عنصرية؟

نشر في 04-02-2018
آخر تحديث 04-02-2018 | 00:20
 محمد الوشيحي الدنيا مقلوبة، عاليها واطيها، شعرها منكوش وعهنها منفوش، طيب لوش؟ أو ليش؟ لأن الشعب دخل في مضيق الاصطفافات العنصرية، بدو وحضر، أو قبائل وعوائل، على إثر استجواب وزيرة الشؤون هند الصبيح، واصطفاف النواب الحضر معها، في الغالب.

هذا يبكي، وهذا ينحب، وذاك يلطم، والرابع يرقص فرحاً، والخامس "يطق إصبع"، والحكومة تشاهد المنظر من بعيد وهي تلتهم فخذ الخروف، وتقهقه كما يقهقه القراصنة في الأفلام.

خذ وقس على المنوال نفسه، فلو تم استجواب وزير عجمي لاصطف معه، غالباً، النواب العجمان، ومعهم نواب بني هاجر وقحطان، بحسب الحلف القديم الذي يجمع القبيلتين (معلومة لمن لا يعلم؛ قبيلة بني هاجر جزء من قبيلة قحطان)، ولو تم استجواب وزير هاجري أو قحطاني لسانده العجمان. ولو تم استجواب وزير عازمي لوقف معه النواب العوازم، ودافعوا عنه، والرشايدة كذلك، ومطير لا تُستثنى، وبقية القبائل.

الأمر ذاته يصلح للقياس على النواب الشيعة، فلو تم استجواب وزير شيعي لاستنفر النواب الشيعة، ورفعوا درجة الاستعداد إلى الدرجة القصوى، وهكذا وهكذا وهكذا، لا أحد أفضل من أحد، إلا ما ندر، أو من ندر، ورحمه ربي.

القصة، سيداتي سادتي، ليست عنصرية كما قد يبدو لكم، وكما كان يبدو لي في السابق، القصة قصة أصوات انتخابية، لا أكثر ولا أقل، فلو أن النائب الحضري، خصوصاً في الدائرتين الثانية والثالثة، غامر وقامر بالتصويت مع طرح الثقة بالوزيرة هند الصبيح، لوجدناه في الفصل التشريعي القادم "ناشطاً سياسياً"، بلا عضوية ولا حصانة ولا مكاسب ولا مناصب، ولا ليلة ولا يوم أنا دقت النوم. مع استثناءات نادرة جداً (لم أقل قليلة).

ولو جازف نائب قبلي بطرح الثقة بوزير من قبيلته لسحبت القبيلة منه اللحاف، وتركته ينام عارياً في البرد الزمهرير، ولو تهور نائب شيعي ضد وزير شيعي لسحبت منه طائفته صحن العشاء، وتركته ينام "على لحم بطنه".

وحدهم الوزراء الشيوخ، لا عائل لهم ولا سند إلا مقدرات الدولة التي تحت أيديهم، وخصوصاً أنهم يستحوذون على أكثر من ثلث الحقائب الوزارية، وهذا نوع من العدالة الربانية. ولو أن الحكومة، في استجوابَي الوزيرين الشيخين، محمد العبدالله وسلمان الحمود، أخرجت أسلحتها الثقيلة من مخازنها ما سقطا، لكنها اكتفت بالأسلحة الخفيفة، "من زود الرهاة"، فتكبدت خسائر فادحة.

ومن يقل لك: "التيارات السياسية موقفها من الاستجواب كذا وكذا"، فقل له: "التيارات الهوائية الانتخابية تطغى على ما سواها، والسلام".

back to top