تلوّث الهواء... يؤدّي إلى الخرف لدى المسنّات

نشر في 09-02-2018
آخر تحديث 09-02-2018 | 00:00
No Image Caption
تشير دراسة بقيادة جامعة كاليفورنيا الجنوبيّة إلى أنّ الجزيئات الصغيرة والقذرة المحمولة جوّاً PM2.5 تغزو الدماغ وتلحق به الدمار، لا سيما لدى المسنات.
أظهرت دراسة قادها باحثون من جامعة كاليفورنيا الجنوبيّة أن جزيئات تلوّث الهواء الصغيرة، النوع المنبثق بشكلٍ أساسي من محطّات توليد الطاقة والسيّارات، يزيد بشكلٍ كبير احتمال الإصابة بالخرف، بما فيه داء ألزهايمر.

وجد الباحثون والمهندسون أنّ المتقدّمات في السنّ اللواتي يعشن في أماكن حيث الجزيئات الدقيقة تتجاوز معيار وكالة حماية البيئة في الولايات المتّحدة الأميركيّة، يكنّ أكثر عرضة للإصابة بالتدهور المعرفي العالمي بنسبة 81%، ويزداد احتمال إصابتهنّ بالخرف، بما فيه الزهايمر، بنسبة 92%.

حسب الدراسة، إذا كانت النتائج التي توصّل إليها العلماء تنظر إلى عامّة السكّان، فقد يكون تلوّث الهواء مسؤولاً عن نحو 21% من حالات الخرف.

يقول كايلب فينش، بروفسور جامعي في كلّيّة لونارد دايفس لعلم الشيخوخة في جامعة كاليفورنيا الجنوبيّة ومؤلّف مشارك أساسي في الدراسة: “تدخل الجزيئات المجهريّة الناتجة عن الوقود الأحفوري في الجسم عبر الأنف وصولاً إلى الدماغ. تعامل خلايا الأخير هذه الجزيئات على أنّها غزاة وتتفاعل من خلال استجاباتٍ التهابيّة، التي، مع مرور الوقت، تفاقم مرض ألزهايمر وتعزّزه على ما يبدو”. ويتابع: “رغم أنّ الرابط بين تلوّث الهواء ومرض ألزهايمر هو جبهة علميّة جديدة، فلدينا الآن دليل على أنّ تلوّث الهواء، كالتبغ، خطيرٌ على شيخوخة الدماغ”.

نذكر أنّ الآثار السلبيّة كانت أقوى لدى النساء اللواتي يحملن الجين APOE4، وهو تباين وراثي يزيد خطر الإصابة بألزهايمر.

يقول تيو تشوان تشين، مؤلّف مشارك أساسي في الدراسة وأستاذ مساعد في الطبّ الوقائي في كلّيّة “كيك” للطبّ ضمن جامعة كاليفورنيا الجنوبيّة: “تقدّم دراستنا، وهي الأولى من نوعها في الولايات المتّحدة الأميركيّة، أدلّة علميّة افتتاحيّة عن جين يؤدّي دوراً مهمّاً في خطر الإصابة بألزهايمر وتفاعله المحتمل مع جزيئات الهواء لتسريع شيخوخة الدماغ. وأظهرت البيانات التجريبيّة أنّ تعرّض الفئران إلى جزيئات الهواء التي جُمعت من حول جامعة كاليفورنيا الجنوبيّة ألحق ضرراً بالحصين ومركز الذاكرة الضعيف إزاء شيخوخة الدماغ كما ألزهايمر”.

تضيف الدراسة إلى الجسم الناشئ من البحوث من حول العالم الرابط بين تلوّث الهواء والخرف. لا مشكلة بالنسبة إلى الملوّثات المسيئة المعروفة بـPM2.5، وهي جزيئات يمكن استنشاقها بأقطارها التي يصل أقصاها إلى 2.5 ميكرومتر. فقطر شعرة الإنسان نحو 70 ميكرومتراً، ما يجعلها 30 مرّة أكبر من أكبر جزيء PM2.5.

back to top