التحدث إليه... أفضل الخطوات لإبقاء طفلك بمنأى عن التنمّر

نشر في 02-02-2018
آخر تحديث 02-02-2018 | 00:00
No Image Caption
إذا كنت تريدين إنقاذ طفلك من التعرض للتنمّر، بل تجنيبه إيّاه في المقام الأوّل، ثمّة أمرٌ بغاية البساطة يمكنك القيام به، وهو التحدّث إلى طفلك.
يواجه أطفال كثيرون التنمرّ في المدرسة. إذا كان طفلك واحداً منهم، تحدّثي إليه حول كيفية الوقوف في وجه المتنمّر، كذلك أعلمي المدرّسة بأنّه تعرّض لتنمّر من أحد الأولاد. ولكن قبل هذا وذاك، عليك أن تتحدّثي إلى ولدك بكلّ ما للكلمة من معنى، كي تتعرّفي إليه بشكلٍ أفضل وتكوّني فكرة أوضح عن حياته اليوميّة.

كأهلٍ، يرضينا الاعتقاد بأنّنا أساساً نعلم هذه الأمور، ولكن في الواقع، عندما يغادر الطفل المنزل ويتوجّه إلى المدرسة، نصير لا ندرك الأمور كلّها التي تحيط به: نجهل كيف تبدو تفاعلاته جميعها مع الآخرين، ولا نعرف أدقّ التفاصيل عنه، كالأصدقاء الذين يجالسهم خلال الغداء، وما يحدث في غرفة الملابس، أو عندما يركب حافلة المدرسة، وهنا تأتي أهمّيّة الحوار.

حسب موقع stopbullying.com، يحدث الحوار مع طفلك مدّة 15 دقيقة في اليوم كلّ الفرق في مساعدته في البقاء بمنأى عن التنمّر. كما سيشهد الأهل كلّهم، لا يأخذ الحوار مع الطفل دائماً المجرى الذي نتخيّله أو نأمل به. فيستحيل عليك الاستمرار به إذا اقتصرت أجوبته على {جيّد} أو {لا شيء} عندما تسألينه {كيف سار يومك؟}، أو {ماذا فعلت اليوم؟}. عموماً، تميل تفاعلاتنا عادةً إلى كونها لوجيستيّة ومحدودة، مثل {هل أنجزت فروضك؟}، أو {أيّة ساعة ينتهي تمرينك؟}، فالحوارات التي تحدث فرقاً تكون مفتوجة المجال، مثل: {أخبرني عن يومك}، أو {هل حدث معك أيّ أمرٍ أسعدك اليوم؟، أو أحزنك؟}، فطرح أسئلة مفتوحة عن المعلّمات والصفوف والكافتيريا والفرق الرياضيّة وأيّ جزءٍ آخر من حياة طفلك يفتح المجال للبدء بالحوار.

كذلك تستطعين، بل عليك، طرح أسئلة متابعة ولكن حاولي قدر الإمكان ألّا تكوني استجوابيّة. كلّما سمحت لطفلك أن يخبرك أموراً بالطريقة التي يريدها، كان الجوّ مريحاً بالنسبة إليه وبُنيت الثقة، وهذان عاملان أساسيّان في علاقتكما. {أخبرني المزيد عن...} و}ماذا حدث بعدئذٍ؟}، هما وسيلتان جيّدتان لجعل طفلك يتابع حديثه، لأنّك في الحقيقة هذا ما ترغبين في حدوثه، فأنت تريدين إبقاء خطوط التواصل بينكما سالكة وإيضاح اهتمامك بتفاصيل حياة طفلك اليوميّة وبالأمور التي تسعده أو تغضبه أو تحزنه.

بفضل 15 دقيقة تتحدّثين فيها إليه، تتعلّمين أموراً كثيرة تخصّه، بما فيها عن التنمّر أو الظروف المؤدّية إلى الأخير. كذلك تسمح لك حوارات الـ 15 دقيقة بمساعدة طفلك في اجتياز المواقف الصعبة، وتمدّ لك يد العون في تحديد مشكلةٍ يعيشها والعمل على حلّها في آن. وبفضلها تفهمين بوضوح الأمور التي يستمتع بها طفلك، فتوجّهينه نحو الأنشطة والأشخاص القادرين على تعزيز ثقته في نفسه وتتعرّفين إلى الأشخاص المهمين في حياته.

صحيح أنّنا نعيش حياة حافلة، ولكن لا يصعب علينا تخصيص 15 دقيقة من أجل أولادنا. اجلسا إلى مائدة العشاء جنباً إلى جنب (وحضّراه سويّاً) أو تناولا الوجبة الخفيفة بعد الظهر معاً، وتحدّثا خلال رحلاتكما في السيّارة واجلسا معاً على الأريكة قبل الخلود إلى النوم، وأغلقا الأجهزة من حولكما مركزين على بعضكما البعض لأنّ هذه الطريقة تحدث الفرق كلّه وعلى مستوياتٍ عدّة.

back to top