ترامب يمنح «النووي الإيراني» 120 يوماً كفرصة أخيرة

طهران: سنرد على معاقبة لاريجاني... ولن نتراجع عن برنامجنا الصاروخي

نشر في 14-01-2018
آخر تحديث 14-01-2018 | 00:05
منظومة (اس- 300) في منشأة فوردو النووية
منظومة (اس- 300) في منشأة فوردو النووية
منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتفاق النووي الإيراني "مهلة أخيرة"، لكنه طالب حلفاءه الأوروبيين والكونغرس بالعمل معه من أجل إصلاح "عيوب مروعة" في الاتفاق، وإلا فإن بلاده ستنسحب منه.

ويريد ترامب تشديد الاتفاق النووي بإبرام اتفاق ملحق خلال 120 يوما وإلا فستنسحب الولايات المتحدة بشكل فردي من الاتفاق الدولي، محذرا: "لا يجب أن يشكك أحد في كلامي".

وقال، في بيان، "إنها المرة الأخيرة" التي يتم فيها تمديد تعليق العقوبات، مطالبا "باتفاق" مكمّل مع الاوروبيين من اجل "التصدي للعيوب المروعة" في نص الاتفاق النووي الذي تدافع عنه بقية الدول الموقعة عليه لاعتبارها انه سيمنع ايران من الحصول على سلاح نووي.

وحذر من أنه "في غياب اتفاق (مكمّل) كهذا" مع الاوروبيين فإنّ الولايات المتحدة ستعيد فرض العقوبات المرتبطة ببرنامج ايران النووي، الامر الذي يعني نهاية الاتفاق النووي الذي تم توقيعه قبل عامين ونصف العام في فيينا.

وتابع: "وإذا شعرت في اي وقت بأن اتفاقا (نوويا) كهذا ليس في مصلحتنا، فسأنسحب فورا" منه.

وقال ترامب إن "النظام الايراني أول دولة داعمة للإرهاب في العالم"، متهماً إياه بأنه "مول وسلح ودرب أكثر من مئة ألف مقاتل بغية تدمير الشرق الأوسط".

وستشكل مهلة الـ120 يوما، ضغطا على الأوروبيين، الداعمين الرئيسيين وأطراف الاتفاق الدولي الموقع في 2015، لإرضاء ترامب الذي وصف الاتفاق بأنه "الأسوأ على الإطلاق".

وحدد الرئيس الأميركي عددا من الشروط لإصلاح الاتفاق لتبقى الولايات المتحدة فيه، قائلا إن على إيران السماح "بالتفتيش الفوري لكل مواقعها التي طلبها المفتشون الدوليون". وأضاف أن "البنود التي تمنع إيران من امتلاك سلاح نووي يجب أن تكون دائمة"، لافتاً إلى أن على القانون الأميركي أن يربط بين برنامجي الأسلحة النووية والصواريخ بعيدة المدى ليجعل إجراء طهران لاختبارات صواريخ سببا في فرض "عقوبات صارمة".

وأعلن مسؤولون رفيعو المستوى في الإدارة الأميركية، أن ترامب سيعمل الآن مع شركاء أوروبيين للتوصل لاتفاق ملحق يتضمن حدودا واضحة لا يمكن للنظام الإيراني تخطيها تتعلق بالصواريخ البالستية.

وأكد أحد المسؤولين أن ترامب سيكون منفتحا على فكرة البقاء في اتفاق معدل إذا ما أصبحت التعديلات دائمة.

وأعلن الاتحاد الأوروبي، في بيان، أنه أحيط علما بقرار ترامب وسيقيم آثاره.

وفي تأكيد على الصعوبة التي يواجهها الأوروبيون حاليا، قال دبلوماسي أوروبي، طلب عدم نشر اسمه، إن "إنقاذ الاتفاق سيكون مسألة معقدة بعد هذا".

والخميس، دعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا ترامب إلى الالتزام بالاتفاق.

وفي طهران، كتب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، في "تويتر"، إن "سياسة ترامب وإعلان اليوم (أمس الأول)، يشكلان محاولات يائسة لتقويض اتفاق متين متعدد الطرف"، مؤكدا أنه "لا يمكن إعادة التفاوض على الاتفاق، وبدلا من تكرار الخطاب المتعب، يجب على الولايات المتحدة أن تحترم نفسها تماما مثل إيران".

واتهم ظريف واشنطن بأنها "تنتهك بخبث" ثلاث فقرات من الاتفاق، بما فيها الفقرة 26 التي تدعو الولايات المتحدة للتصرف "بحسن نية لدعم الاتفاق" النووي والسماح لإيران بالاستفادة من رفع العقوبات عنها.

من ناحيتها، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان، أن "الاتفاق النووي اتفاق مبرم معترف به دوليا، وغير قابل لإعادة التفاوض"، مضيفة أن طهران لن تقبل بتغييرات ولا التزامات جديدة.

وتزامن قرار ترامب مع قرار لوزارة الخزانة الأميركية لفرض عقوبات مستهدفة جديدة على 14 كيانا وفردا إيرانيا، بينهم رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني، وهو حليف وثيق للزعيم الأعلى علي خامنئي، بسبب "انتهاك حقوق الإنسان"، أو لأنهم على صلة بالبرنامج البالستي لطهران.

وأوضح مسؤول في إدارة ترامب أن "وجود لاريجاني على قائمة العقوبات سيكون له تداعيات سياسية خطيرة، لأن الغاية من ذلك ضرب رأس النظام".

واعتبرت وزارة الخزانة أن لاريجاني مسؤول عن تنفيذ أحكام "تتنافى والموجبات الدولية لإيران، بما فيها إعدام أشخاص كانوا قاصرين حين ارتكبوا جرائمهم" أو "تعذيب" سجناء في إيران.

وشملت العقوبات أيضا السجن المعروف باسم "رجائي شهر"، حيث "يعتقل عدد كبير من الإيرانيين تظاهروا أخيرا ضد حكومتهم" ضمن موجة تظاهرات خلفت 21 قتيلا، إضافة إلى صناعات دفاع إيرانية، والمجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني، ومنظمة للدفاع الالكتروني تابعة للحرس الثوري.

ورداً على هذه العقوبات، اعتبرت الخارجية الإيرانية أن "عمل نظام ترامب العدائي (ضد لاريجاني)... تجاوز جميع الخطوط الحمر للسلوك في المجتمع الدولي ويمثل انتهاكا للقانون الدولي، وسترد عليه بالتأكيد الجمهورية الإسلامية بجدية".

من ناحيته، أعلن رئیس لجنة الأمن القومي والسیاسة الخارجیة في البرلمان الإيراني، علاء الدین بروجردي أن طهران تتخذ قراراتها علی أساس مصالحها الوطنية، ولن تتخلی عن سیاساتها المتعلقة بالقدرات الصاروخية ولو قید أنملة، في اشارة الى برنامجها البالستي.

وفي موسكو، أعلن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف أن بلاده تعتبر تصريحات ترامب عن الاتفاق النووي مع إيران "سلبية جدا".

back to top