In the Fade يضعنا وجهاً لوجه إزاء الخسارة

نشر في 20-02-2018
آخر تحديث 20-02-2018 | 00:04
ديان كروغر
ديان كروغر
يضعنا فيلم التشويق In the Fade وجهاً لوجه إزاء الخسارة عندما ينهار عالم مخلفاً وراءه الظلمة فحسب.
تعيش كاتيا (ديان كروغر) بهناء مع زوجها الكردي نوري (نومان أكار) وابنهما الجميل روكو. كان نوري دخل السجن لترويجه المخدرات، إلا أنه ترك الأعمال الإجرامية كافة والتزم بحياة العائلة.

ذات يوم، توصل كاتيا ولدها روكو إلى مكتب أبيه وتنطلق لتزور أختها (سامية شانكرين). ولكن عندما تعود لاحقاً لتقلهما، تصطدم بكابوس: حشد من الناس، وأضواء وامضة، ومبنى قوضته قنبلة، وشرطي يبدو الحزن في عينيه ويحمل أخباراً مريعة. تتلاشى الأصوات كافة من حول كاتيا، ولا تعود تسمع سوى نفسها، ثم صراخها.

إتقان

نشاهد ذلك كله خلال الدقائق الأولى من فيلم In the Fade المتقن والمميز لفاتح أكين (The Edge of Heaven وThe Cut). يدور أكبر جزء منه في أعقاب التفجير. صحيح أن كاتيا مقتنعة بأن نازيين استهدفوا عائلتها وقتلوها، إلا أن الشرطة، التي تبدو متعاطفة في الظاهر، تظن أن تجار مخدرات من حياة نوري السابقة يقفون وراء جريمة القتل. ولكن في نهاية المطاف، بمساعدة محامٍ (دينيس موسكيتو) كان صديقاً مقرباً لنوري، تُتخذ خطوات نحو إحقاق العدالة ويتحوّل In the Fade إلى دراما في محكمة.

تحاول كاتيا، التي تبدو بشرتها باهتة اللون تحت الضوء الفلوري القوي، أن تحافظ على تماسكها وهي تحدق إلى مَن تعتقد أنهم المسؤولون عن التفجير. وهكذا نلاحظ أن هذه المرأة الثكلى تحوّلت هي نفسها إلى قنبلة موقوتة وننتظر انفجارها.

تفاصيل مؤثرة

يسلّط أكين، الذي ذكر أنه استوحى هذا الفيلم من عمليات القتل الفعلية التي نفذتها خلية إرهابية نازية جديدة في ألمانيا، الضوء على بعض التفاصيل المؤثرة: تابوت صغير مطلٍ بالنجوم والأقمار، وإضاءة الشموع خارج مكتب نوري والمطر البارد ينهمر، وسفينة قراصنة لولد صغير على حافة حوض الاستحمام تنظر إليها الأم ولا تتحمل تحريكها. لكن هذا المخرج يركّز خصوصاً على وجه كروغر. تحاول كاتيا إسكات ألمها باللجوء إلى الأدوية، إلا أنها تخفق. نرى في تعابيرها شخصاً تمزقت أحشاؤه. وهكذا يسرد الفيلم، الذي يحفل بمشاهد رمادية قاسية وأضواء قوية تتخللها أفلام منزلية دافئة عن حياة العائلة السعيدة، قصة محزنة جداً تستحوذ علينا.

«غولدن غلوب»

حقق In the Fade نجاحاً كبيراً في ألمانيا وحاز جائزة غولدن غلوب عام 2018، لذا تعجّب كثيرون عندما لم يُرشَّح لأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي الشهر الماضي. لكن جائزة الأوسكار تعمل دوماً بطرائق غريبة.

المخرج استوحى الفيلم من عمليات قتل نفذتها خلية إرهابية نازية في ألمانيا
back to top