بين ناقة وكتاب

نشر في 13-01-2018
آخر تحديث 13-01-2018 | 00:09
لا نعفي الحكومة من محاسبة الفساد وأهله، فالأغذية الفاسدة والكتب التجارية من اختصاص البلدية والتجارة والصحة والإعلام، وعلى كل وزارة أن تقوم بواجبها تجاه هذا الفساد، وتطبيق القانون على كل فاسد كائنا من كان.
 يوسف سليمان شعيب أمستغرب عزيزنا القارئ من العنوان، أم أنك مندهش وتتساءل ما العلاقة بين هذا وذاك؟ أم أن الفضول قد دفعك لمعرفة ما يحتويه هذا المقال تحت هذا العنوان؟

عموما أياًّ كانت حالتك مع هذا العنوان، فنحن نعتقد أن ما ستقرؤه في السطور القادمة سيكون فاجعة مؤلمة لك ولكل من ترد له المعلومة، وقد تصل بك الحال إلى اتهامنا بالكذب والزيف، ونحن لا نلومك على ذلك، ولكن اقرأ السطور القادمة وبعدها احكم بما شئت.

المشهد الأول: قبل أيام وصلني فيديو تشمئز منه النفس، حيث كان فيه تصوير عملية ذبح وسلخ لناقة في أحد المسالخ الخاصة في دولة الكويت، ومن قام بالتصوير استطاع أن يصور قبل أن يتم سلخ الوبر بالكامل عن جسد الناقة، والذي كان واضحا وضوح الشمس إصابتها بمرض "الجرب"، والعاملون في المسلخ كانوا من الجالية العربية، وكانوا يحاولون الهروب من التصوير، ووصل الأمر لدى أحدهم محاولة ضرب المصور حتى لا يظهر في التصوير، ويثبت في حقه المشاركة في بيع لحم فاسد ولا يصلح للأكل الآدمي.

المشهد الثاني: اقتباسات متعددة ومتنوعة ومن أماكن متفرقة مع التصرف، تجمع وترص وتصف على شكل كتب، ويوضع عليها عناوين متداولة أو شبيهة بها، وأسماء أشخاص كمؤلفين لها، وربما تكون أسماء وهمية لا وجود لها، وتباع في المكتبات تحت رف الأكثر مبيعا، أو الأكثر طباعة، ويطلق عليها بين أوساط القُرَّاء "الكتب التجارية"، ومنها ما يتم عرضه في معارض الكتاب المختلفة.

بين المشهد الأول (الناقة) والمشهد الثاني (الكتاب) قد تختلف الحيثيات، ولكن كلا المشهدين يتفقان على فظاعة الأمر، ويشتركان في لب الفظاعة وهو الفساد وغياب الرقابة والتجرؤ على القانون وضياع الأمانة، والتطاول على آدمية الإنسان من الناحية الغذائية والصحية ومن الناحية الذهنية والثقافية والمعرفية.

وهنا نوجه رسالة إلى الحكومة مفادها: أين أنتم من هؤلاء وغيرهم، هل أصبحت حماية المستهلك مجرد اسم؟ وأين رقابة "الإعلام" عن تلك المطبوعات؟ صحيح أننا مجرد أفراد لا حول لنا ولا قوة، لكن هناك الجبار المنتقم، سينتقم من كل فاسد يتكسب على حساب ضرر الناس، وهناك أياد وأصوات تتوجه للعزيز الجبار بالدعاء ومحاسبة كل من ضر ويضر وسيضر هذا الشعب في أي مجال.

ولا نعفي الحكومة من محاسبة هذا الفساد وأهله، فالأغذية الفاسدة والكتب التجارية من اختصاص البلدية والتجارة والصحة والإعلام، وعلى كل وزارة أن تقوم بواجبها تجاه هذا الفساد، وتطبيق القانون على كل فاسد كائنا من كان، ولا تنسوا قول الله جلّ في علاه: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ". (المائدة)

ولتعلم الحكومة أن الساكت عن الحق شيطان أخرس كما قال علماء وسلف الأمة.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top