شباب الكويت أفردوا أشرعتهم لريح المغامرة

بلغوا مختلف أصقاع الأرض.. بحثا عن الذات والتجربة والخبرة

نشر في 14-01-2018 | 11:07
آخر تحديث 14-01-2018 | 11:07
خلافا لمقولة الروائي العالمي باولو كويلو "إذا كنت تعتقد بأن المغامرة خطيرة..جرب الروتين فهو قاتل" فإن شبابا كويتيين جعلوا المغامرة منطلقا لهم لاكتساب معان إيجابية وقيم جديدة في حياتهم وأفردوا عوالمهم للريح بحثا عن الذات والتجربة والخبرة ليصلوا إلى أصقاع الأرض قاطبة وبلغوا بذلك حد تأسيس مشروعاتهم الخاصة.

وعلى الأغلب لم يكن الدافع الأساسي وراء مثل هذه المغامرات القضاء على الروتين الحياتي بل خوض تجارب في دول وثقافات أخرى من العالم واستخلاص العبر والقيم منها التي تفيدهم في حياتهم العملية وتعزيز التجربة الذاتية.

وبلغت الرغبة الجامحة بهؤلاء حدودا جديدة غير مألوفة كصعود جبال كالمينجارو في إفريقيا أو السباحة مع الحيتان في الفلبين والوصول إلى قمة إيفريست عند الحدود الصينية الهندية.

والتقت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأحد عددا من الشباب الكويتيين المغامرين لاستقصاء الدوافع والأسباب التي دفعتهم لخوض مغامراتهم التي وثقوها جيدا واضعين في خلاصتها خططا مستقبلية للمضي في مغامرات أخرى وجعلها على جدول أعمالهم.

واتفق معظم هؤلاء على أن الدافع والحافز الأساسي لخوضهم هذه التجارب هو شخصي بالدرجة الأولى نابع من تطوير الذات واكتشاف الجديد وسبر أغوار مشاعرهم وليس كسرا للروتين أو حبا بالمخاطرة حتى إن البعض أراد تعميم تجاربه لجماليتها فقام بتأسيس شركة متخصصة بالرحلات السياحية والإرشاد السياحي.

وقال منظم الرحلات عبدالله الشاهين الذي قفز بالمظلات واجتاز المناطق الريفية الإسبانية الخلابة بالدراجة النارية وجال الفلبين أيضا إن التوجه إلى طبيعة ذات مناخ وتضاريس مختلفة هي رغبة تمنحه شعورا كبيرا بالرضا والانسجام الداخلي فضلا عن الذكريات الجميلة.

وأضاف الشاهين أن الإنسان فضولي بطبيعته ويسعى باستمرار إلى المعرفة فرؤية الأماكن الجديدة لها أثر كبير بالنفس الإنسانية وهو أمر يصعب وصفه أو تشخيصه بكلمات.

وتمنى الشاهين قيام إحدى الجهات الحكومية بدعم الشباب معنويا أو ماديا لتسهيل أمور الرحلات إما عن طريق إنشاء مركز لتطوير أداء المغامرين عن طريق تدريبات للشباب الكويتيين على الحبال والتسلق أو دورات تدريب للاعتماد على النفس وممارسة نشاطات وترتيب فعاليات لكل الأعمار في مجال المغامرات.

واعتبر الشاهين أن تجربته بالتجول على متن دراجة نارية في إسبانيا عنت له قوة التحمل والصبر لمسافة طويلة بالاعتماد على ما تحمله الآلية فقط من مؤن ناهيك عن جمال الريف الإسباني وهو الأمر ذاته الذي دفعه للتجول في الفلبين المكونة من آلاف الجزر والشواطئ والغابات وسكان قراها المحليين الطيبين.

   واشار الى أنه بعد عام 2014 تحولت اهتماماته إلى المغامرات الجماعية من خلال الانضمام إلى جهات تتولى تنظيم رحلات جماعية تضم عددا من الشباب لزيارة أماكن جديدة وممارسة هواية المشي وتسلق الجبال بعد أن كانت معظم رحلاته السابقة فردية.

   وعن الخبرات التي يحتاج إليها المغامر أوضح أنه اتبع دورات متخصصة للتدريب على استخدام الحبال ودورات أخرى في التسلق والإسعافات الأولية حتى أنه أسس أخيرا شركة (نوماد) لتنظيم الرحلات لتتسنى له مشاركة تجاربه وخبراته ومغامراته مع الآخرين بصورة رسمية.

   وعن المغامرات المستقبلية أفاد الشاهين بأنه يتم حاليا بحث عدد من الخيارات المطروحة الجاري التخطيط للقيام بها من أبرزها رحلة طويلة في الولايات المتحدة ورحلة أخرى تتمثل في العبور بالدراجات النارية في دول مجلس التعاون الخليجي انطلاقا من الكويت وصعود عدة جبال وبلوغ قممها.

   من جهته قال عبدالله القطان إنه زار العديد من البلدان وتسلق أعلى قمة في الخليج العربي في (جبل شمس) في سلطنة عمان مرتين متتاليتين معتبرا أن أهم إنجازاته ومغامراته هي محاولة صعود أعلى قمة في إفريقيا أي (جبل كليمنجارو) الشهير حيث قام برفع علم الكويت في أعلاها.

وأوضح القطان أنه يمارس أيضا هواية الغوص في أعماق البحار لاسيما أنه غواص محترف يمتلك خبرة تتجاوز 14 عاما إذ سافر ومارس هذه الهواية في شتى المحيطات وقام بتصوير الكائنات البحرية المختلفة والمتنوعة هناك.

