أكثر من نصف قرن

نشر في 02-01-2018
آخر تحديث 02-01-2018 | 00:14
 يوسف عبدالله العنيزي أرجو ألا يكون هذا المقال قد تأخر كثيراً عن وقته، وذلك ناتج عن تزاحم الأفكار وتدافع المواضيع إلى الذهن والقلم، لكن كما يقال "أن تأتي متأخراً خيرٌ من ألا تأتي أبداً"، والواقع أن ذلك الإعلان الذي نشرته جامعة الكويت للاحتفال بمرور (51) عاما على افتتاحها، حيث تم افتتاح جامعة الكويت في شهر أكتوبر من عام 1966، أثار هذا الاحتفال الكثير من الشجون وأعاد ذكريات تلك الفترة من العمر التي قضيناها مع إخوة أعزاء على مدرجات المحاضرات في كلية التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية بمنطقة العديلية بمبانيها المتواضعة وملاعبها الخضراء الرائعة.

ويمكنني وصفها الآن وكأنني أراها أمامي، والأهم تلك النخبة من كبار الأساتذة، نذكر منهم للذكر لا الحصر د.عزيز شكري، د. يحيى الجمل، د. محمد ربيع، د. حازم ببلاوى، د. أحمد بو إسماعيل، د. حسن الإبراهيم، د.يحيى الملا، د. عبدالله النفيسي، د. بطرس غالي، وغيرهم من أساتذة كرام نعتز بهم وندعو الله أن يجزيهم عنا خير الجزاء، فقد أدوا الأمانة بكل إخلاص وتفان، ومن خلال علمهم الغزير تخرج نخبة من شباب الكويت ممن حمل راية القيادة في البلاد منهم على سبيل الذكر: الأخ العزيز بدر الحميضي، وسعادة السفير سليمان إبراهيم المرجان، ومعالي الشيخ علي الجراح الصباح والإعلامي اللامع يوسف الجاسم ،والأخ العزيز مبارك العتيبي، ونعتذر ممن غاب عن البال نظرا لبعد المسافة والزمن.

بعد التخرج في عام 1972 وفي الشهر السابع تقدمت للعمل في وزارة الخارجية مع مجموعة من الشباب الحديثي التخرج من جامعات مختلفة من أميركا وبريطانيا وفرنسا وغيرها، كانت لجنة الاختيار برئاسة الأستاذ راشد عبدالعزيز الراشد، وعضوية كل من سعادة السفير الأديب عبدالله زكريا الأنصاري، وسعادة السفير عبدالمحسن الدويسان، رحمهم الله، وسعادة السفير عبدالرزاق البعيجان، وسعادة الدكتور طارق الرزوقي، في أثناء مقابلتي للجنة وجه الأستاذ راشد الراشد حديثه لي بأن العمل في الخارجية يشبه العمل بالجيش يجب تنفيذ الأوامر مهما كان مكان العمل وفي أي سفارة حول العالم، وقد أجبت معاليه بأني قبل أن آتي للتشرف بمقابلة هذه اللجنة الكريمة جهزت حقيبة السفر والجواز.

بعد قبول الأغلبية من الشباب المتقدمين للاختبار تم توزيعنا على إدارات وزارة الخارجية، وقد سعدت بالعمل في إدارة الصحافة والثقافة التي كان يديرها الأستاذ عبدالله زكريا الأنصاري، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وكان خير أستاذ، فقد تعلمت منه الشيء الكثير.

كانت وزارة الخارجية في ذلك الوقت تضم مجموعة من أساتذة كرام من الدول العربية الشقيقة، كان لهم دور بارز في خدمة الكويت، نذكر منهم الأستاذ الفاضل عبدالغفار حلمي، وداود الحسيني، وإسحق بحطيشي، ومحمد الوظايفي، وأحمد معروف، ندعو الله أن يمنّ على الأحياء منهم بالصحة والعافية، وبالرحمة والمغفرة لمن انتقل إلى جوار ربه. والواقع أني حاولت جاهدا ذكر عدد من الشخصيات ممن كان لهم أدوار بارزة في خدمة الكويت في بداية نهضتها سواء من رجال الكويت أو من الإخوة من رجالات الدول العربية، فكل الشكر والتقدير والعرفان للجميع.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top