الأدوية بين الحاجة إليها والخوف منها

نشر في 10-02-2018
آخر تحديث 10-02-2018 | 00:08
 خالد مقبل الماجدي دائماً ما نسمع عن إدمان الأدوية وآثار ذلك، ومع هذا هناك من يتناولها.

الأدوية في وقتنا الحاضر ضرورة لا غنى عنها، ولكن إن وصل الأمر إلى إدمانها فهنا تكون المشكلة، بالتأكيد سوف يعانى مدمن الأدوية عندما يقرر التوقف أعراضاً مؤلمة، وسيستمر ذلك من أسبوع إلى شهر، حسب نوع الدواء، وسيعاني بعض الأعراض الانسحابية في حال التوقف المفاجئ عن أخذها، فعلى سبيل المثال يستخدم دواء "ليريكا" مهدئاً للأعصاب وتخفيف آلام إصابات الحبل الشوكي، ومرض السكري، لدرجة أن بعض مدمنيه يستخدمه بشكل سلبي، لسهولة الحصول عليه، بالإضافة إلى أن سعره رخيص، ودون اخذ رأي الطبيب.

هناك الكثير من المضاعفات لمدمني دواء "ليريكا" مثل الصداع والدوخة وعدم وضوح الرؤية وزيادة الوزن والرعشة والزغللة وردود الافعال المرتبكة، وذلك بعكس ما يشاع بأنها تزيد قوة التركيز وتقلل التوتر والارتباك، كما أنها من الممكن أن تؤثر على الكلى والكبد، علما أن مثل هذه التصرفات يحرم الكثير من المرضى المحتاجين للدواء نتيجة الاستخدام السلبي.

علينا أن نعلم أن الأدوية هي علاج الأمراض التي يعانيها الإنسان، ولكنها أحيانا قد تتحول إلى داء سيئ يقضي على حياة الإنسان إذا ما تم استخدامها في غرض غير الغرض الذي صنعت من أجله، والشخص الوحيد الذي لديه معرفة بمدى مناسبة تلك الأدوية لحالة المريض هو الطبيب المعالج فقط.

هناك شباب كثيرون لديهم بعض الأفكار السلبية، وقد يلجأون إلى الأدوية والعقاقير بدون استشارة الطبيب، متوهمين أنها ستساعدهم على التفكير وتقلل توترهم، لاسيما لدى الطلبة في فترة الامتحانات.

وتنبغي الإشارة إلى أن كمية الدواء والمدة المأخوذة منه تؤثران في مدى خطورته، فتناول الأدوية مدة طويلة قد يكون له تأثير عكسي، فيجعل من الآلام مزمنة، ولا ينفع معها أي أنواع أخرى من الأدوية، ولهذا ينصح بأخذ رأي الطبيب قبل تناول الأدوية، لذا نقول لكل مريض احذر من الدواء لأنه سلاح ذو حدين، ويجب عدم التهاون في تناوله مهما كانت الحاجة ماسة من دون استشارة أهل الاختصاص.

أخيراً، الوقاية دائما خير من العلاج، فلا تتهاون أخي الكريم، فتعاطى الأدوية لأتفه الأسباب، وكن حذراً حتى لا تقع فريسة لخطر إدمان الدواء.

* قسم التخدير - ابن سينا

back to top