ورأى أن اكتشاف الإنسان لقوته الداخلية أو ما يطلق عليها قوة التحمل هو إنجاز بحد ذاته ولا يمكن للانسان اكتشافها إلا بالقيام بالمغامرات وتحدي الطبيعة موضحا أن حافزه الآخر للقيام بهذه المغامرات هو حبه للتصوير الفوتوغرافي ورؤية الأشياء الجميلة والغريبة الموجودة في العالم.

وعن خططه المستقبلية أوضح أنه يستهدف في مغامرته المقبلة جزر (الغالاباغوس) في الأكوادور بأمريكا اللاتينية بهدف تصوير كائنات حية لم يتم تصويرها حتى الآن فضلا عن جولة في كوستاريكا والبيرو لتسلق أعلى قمم في تلك البلاد ذات الجمال الساحر.

   بدورها قالت منظمة الرحلات الكويتية فاطمة المطر إنها قامت بعدة مغامرات جماعية منها رحلة إلى الأرجنتين لزيارة شلالات (أغوازو) التي تعتبر من أعرض شلالات العالم والسير على صخور (جليدية باتاغونيا) التي يطلق عليها (آخر العالم) إضافة إلى تسلق الجبال في سلطنة عمان والسباحة بين الوديان والقيام برياضة التجديف في (زامبيا) وتسلق قمة (إيفريست).

وأوضحت المطر أنها بدات بالتدوين والكتابة عن رحلاتها ومغامراتها منذ خمس سنوات ثم توسعت عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وبعدها تطورت إلى تنظيم الرحلات إضافة إلى تخطيط رحلات السفر للناس حيث تطورت من هواية حب السفر فقط إلى حب المغامرة والاستكشاف والتعرف على الثقافات الأخرى واكتساب الخبرة.

وأشارت إلى أنها تتولى تنظيم رحلات للشباب مرتين في السنة وأنها تفضل أن تكون الأماكن والدول جديدة دائما لاكتساب خبرات جديدة.

من ناحيته قال سليمان الروضان إنه قام بالعديد من المغامرات منها رحلة إلى جزيرة مدغشقر وضمت عددا من المغامرين الشباب إلى جانب رحلته إلى السنغال التي تركت انطباعا كبيرا لديه لاسيما لناحية ما اكتشفه من طريقة حياة الناس في هذه البلد الإفريقي وتحديدا مدينة سانت لويس.

وأضاف الروضان أن من مغامراته أيضا رحلة إلى البرتغال مشيرا إلى أن بدايات حبه للمغامرة كانت برحلة إلى آيسلندا إذ نظم رحلات جماعية إليها عام 2014 لتنطلق معها حملته لتنظيم رحلات ومغامرات جماعية تشارك فيها فئات متعددة من الشباب بدوافع مختلفة وأهداف متنوعة.

وأوضح ان ما شجعه على المغامرة هو حب الفضول واكتشاف المجهول لاسيما ان كل بلد لديه ثقافة مختلفة وعادات غريبة تحتاج إلى ملاحظتها واكتشافها وآليات تعامل الناس مع هذه العادات والتقاليد ليتحول هذا الأمر لاحقا إلى حب دائم في الاكتشاف والبحث والملاحظة من خلال اختيار وجهات ودول جديدة.

وأشار الى وجود خطط مستقبلية بما فيها رحلة لعبور الهند عبر القطار من شمال شبه الجزيرة الهندية إلى جنوبها إلى جانب خطط مستقبلية للتوجه الى القطب الشمالي.

   وعن المواقف الطريفة أثناء مغامراته قال الروضان إن غرف أحد الفنادق بالسويد كانت موزعة داخل الغابة ولا تتم مرافقة النزيل من قبل أي شخص فقط بعض الارشادات وكان أهمها أنه "في حال واجهت الدب البني فإياك والهرب فهو غير مؤذ لكن إذا واجهت غزال الموظ فعليك الهرب والعودة بسرعة".

وعن دور وزارة الدولة لشؤون الشباب ازاء هذه التجارب للمغامرين الكويتيين أكد المتحدث الرسمي باسم الوزارة ناصر العرفج ل(كونا) حرصها على البحث عن الشباب المتميز في شتى المجالات لاسيما الرياضية وتبني تلك الطاقات الشبابية وإبرازها.

وأضاف العرفج أن ذلك يأتي من خلال العديد من مشاريع الوزارة مثل مشروع تكريم الإنجازات الشبابية (منجز) الذي يسلط الضوء على الشباب المنجزين والمبدعين سنويا علاوة على مشروع (فخر الكويت) الذي يسلط الضوء على الشباب المنجزين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأبدى استعداد الوزارة الدائم لاستقبال مبادرات الشباب الرياضي لافتا الى مشروع (مباراتنا) واستفاد منه حوالي مليون شخص بهدف تشجيع الشباب الرياضيين على ممارسة رياضة كرة القدم بالتعاون مع وزارة التربية واتحاد الجمعيات التعاونية من خلال توفير ملاعب لشغل أوقات الشباب.

وقال ان الوزارة مستعدة لاستقبال مبادرات الشباب الكويتيين الرياضية من منطلق ايمانها بالمسؤولية الشبابية المشتركة بين القطاعين العام والخاص والشباب أنفسهم من خلال الركيزة التي ارتكزت عليها الوزارة منذ تأسيسها وهي (الوثيقة الوطنية) إذ تتضمن العديد من الوصايا في كل المجالات لخدمة الشباب والتي تم إنجاز العديد منها في الآونة الأخيرة.

back to top