طب تقويم العظام لتخفيف الصداع

نشر في 08-03-2018
آخر تحديث 08-03-2018 | 00:00
No Image Caption
ينشأ أكبر جزء من آلام الرأس من فقرات العنق. لذلك تسهم علاجات طب تقويم العظام في تخفيف من هذه المشكلة.
يؤدي العصب الثلاثي التوائم دوراً بالغ الأهمية في ظهور الصداع. تمتدّ نواته الرئيسة نزولاً على طول النخاع الشوكي في الفقرتين الرقبيتين الثانية والثالثة (C2 وC3). ويُعتبر هذا العصب مسؤولاً عن تغذية ثلاثة أرباع الوجه، فضلاً عن عدد من الأوعية الدموية في الدماغ وأغشية السحايا.

عندما تتعرّض جذور هذا العصب للتهيج في الموضع الذي تخرج منه من بين الفقرتين، تنتقل إشارة ألم على طول مساره. يوضح الخبراء وأطباء تقويم العظام أن تهيج العصب الرقبي الثاني يؤدي إلى ألم يمتد نحو الجبين، والصدغين، والعين، والفك. أما تهيج العصب الثالث، فيسبب ألماً في منطقة القذال (مؤخرة الرأس) أو قمة الجمجمة. وتُلاحَظ الآلية ذاتها في أكبر جزء من آلام الرأس الشائعة، مثل صداع التوتر، وبعض أنواع الصداع النصفي، والصداع العنقودي، وحتى الألم العصبي القذالي.

تشنجات عضلية

في معظم الحالات، يعود الخلل في الفقرات الرقبية، الذي يسبب تهيج الجذور العصبية، إلى وضعية الجسم السيئة (أثناء العمل، مثلاً، أو على طاولة العملية خلال الجراحة...)، أو داء المفاصل، أو صدمة قوية في العنق عند التعرض لحادث سيارة أو ضربة على الرأس. يشير أطباء تقويم العظام: «عند تفحص قاعدة الجمجمة والعنق، نلاحظ تشنجات عضلية مميزة ترتبط بالفقرتين الرقبيتين الثانية والثالثة في %95 من الحالات». ولكن من الضروري طبعاً التأكد من أن هذا الصداع لا يخفي وراءه مشكلة كامنة أكثر خطورة، كورم في الدماغ أو عدوى وعائية.

الحد من المسكنات

يسهم طب تقويم العظام في التخفيف من آلام الرأس البسيطة، حتى إنه يساعد في الحد من تناول المريض الأدوية المسكنة للألم. يؤكد أطباء تقويم العظام أن الطرائق التي يعالج بها الخبير في تقويم العظام الجمجمة والعنق تؤدي إلى تحسّن عملية التصريف في الدماغ، وخفض الضغط، وتحرير التوتر الكامن. لكن الطبيب قد يعمل أيضاً على مناطق أخرى من الجسم، كالحجاب الحاجز. وعن سبب ذلك يقول الأطباء: «يمتدّ التوتر في هذه العضلة أحياناً نحو عضلات العنق، التي تؤدي أيضاً دوراً في عملية التنفس».

جلستان

يشير بعض التقديرات إلى أن معالجة العنق مفيدة في %80 من حالات الصداع المزمن المرتبط بخلل بسيط بين الفقرتين الرقبيتين الثانية والثالثة. وتكون جلستا علاج كافيتين عادةً لحل المشكلة الرئيسة. يشدِّد أطباء تقويم العظام: «عندما نلاحظ أعراضاً تتعلق بالعنق، نعمل برقة. خلال الجلسة الأولى، نختبر مدى تفاعل المريض مع عملية التجهيز العضلي وتمارين حركة لطيفة. وخلال الجلسة الثانية بعد عشرة أيام، نواصل العلاج بأساليب مختلفة. ومن المفترض أن تكون النتيجة سريعة. أما إذا لم يشعر المريض بالتحسن بعد جلستين، فمن الضروري التحقق مجدداً من تشخيص أسباب الصداع».

يوضح أطباء تقويم العظام أن التحسّن يكون سريعاً غالباً في حالة صداع التوتر، إلا أنه يبقى أكثر صعوبة في حالة بعض أنواع الصداع النصفي ويتطلّب وقتاً أطول. يضيفون: «تُعتبر الفزيولوجيا المرضية للصداع النصفي معقدة جداً وما زالت محور بحوث كثيرة. لذلك لا يستطيع طبيب تقويم العظام الادعاء أنه يستطيع شفاءه. لكننا ننجح بالتأكيد في التخفيف من التشنجات العضلية، ما يؤدي إلى خفض عتبة ظهور الألم ويقلل أيضاً من وتيرة النوبات وحدتها».

تحذيران قبل العلاج

خطوات علاج العنق ليست تمارين بسيطة خالية من المخاطر. على العكس، تشكّل هذه ممارسة دقيقة تتبع قوانين محددة.

استشر الطبيب أولاً:

لطب تقويم العظام قواعد محددة، خصوصاً عندما يمارسه أشخاص غير متخصصين في الطب. على المعالج في هذه الحالة الحصول على رأي طبي قبل إخضاع المريض لأي علاج في العمود الفقري. يشمل العلاج عادةً مناورات محددة وسريعة لا تتخطى حدود الفقرات الفزيولوجية وتسبب غالباً أصوات طقطقة. من الممكن استخدام هذه العلاجات لمداواة بعض أنواع الصداع. لكن القاعدة العامة تقضي باللجوء إلى حركات للعنق وتمارين تُكرّر بقوة متزايدة». أما الرأي الطبي، فضروري للتأكد من أن هذه الحركات والتمارين لا تحمل خطر قطع شريان أو عدد من الشرايين التي تغذي الدماغ. يؤكد أطباء تقويم العظام أنهم لا يطبقون هذه المناورات والحركات على مَن يعانون شرايين هشة، كمرضى تصلب الشرايين (شرايين تسدها الصفيحات المتراكمة) أو النساء الشابات المدخنات اللواتي يأخذن أدوية منع الحمل. ويشيرون إلى أن احتمال وقوع حادث يبلغ واحداً من كل 7 ملايين.

اخضع لصورة أشعة:

يطلب طبيب تقويم العظم من المريض الخضوع لصورة أشعة للعنق قبل البدء بأي علاج. تسهم هذه الصورة في تحديد ما إذا كان المريض يعاني خللاً أو تشوهات في العظم أو حتى الأعصاب. صحيح أن ممارسي هذا الطب من غير الأطباء قد لا يطلبون هذه الصورة تلقائياً، إلا أن أطباء تقويم العظام يشددون على أهميتها، خصوصاً عقب التعرض لصدمة.

مسار العصب الثلاثي التوائم

• ينقسم العصب الثلاثي التوائم إلى ثلاثة فروع تتجه نحو الفك العلوي، والعين، والفك السفلي. لذلك يتركّز ألم الصداع في مواضع محددة.

• صداع التوتر: تشعر مع هذا الصداع كما لو أن أحداً يكسر جمجمتك. يرتبط هذا الصداع غالباً بالإجهاد ويظهر عقب بذل مجهود متكرر.

• الصداع العنقودي: يمتدّ هذا الألم حول العين وفي أحد جانبَي الوجه. ويترافق مع انهمار الدمع وإفرازات أنف مفرطة.

• الصداع النصفي: يتركّز هذا الألم النابض على الصدغ ويترافق غالباً مع الغثيان وعدم تحمّل الضجيج والضوء.

الخلل في الفقرات الرقبية يعود غالباً إلى وضعية الجسم السيئة
back to top