السجائر الإلكترونية... نكهات سامّة!

نشر في 17-02-2018
آخر تحديث 17-02-2018 | 00:03
No Image Caption
تطرّقت دراسة نُشرت في المجلة الطبية Frontiers in Physiology إلى أثر بخار السجائر الإلكترونية في نوعين من خلايا الدم البيضاء. أشارت النتائج إلى أن المكونات التي تعطي هذه السجائر نكهتها سامة وبعض النكهات أسوأ من غيره.
رغم أن السجائر الإلكترونية تساعد البعض على التوقف عن التدخين، فإنها تحتوي على مواد كيماوية خالية من النيكوتين ما زال الباحثون يدرسون آثارها الصحية.

أشارت دراسة حديثة إلى أنَّ هذه السجائر تؤثر سلباً في القلب والأوعية الدموية وتبطئ معدل النبضات. ولكن لما كان بعض هذه الدراسات يُجرى على فئران والبعض الآخر يبقى رصدياً، فإنها تعجز عن تقديم تفسيرات واضحة بهذا الشأن.

أما اليوم فتجرى الدراسات في المختبرات. حاول الباحثون في مركز جامعة روشستر الطبي في نيويورك معرفة ما إذا كانت السجائر الإلكترونية الخالية من النيكوتين أقل ضرراً من السجائر العادية.

ركّز الباحثون، تحت إشراف المؤلف الرئيس الدكتور إرفان راهمان، على تأثيرات المناعية السمية والإجهاد التأكسدي اللذين تسببهما السجائر الإلكترونية الغنية بالمواد الكيماوية في نوعين من خطوط الخلايا الوحيدة النواة لدى الإنسان.

الإجهاد التأكسدي عملية يتم خلالها إنتاج فائض من جذور الأوكسجين الحرة، ما يؤدي إلى مجموعة من التأثيرات المضرة من بينها زيادة السمية الخلوية، وإلحاق الضرر بالحمض النووي، والإصابة بالسرطان.

الخلايا الوحيدة النواة هي نوع من خلايا الدم البيضاء يؤدي دوراً حيوياً في الاستجابة المناعية للالتهاب. من ثم، فإنَّ نتائج هذه الدراسات تبقى بغاية الأهمية لفهم العلاقة القائمة بين السجائر الإلكترونية وبين جهاز المناعة.

القرفة والفانيللا والزبدة

بهدف تقييم قدرة النكهات على التسبب بإجهاد تأكسدي، قاس الباحثون إنتاج ما يُعرف بالأصناف الأوكسجينية التفاعلية. افترضوا أن النكهات الكيماوية في سائل السجائر الإلكترونية تؤدي إلى استجابة التهابية وسمية خلوية وإنتاج أصناف أوكسجينية تفاعلية.

كما توقعوا، أظهرت فحوص السموم الخلوية التي أجراها د. ثيفانكا موثومالاج وفريقه أنَّ العلاج بواسطة المواد الكيماوية يرفع من خطر الإصابة بالالتهابات وتلف الأنسجة. وقد تم ذلك من خلال زيادة مستويات الإجهاد التأكسدي.

وأضاف الباحثون أن مزج أنواع مختلفة من النكهات يُؤدي إلى زيادة السمية الخلوية والخلايا الخالية من الأصناف الأوكسجينية التفاعلية بالمقارنة مع استخدام نكهة واحدة، ما يشير إلى أنَّ مزج نكهات عدة يُسبب ضرراً أكبر لمستخدمي السجائر الإلكترونية.

وختم الباحثون بالقول إنَّ البيانات التي في حوزتهم تُشير إلى أنَّ النكهات في سائل السجائر الإلكترونية تُطلق استجابة التهابية في الخلايا الوحيدة النواة من خلال إنتاج أصناف أوكسجينية تفاعلية، ما يُقدم معلومات قيمة بشأن التسمم الرئوي وتلف الأنسجة لدى المستخدمين.

وأفاد د. ثيفانكا موثومالاج أن القرفة والفانيللا والزبدة من أكثر النكهات الكيماوية سمية، ولكن أظهرت الدراسات أنَّ مزج نكهات سوائل السجائر الإلكترونية يُؤدي إلى أعلى درجة من التسمم.

وتحدث د. راهمان عن أهمية هذه النتائج قائلاً إنَّ السجائر الإلكترونية الخالية من النيكوتين ليست مضبوطة، مؤكداً أن تجميل أسماء النكهات كالحلوى والكعك ولفائف القرفة والخليط السري يجذب الشباب المدخنين.

ويُضيف قائلاً إنَّ النتائج العلمية تُظهر أن من الضروري تنظيم النكهات واحتواء علبة سائل السجائر الإلكترونية على لائحة بالمكونات، مناشداً الهيئات التنظيمية التدخل لحماية الصحة العامة.

مزج نكهات سوائل السجائر الإلكترونية يُؤدي إلى أعلى درجة من التسمم
back to top