الصوم يعزِّز تأثير التمرّن في القدرة على التحمل

نشر في 09-03-2018
آخر تحديث 09-03-2018 | 00:00
No Image Caption
يسهم الصوم المتقطع، كتناول الطعام في أيام متناوبة فحسب، في تعزيز فاعلية تمارين الأيروبيك في زيادة القدرة على التحمّل لأن الجسم ينتقل إلى استخدام الدهون والكيتونات كمصدر وقود للعضلات بدل النشويات.
كانت هذه الخلاصة التي توصل إليها الباحثون بعدما درسوا تأثيرات اختبرتها الفئران عند اتباعها نظاماً مماثلاً فترات زمنية محدودة. ستُنشر دراستهم في مجلة FASEB.
تشير اكتشافات توصل إليها الباحثون أخيراً إلى أن تناول ثلاث وجبات يومياً، فضلاً عن الوجبات الخفيفة، قد لا يشكّل عادة الأكل الوحيدة الملائمة لمن يمارسون رياضات التحمّل ويسعون إلى بلوغ قمة أدائهم والحفاظ على صحة جيدة.

يوضح د. مارك ماتسون، باحث بارز من مختبرات علوم الأعصاب في المعهد الوطني للشيخوخة في بالتيمور شارك في إعداد تقرير الدراسة: «تشير الأدلة المتزايدة إلى أن الحد المتقطع من الطاقة الغذائية يحسّن الصحة عموماً ويقلل من عوامل الخطر المرتبطة بالداء السكري والأمراض القلبية الوعائية في حالة البشر».

يذكر الباحث وفريقه أن اكشافاتهم تشير إلى أن نمط تناول الطعام والصوم هذا يعزِّز التأثيرات الإيجابية لتمارين الأيروبيك المعتدلة في القدرة على التحمل، وأن من الضروري التعمّق في دراسته.

الحرمان من الطعام والتمرّن

في الدراسة، وزّع الفريق الفئران على أربع مجموعات وراقبوها طوال شهرَين فيما اتبعت أنماط التمرن والطعام التالية:

لم تتمرن مجموعة الضبط مطلقاً وكان بإمكانها تناول مقدار الطعام الذي ترغب فيه كل يوم.

على غرار مجموعة الضبط، استطاعت مجموعة التمرّن تناول ما يحلو لها من طعام يومياً، إلا أنها ركضت أيضاً على آلة المشي مدة 45 دقيقة كل يوم.

لم تتناول مجموعة «الحرمان من الطعام في أيام متناوبة» سوى مقدار محدد من الغذاء كل يومين ولم تتمرّن مطلقاً.

أما مجموعة «التمرّن والحرمان من الطعام في أيام متناوبة»، فاتبعت نمط غذاء مجموعة «الحرمان من الطعام في أيام متناوبة»، فضلاً عن أنها تمرّنت مدة 45 دقيقة على آلة المشي.

كما هو متوقع، أظهرت النتائج أن الفئران التي تمرّنت يومياً (مجموعة التمرن ومجموعة التمرّن والحرمان من الطعام في أيام متناوبة) قدّمت أداء أفضل في اختبارات التحمل، مقارنةً بالمجموعتَين اللتين لم تتمرنا مطلقاً (مجموعة الضبط ومجموعة الحرمان من الطعام في أيام متناوبة).

لكن فئران مجموعة الحرمان من الطعام في أيام متناوبة التي تمرّنت يومياً (مجموعة التمرّن والحرمان من الطعام في أيام متناوبة) حققت أداء أفضل (استطاعت الركض بسرعة أكبر واستمرت في التمرن مدة أطول)، مقارنةً بالفئران التي تمرّنت يومياً وسُمح لها بتناول ما يحلو لها (مجموعة التمرن).

اكتشف الباحثون أيضاً أن فئران مجموعة الحرمان من الطعام في أيام متناوبة تمكّنت من الحفاظ على وزن جسمها وتمتعت بقدرة أكبر على تحمّل الغلوكوز، «بغض النظر عما إذا تمرنت أو لا».

يضيف الباحثون أن معدلات الغلوكوز في مجموعة التمرّن تعافت بعد أيض الغلوكوز بسرعة أكبر من مجموعة الضبط، إلا أن معدلات الغلوكوز في مجموعتَي الحرمان من الطعام في أيام متناوبة والتمرن والحرمان من الطعام في أيام متناوبة تعافت بسرعة أكبر بعد.

تبدّل اختيار الوقود

تُظهر النتائج أن تأثير الحرمان من الطعام في أيام متناوبة أدى إلى «تبديل اختيار الوقود» في العضلات ليتركّز على الأحماض الدهنية بدل النشويات. كذلك «حسّن القدرةَ على التحمل» لدى فئران مجموعة الحرمان من الطعام في أيام متناوبة التي تمرنت (مجموعة التمرّن والحرمان من الطعام في أيام متناوبة).

بالإضافة إلى ذلك، اكتشف الباحثون أن تحسّن القدرة على التحمّل لم ينتج عن تبدلات في حجم استهلاك الأوكسجين (القدرة الأوكسجينية القصوى أو VO2max)، الذي يشكّل طريقة لقياس مقدار الطاقة المستهلكة خلال التمرن، بما أن الارتفاع في هذا المقياس جاء متشابهاً بين المجموعتين اللتين تمرنتا (مجموعة التمرن ومجموعة التمرّن والحرمان من الطعام في أيام متناوبة).

على العكس، مقارنةً بمجموعة التمرّن التي استطاعت تناول ما يحلو لها من طعام، تبيّن أن زيادة القدرة على التحمّل في مجموعة الحرمان من الطعام في أيام متناوبة التي تمرنت (مجموعة التمرّن والحرمان من الطعام في أيام متناوبة) نجمت عن انخفاض نسبة التبادل التنفسي أو معدل ثاني أكسيد الكربون المنتَج والأوكسجين المستهلَك.

يوضح الباحثون أن هذا الأمر يشير إلى أن الحرمان من الطعام في أيام متناوبة أدى إلى تبدّل مصدر الوقود من النشويات إلى الدهون.

علاوة على ذلك، لاحظ الفريق أن الحرمان من الطعام في أيام متناوبة أثّر أيضاً في الكبد بطريقة مختلفة عن التمرّن. على سبيل المثال، أدى إلى تبديل التعبير الجيني الذي يضبط «أيض الدهون ونمو الخلايا»، في حين بدّل التمرّن التعبير الجيني الذي يغيّر «إشارات الكالسيوم والتكيّف مع الإجهاد».

تدعم هذه الاكتشافات فكرة أن الضغوط التطورية دفعت الجسم إلى التكيّف بأفضل طريقة ممكنة وتقديم أداء ممتاز عندما يكون الطعام نادراً.

الحرمان من الطعام في أيام متناوبة أدى إلى تبدّل مصدر وقود الجسم من النشويات إلى الدهون
back to top