كل الأمور على ما يرام... لمَ أشعر بالاكتئاب؟

نشر في 01-03-2018
آخر تحديث 01-03-2018 | 00:00
No Image Caption
هل تشعرين بالاكتئاب مع أنّ الأمور كافة من حولك على ما يرام؟ هل لديك كلّ ما تريدينه في الحياة، ولكنك تشعرين كأنك تحملين ثقلاً كبيراً على كتفيك؟ هل فقدت الاهتمام بكل شيء، وأقصى ما تريدين القيام به النوم؟
سهى ربة منزل وموظفة، تتحدث عن تجربتها مع الاكتئاب وكيف واجهته.
لست طبيبة ولكنني مررت بدوري بحالات من الاكتئاب بين الحين والآخر. كنت أعيش مع شعور جامح باليأس والقلق. حاولت أن أؤدي دور الأم الصالحة، ولكن في مرحلة من المراحل كان يصعب عليّ أن أتزوّد بالطاقة اللازمة لمواجهة تحديات الحياة.

حاولت أن أكون زوجةً صالحة، ولكن استيائي كان يحول دون تمتعي بأيّ شيء في الحياة. كان عملي جيداً ولكن أدائي كان يتراجع يوماً بعد يوم. واستمر الأمر كذلك سنوات وسنوات. كنت أعتقد أنني ممسكة بزمام الأمور في حياتي ولكني كنت على خطأ.

ذات يوم وكنت بلغت الثانية والأربعين من عمري، وجدت نفسي في إحباطٍ شديد. حبست نفسي في خزانتي ورحت أضرب رأسي بالحائط ضرباً مبرحاً. كنت أجهل ما خطبي. وبقيت على تلك الحال حتى أتت صديقتي وأخرجتني من الخزانة واصطحبتني إلى الطبيب النفسي الذي جزم أنني مصابة بالاكتئاب السريري. أعطاني بعض الأدوية والإرشادات والتعليمات للخروج من الأزمة تلك. هذا اليوم غيّر حياتي.

5 إشارات

ثمة خمس إشارات تؤكد أن إحباطك جدي وأنّ الوقت حان للبحث عن مساعدة. إن كنت تشعرين بالاكتئاب مع أنّ لا شيء من حولك يسير على نحو خاطئ، فهذا يعني أنّك مصابة بالاكتئاب السريري. أي أنّ لديك عدم توازنٍ كيماوي يؤدي إلى إصابتك الحتمية بأعراضٍ الاكتئاب. ما الذي عليك القيام به في تلك الحالة؟ إليك بعض الاقتراحات:

اطرحي على نفسك بعض الأسئلة:

هل تشعرين بالحزن العارم وبحاجةٍ دائمة إلى البكاء وبفراغ كبير، وبأنّ لا حيلة لديك في معظم الأمور والمسائل؟

هل تشعرين بأنك أكثر توتراً من اللازم فيسهل استفزازك بلحظة؟

هل فقدت الاهتمام بأمور كانت سابقاً مصدراً للسعادة لديك؟

هل تعانين الأرق فما عدت تنامين قريرة العينين كالسابق؟

هل تغير روتين يومك؟ هل بتّ تمضين معظم يومك في السرير؟

هل تغيّر روتينك في الأكل؟ هل خسرت أو ربحتِ وزناً؟

هل زدتٍ قلقاً أكثر من السابق؟

هل تشعرين بأنّك غير نافعة في الحياة؟

هل تشعرين بصعوبة في التركيز؟

هل تفكرين بالانتحار؟

هل لديك مشاكل جسدية كالصداع أو آلام في الظهر؟

إذا أجبت بنعم عن أيّ من الأسئلة الآنفة الذكر أو عنها كلها، فذلك دليل ساطع على أنّك تعانين الاكتئاب السريري.

راجعي الطبيب فوراً

إن كنت تشعرين بالاكتئاب مع أنّ الأمور كافة على خير ما يرام، من الضروري أن تتصلي بطبيبك العام في أسرع وقتٍ ممكن كي تطلعيه على الأعراض التي تشعرين بها. السعي وراء المساعدة الطبية ركن أساسيّ من العلاج للتخلّص من الاكتئاب. ثمة عدد كبير من الأطباء الاختصاصيين الذين بوسعهم مساعدتك في إيجاد الحل المناسب. وقد يحيلك طبيبك العام إلى اختصاصي في الطب النفسي لتخضعي للعلاج المناسب. ومهما جرى، عليك استشارة الطبيب فوراً.

التزمي بما يصفه الطبيب لك

تلك مسألة أساسية لمعالجة الاكتئاب السريري. يصف الطبيب غالباً دواءً ما لمساعدة مريض الاكتئاب على تخطي حالته ولكن ما إن يشعر الأخير بتحسّن طفيف حتى يوقف تناول الأدوية ليعود الاكتئاب أقوى مما كان سابقاً. لذا حاولي الالتزام بالعلاج الذي وصفه لك الطبيب وكأنك تتعالجين من اضطرابٍ في الغدة الدرقية أو من السكري.

أحيطي نفسك بمن يحبونك

يعزل مريض الاكتئاب نفسه غالباً عن العالم والأصدقاء والعائلة. ابذلي جهداً لتمضية بعض الوقت مع من يحبونك لأنّ ذلك يدخل البهجة إلى قلبك ويشعرك بالدفء والأمان فتحسّين بالامتنان والثقة في النفسن، وتتعاملين مع اكتئابك بإيجابيةٍ أكبر.

لا تشعري بالحرج

يشعر عدد كبير من المصابين بالاكتئاب بالإحراج من كشف معاناته. وقد تصل الأمور بالبعض إلى حدّ إنكار وجود أية مشكلة من الأساس، ما يزيد من ضعفه وتعرضه للانهيار العصبي.

دعيني أطلعك على معلومةٍ مهمة: لستِ ضعيفةً أبداً، لا بلّ أنت شجاعة للغاية وبوسعك الخروج من هذه المشكلة بنفسك إن تحلّيت بالإرادة الضرورية للتغلّب على هذا المأزق. الاكتئاب السريري، شأنه شأن داء القلب أو الغدة، ناتج عن اضطرابٍ كيماوي. ينظر البعض إلى مشكلة الاكتئاب كمسألة ضعف شخصي وطبعاً هذا المنطق خاطئ. ولكن كيف تشعرين بالاكتئاب إن كان كل ما حولك على خير ما يرام؟

لحسن الحظ أنّ عدداً أكبر من الناس بات في يومنا هذا مستعداً للمصارحة بمعاناته الاكتئاب. وأخبر مشاهير كثيرون في الولايات المتحدة وأوروبا جمهورهم بإصابتهم بهذا الداء، وما عاد الحديث عن هذا الأمر من المحرمات، أو من المسائل المحرجة. انضمي إلى المشاهير. لا تشعري بالإحراج فالاكتئاب ليس مرضاً معيباً، ولا شكّ في أنه داء يمكنك التعامل معه بسهولة أكثر مما تظنين.

أفضل طريقة للعودة إلى التوزان المطلوب في حياتك وإعادة الأمور إلى نصابها هو أن تهتمي بنفسك بالطريقة المناسبة. يمكنك كملايين النساء في العالم أن تعيشي حياةً سعيدة خالية من الاكتئاب. كل ما عليك القيام به هو رفع السماعة لأخذ موعد لدى الطبيب. لا تتأخري في إنجاز تلك الخطوة الملحة. لا بل افعلي ذلك فور انتهائك من قراءة هذا المقال!

السعي وراء المساعدة الطبية ركن أساسيّ من العلاج
back to top