الخيط الرفيع بين الغباء والذكاء السياسي

نشر في 27-02-2018
آخر تحديث 27-02-2018 | 00:14
في خضم التطور السريع للحياة والذي يكاد يلامس الخيال في كل مناحي الحياة نرى القيادات في عالمنا العربي بمختلف توجهاتها تحرص على سحب المواطن العربي إلى قيعان التخلف والجهل، وكلما زادت جرعته سهلت مهمة قيادته وغرس المفاهيم في ذهنه.
 يوسف عبدالله العنيزي تحرص أغلب دول العالم على تنمية المواطن وتطوره، وذلك من خلال إطلاعه على كل جديد في عالم العلم والمعرفة، وتوصيل المعلومات له في عالم السياسة والتاريخ، بعيدا عن الأكاذيب أو التحريف أو اختراع بطولات بعيدة عن الواقع، وذلك لخلق مواطن قادر على المشاركة في الحكم من خلال تولي القيادة في أجهزة الدولة المختلفة أو الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

في خضم هذا التطور السريع الذي يكاد يلامس الخيال في كل مناحي الحياة نرى القيادات في عالمنا العربي بمختلف توجهاتها تحرص على سحب المواطن العربي إلى قيعان التخلف والجهل، وكلما زادت جرعته سهلت مهمة قيادته وغرس المفاهيم في ذهنه، ولم يأت هذا الواقع من فراغ، بل هو نتاج عقود من السنين رسخنا فيها مفاهيم وشعارات براقة وحولنا جميع هزائمنا إلى انتصارات، "فدع سمائي فسمائي محرقة، وتغنينا بحب وطني حبيبي الوطن الأكبر، ثم هب جنة الخلد اليمن، لا شيء يعدل الوطن".

فغدونا اليوم ندفع الرشا من أجل الهروب من الوطن، وسعيد الحظ من يعبر أمواج البحار أو البراري والقفار ليجد مساحة من أرض أعداء الأمس ليعيش فيها، غرسنا مفاهيم القومية العربية والوحدة العربية والأمة العربية وعادينا الدنيا، فصناعة الأعداء اختصاصنا، وحتى أيقونة التعاون العربي "مجلس التعاون الخليجي" لم يسلم، فهناك من يسعى إلى هدمه.

كنا اثنتين وعشرين دولة وغدونا الآن نزيد على مئة دولة وشبه دولة، ومنظمات وجماعات وأحزاب تتقاتل فيما بينها، وعدنا إلى تاريخنا المجيد قبائل تتقاتل فيما بينها بحروب تستمر على مدى عقود من السنين، والفرق بينها أننا استبدلنا السيف والرمح بالرشاش والصاروخ، وبدأنا بإنشاء المزيد من المخيمات، فلم نكتف بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين، فأنشانا مخيمات للاجئين السوريين والليبين والعراقيين، وأنشأنا قواعد أجنبية لتحمينا من اعتداء أشقائنا، وتحريض إسرائيل لضرب سورية الشقيقة.

وفي اعتقادي أننا إذا أردنا أن نعرف بعض ما يدور في منطقتنا العربية من تسابق لإقامة علاقات مع دولة إسرائيل تشمل كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وحتى العسكرية، فعلينا أن نكرر قراءة خطاب الرئيس محمد أنور السادات الذي ألقاه في الكنيست الإسرائيلي في مدينة القدس بتاريخ 21 نوفمبر عام 1977، والذي صادف يوم وقفة عرفات.

وقد استشهد الرئيس السادات بآيات كريمة من التوراة والإنجيل والقرآن، وأحداث وأقوال لعدد من أنبياء الله ورسله، واختتم خطابه بالآيات الكريمة من القرآن الكريم، بقول الله سبحانه: "قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ".

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top