ما قاله الإمام الأكبر!

نشر في 05-03-2018
آخر تحديث 05-03-2018 | 00:21
 صالح القلاب ما قاله الإمام الأكبر شيخ الأزهر، د. أحمد الطيب، عن القدس يجب أن يدرس كمادة أساسية في كل المدارس والجامعات العربية والإسلامية لإزالة الغشاوة الإسرائيلية – الصهيونية عن كثيرين بعضهم في مواقع المسؤولية العليا، الذين ابتلعوا رواية الصهاينة ومن يساندهم في بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، عن المدينة المقدسة، والأخطر أن هذا بات يترجم إلى سياسات عملية، كما فعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي لم يكتفِ بالاعتراف بأن هذه المدينة التاريخية عاصمة دائمة لإسرائيل، بل أعلن لاحقاً نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى أول قبلة إسلامية وثالث الحرمين الشريفين في الذكرى السبعين لإنشاء دولة إسرائيل التي أنشئت في بلادنا كمشروع استعماري لايزال يؤدي الدور المكلف به منذ وعد بلفور وحتى الآن.

وقال الإمام الأكبر، في تصريحات نشرتها إحدى الصحف العربية الرئيسة، إن تاريخ العرب سابق على ظهور الإسلام في القدس بآلاف السنين، والشعب المقدسي كان دائماً شعباً عربياً، والتركيبة الأساسية للمجتمع المقدسي عربية منذ 5 آلاف سنة، ولم تتغير، وما كان يتغير فقط هو المستعمر لهذا المكان، لكن المستعمرين لم يغيروا التركيبة السكانية العربية. وانتقد شيخ الأزهر الشريف، الذي هو علّامة فعلاً وبكل معنى الكلمة، الادعاء بأن المسلمين والعرب غرباء في هذه المدينة العربية المقدسة.

وأكد الإمام الأكبر أن "إيليا" هو اسم القدس، بعد أن غيّره "هادريان" الذي أخرج اليهود منها ومنع دخولهم إليها، وأن المسلمين عندما دخلوا القدس لم يقتلوا واحداً، وأوضح أن سيدنا عمر بن الخطاب قد أخذ هذه الأحكام من النبي محمد، صلوات الله عليه وسلامه، عندما أرسل كتاباً إلى اليمن قال فيه: "من كره الإسلام من يهوديٍّ أو نصرانيٍّ فلا يحوَّل عن دينه"، وهذا ما قاله عمر للمقدسيين.

وأضاف: وإننا كمسلمين ومسيحيين مكلفون بالدفاع عن الوطن، وأن ما جاء في العهدة العمرية يؤكد أنه حدث تسليم للمدينة المقدسة إلى المسلمين، وأنه لم يُقتل رومي واحد ولا يهودي واحد، وأيضاً أيُّ أحد من أهل إيليا، وأن الوجود الإسلامي في القدس استمر منذ ذلك الوقت وحتى عام 1967، حيث احتلها الإسرائيليون من ذلك الحين وحتى الآن.

ولعل ما يؤكد كل هذا الذي قاله الإمام الأكبر أن الإسرائيليين قد نبشوا كل شيء في المدينة المقدسة وما حولها وفي كل مكان من أرض فلسطين (المحتلة)، لكنهم لم يجدوا ما يثبت أنهم قد أقاموا دولة في هذه المنطقة، وهذا ما يؤكده اليهود (السمرة) الذين ظلوا يقطنون أحد جبال نابلس منذ ذلك الوقت المبكر وحتى الآن.

إذن، على ترامب أن يدرك أن كل ما قاله كمبرر لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس هو كذبة تاريخية كان "الفرنجة" قد استندوا إليها عندما احتلوا فلسطين وقبلها بيت المقدس أكثر من نحو قرنين، لكنهم ما لبثوا أن خرجوا منها هرولة ومهزومين، وهذا بالتأكيد سيكون مصير الإسرائيليين الذين يعرفون هذا تمام المعرفة.

back to top