية فائقة في العاصمة العراقية ومدينة النجف، المركز الديني الأبرز للشيعة في العالم، مرجحة أن يكون لذلك صلة بزيارة تاريخية يتوقع أن يجريها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وتحاط مواعيد زيارة الشخصيات الكبيرة للعراق بالسرية في العادة، نظراً للظروف الأمنية الاستثنائية. وتتحدث الأوساط السياسية في بغداد منذ أيام عن زيارة وشيكة لولي العهد السعودي، تتوج الانفتاح المتسارع بين البلدين، والذي ينهي قطيعة استمرت أكثر من ثلاثة عقود.

وذكرت المصادر أن قوات النخبة من جهاز مكافحة الإرهاب، المعروف بخبرته الكبيرة وتدريبه الأميركي الجيد، تنتشر في بغداد والنجف مع ضباط جهاز المخابرات العراقي، لتأمين المواقع التي يفترض أن يزورها بن سلمان، الذي عاد إلى السعودية من أول جولة خارجية له بعد تسلمه ولاية العهد، شملت القاهرة ولندن، على أن يسافر إلى واشنطن في 17 الجاري.

ووافقت «الخارجية» العراقية أخيراً على افتتاح قنصليتين للمملكة في النجف والبصرة، تضافان إلى السفارة في بغداد والقنصلية بأربيل عاصمة الإقليم الكردي، بعد تبادل الزيارات الرسمية بين كبار المسؤولين طوال الشهور الماضية، وإبرام اتفاقيات أمنية واقتصادية واعدة.

ومنذ مجيء حيدر العبادي إلى السلطة عام 2014، يحاول جناح معتدل مقرب إلى مرجعية النجف بناء دبلوماسية جديدة توازن بين العلاقة مع الحليف الإيراني الشيعي، والجوار العربي ذي الأغلبية السنية، وهي مهمة صعبة وسط الاستقطاب الشديد في المنطقة.

وتعرب الفصائل العراقية الحليفة لطهران عن معارضتها سياسة العبادي هذه، منتقدة التقارب مع المحيط الخليجي.

ومن المتوقع أن يكون افتتاح قنصلية للسعودية في النجف حدثاً ذا رمزية بالغة، يزعج الجار الإيراني، الذي سبق أن أحرق متطرفوه قنصلية المملكة في مدينة مشهد الدينية شمال إيران عام 2016، في صورة مغايرة للتطبيع الذي يحدث بقبول واضح من أعلى مرجعيات الشيعة في النجف.

وإضافة إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي زار الرياض الخريف الماضي، فقد بادر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى إجراء محادثات وصفت بالنادرة مع ولي العهد السعودي، وسط توقعات بإمكانية ظهور تعاون ثقافي وديني بين العراق وبلدان الخليج، يشكل فرصة لاحتواء فتن طائفية تهدد الجانبين، ومنع التيارات المتشددة من زعزعة الاستقرار.

back to top