هل أنت مستعدّ لحالات الطوارئ؟

نشر في 07-02-2018
آخر تحديث 07-02-2018 | 00:02
No Image Caption
أبق المعلومات المهمّة بمتناول يديك، كالتوجيهات الاستباقية، ولائحة بأدويتك وبجهات اتّصالك في حالات الطوارئ.
نحاول الحفاظ على صحّتنا بشتى الوسائل. نمارس الرياضة، ونتناول أطعمة صحّيّة، ونخضع لفحوصٍ واستشارات طبّيّة منتظمة. ولكن من منّا يأخذ وقته في الاستعداد لحالات الطوارئ الطبية، فيضع المعلومات المناسبة والمعدّات الضروريّة في متناول اليد؟

“معظم المرضى الذين أعالجهم لا يكونون مستعدين لدخول الطوارئ، حتى أنهم يجهلون مشاكلهم الصحّيّة. وكم يحالفنا الحظّ عندما يكون في حوزة أحدهم قائمة بالأدوية التي يتناولها”، يقول د. كاي أوتشي، طبيب طوارئ في مستشفىBrigham and Women’s في كلية الطب في جامعة هارفارد.

لا يستعد كثيرون لحالات الطوارئ ظنّاً منهم أنّ الأمور السيئة تحدث للآخرين وليس لهم. ولكن لننظر إلى هذه الأرقام: يفيد مركز مكافحة الأمراض في الولايات المتّحدة الأميركيّة أنّ بين عامَي 2009 و2010، توجّه نحو 50% من الراشدين البالغين من العمر 65 سنة أو أكثر إلى قسم الطوارئ. ويقول د. أوتشي: «تشهد أعداد القادمين إلى غرفة الطوارئ تزايداً ملحوظاً، خصوصاً إذا كانوا يشارفون على الموت: يلجأ 75% من المسنين إلى الطوارئ مرّة على الأقلّ في الأشهر الستّ الأخيرة من حياتهم».

جهّز حقيبتك

جهِّز «حقيبة سفر» طبية تستطيع أنت، أو أحد المقرّبين إليك، حملها فوراً في حالات الطوارئ. قد تكون الحقيبة فعليّة تحتوي على قوائم ومستندات قانونيّة وبعض الأدوية أو الأجهزة التي تستخدمها في حالات الطوارئ، تضعها في مكانٍ معروفٍ في المنزل. أو قد تكون عبارة عن لوائح ومستندات قانونيّة بصيغةٍ إلكترونيّة على هاتفك، أو قرصٍ مدمج تضعه في حقيبتك، أو ناقلٍ تسلسلي تعلّقه في سلسلة مفاتيحك. تحدّث إلى طبيبك وعائلتك، وحتّى محاميك، حول المعلومات واللوازم التي تلبّي احتياجاتك الصحّيّة.

قوائم مهمّة

في حالة طوارئ، تحتاج إلى أربع قوائم:

• القائمة الأولى يرد فيها: حالتك الطبّيّة الراهنة والسابقة والجراحات التي خضعت لها؛ وأمراض رئيسة يعانيها أفراد عائلتك المباشرون (الوالدان والإخوة والأطفال)؛ وأيّة تحدّيات جسديّة أو معوّقات (خسارة الرؤية مثلاً).

• القائمة الثانية تتضمّن أسماء فريق رعايتك الصحّيّة وعناوينه، وأدرج بشكلٍ خاص معلومات حول طبيب الرعاية الأوّليّة الذي يهتمّ بك وأيّ صاحب اختصاص عالجك.

• القائمة الثالثة تشمل الأدوية والمكمّلات الغذائية التي تتناولها. سجّل أسماءها وجرعاتها ومتى تتناولها. يفسّر د. أوتشي: «يساعدنا هذا الأمر كأطبّاء في اكتشاف ما إذا كنت توجّهت إلى غرفة الطوارئ نتيجة لآثار جانبيّة لبعض الأدوية. مثلاً، يؤدّي الديجوكسين (كاردوكسين)، المستخدم لعلاج معدّل غير طبيعي لضربات القلب أو فشله، إلى جفاف الجسم واضطرابات المعدة أحياناً. ولكن إذا لم تكن في حوزتك قائمة بالأدوية، فلن أعرف أنّ عليّ التحقّق من هذا الأمر».

• القائمة الرابعة تضمّ أسماء من يجب الاتّصال بهم في حالات الطوارئ مع أرقامهم (الخلوي ورقم المنزل والمكتب) وعلاقتهم بك. يستحسن أن تدرج أكثر من جهة، في حال لم يكن أحدهم متوافراً. وأخبرهم مسبقاً بأنّك ستضعهم على قائمتك.

يسهل جدّاً إنشاء هذه القوائم، فكثيرٌ من العيادات الطبّيّة يستخدم السجلّات الإلكترونيّة التي تحتوي على هذه المعلومات كلّها. كذلك ثمّة عيادات تعطي نسخةً مطبوعة عن هذه القوائم للمرضى في نهاية موعدهم.

لوازم وأدوية

إن كنت تعاني داء مزمناً، أبق معك اللوازم والأدوية التي تلجأ إليها عادة. مثلاً إذا كنت تحتاج إلى مصدر غلوكوز سريع بسبب السكّري أو انخفاض مستوى السكّر في دمك، ينصحك الدكتور أوتشي بضرورة الاحتفاظ بعصير أو شوكولاتة أو حلوى لتناولها عند الضرورة وإلّا أغمي عليك. كذلك الأمر بالنسبة إلى مقياس الغلوكوز لتتفحّص مستوى السكّر في الدم وتتجنّب حالات الطوارئ.

علاوةً على هذا، على الجميع الاحتفاظ بقرص أسبرين من 325 ملّيغراماً لتناوله عند الشعور بأعراض النوبة القلبيّة، كألمٍ في الصدر أو الذراعين أو الفكّ أو الظهر، أو ضيق في التنفّس، أو غثيان. يبطئ هذا الدواء تكوّن جلطة الدم في الشريان التاجي، ما يمنع تدفّق الدم، أو توقفه.

في النهاية، يقول د. أوتشي: «إذا شعرت بأنّك تصاب بنوبةٍ قلبيّة، امضغ قرص الأسبرين فيتفتّت فوراً في معدتك». ويحذّر من البقاء في المنزل ومن عدم الاتّصال بالطوارئ في حال راودك خطب ما، فلا تفترض أنّ المشكلة ستُحلّ من تلقاء ذاتها. ويتابع: «لا تتردّد في الذهاب إلى غرفة الطوارئ وحاول قدر الإمكان أن تحضر معك المستندات المهمّة». ننسى الأخيرة بسهولة، خصوصاً إذا أصبنا بالمرض فجأةً، لذا جهّز «حقيبتك» الواقعيّة أو الإلكترونيّة، وأبقها في متناول يديك في أيّ وقت.

احتفظ بقائمة تشمل الأدوية والمكمّلات الغذائية التي تتناولها
back to top