تسمّم الحمل... لا تهملي أعراضه

نشر في 02-03-2018
آخر تحديث 02-03-2018 | 00:00
No Image Caption
يترافق تسمّم الحمل مع ارتفاع ضغط الدم، ويؤدي أحياناً إلى مضاعفات خطيرة ما لم يُعالَج بالشكل المناسب!
ما معنى تسمّم الحمل؟

يظهر هذا المرض في منتصف فترة الحمل أو بعد الولادة بفترة قصيرة أحياناً. في هذه الحالة، يفوق ضغط الدم معدّل 14/9 وترتبط المشكلة بوجود بروتينات في البول وبسوء الترابط بين المشيمة والرحم، ما يعني أن الأوعية الدموية المشتقة من المشيمة تدخل إلى الرحم بطريقة شائبة وتجد صعوبة في تقديم المغذيات الضرورية للجنين، فيفتقر الأخير إلى الكمية الكافية كي ينمو. لكن قد تكون المرأة مصابة بارتفاع ضغط الدم قبل الحمل من دون أن ترتبط حالتها بتسمم الحمل.

هل ثمة نساء أكثر عرضة للمرض من غيرهنّ؟

لا بد من تقييم عدد من عوامل الخطر مثل البدانة، أو وجود حالات سابقة في العائلة، أو ارتفاع مزمن في ضغط الدم، أو تأثير العمر، أو الحمل المتعدد. يبدو أن بعض الجينات يؤثر أيضاً في ظهور المرض. بالنسبة إلى المرأة التي أصيبت بتسمم الحمل سابقاً، يمكنها أخذ جرعة صغيرة من الأسبرين (100 ملغ) بين الأسبوعين السادس عشر والسادس والثلاثين من انحباس الطمث لتخفيض احتمال تجدّد المرض.

ما هي أعراض تسمّم الحمل؟

عدا ارتفاع ضغط الدم ورصد البروتينات في البول، تبرز أعراض أخرى مثل الصداع وطنين الأذن واضطراب النظر ووجع في المعدة وظهور وذمة في الساق ثم اليد وأخيراً الوجه. تترافق الوذمات أيضاً مع اكتساب مفاجئ للوزن، بمعدل ثلاثة كيلوغرامات في الأسبوع. إذا واجهتِ أياً من هذه الأعراض، استشيري الطبيب فوراً. يبقى تطور المرض بطيئاً جداً أو يتسارع دفعةً واحدة.

ما هو مسار العلاج؟

عند تشخيص تسمّم الحمل لديها، يجب أن تدخل الأم المستقبلية إلى المستشفى طوال 48 ساعة. تخضع لفحوص دم وبول ويُقاس ضغطها وتبقى تحت مراقبة مستمرة. كذلك يسمح التصوير بالموجات فوق الصوتية بمراقبة إيقاع قلب الجنين ومسار نموه. إذا كانت النتائج إيجابية، تعود الأم إلى منزلها بشرط أن تخضع لمراقبة مستمرة، مرة أو مرتين أسبوعياً، وتتلقى علاجاً مضاداً لارتفاع الضغط. حين يصبح المرض واضحاً، تحصل الأم على حقن كبريتات المغنيسيوم لمنع نشوء تسمّم الحمل. يهدف العلاج بشكل أساسي إلى إطالة مدة الحمل قدر الإمكان تزامناً مع تقييم المخاطر المطروحة على الأم والجنين معاً. يمكن أن يقرر الطبيب إجراء جراحة قيصرية عاجلة في أي لحظة!

هل من مضاعفات على الأم والجنين؟

في معظم الحالات، يتشكّل تخثر دموي كبير بين الرحم والمشيمة، ما يؤدي إلى نزف وألم حاد في منطقة البطن. في هذه الحالة، تنفصل المشيمة وتُعرِّض حياة الطفل للخطر خلال دقائق. تبرز مضاعفات محتملة أخرى مثل الفشل الكلوي أو ظهور وذمة في الكبد أو الرئة. في حالات نادرة، تظهر وذمة في الدماغ وتؤدي إلى نوبة صرع ومضاعفات خطيرة بالنسبة إلى الجنين والأم. تصبح الولادة القيصرية إلزامية في هذه الظروف.

على صعيد آخر، يكون تسمّم الحمل مسؤولاً عن تأخّر نمو الجنين داخل الرحم بسبب انفصال المشيمة، وتصبح حياة الجنين معرّضة للخطر.

هل يمكن رصد المرض قبل ظهور أعراضه بوضوح؟

يمكن اللجوء إلى تقنيات عدة. يقيس فحص {دوبلر} مثلاً مستوى تدفق الدم في الرحم عبر الموجات فوق الصوتية ويمكن استعماله خلال الحمل لتقييم خطر الإصابة بتسمم الحمل. يسمح فحص {إليكسيس} أيضاً بتوقّع المرض عبر قياس معدل بروتينَين في دم الأم لكنه ليس شائعاً في كل مكان بعد.

back to top