اتفاق الأسرة استقرار للوطن

نشر في 02-01-2018
آخر تحديث 02-01-2018 | 00:15
 ‏‫وليد عبدالله الغانم جاء التشكيل الحكومي الأخير في ديسمبر 2017 بمفاجأة غير متوقعة في الأوساط السياسية والاجتماعية بانضمام الشيخ ناصر صباح الأحمد لمجلس الوزراء بمنصب نائب أول ووزير للدفاع، تبعتها مفاجأة أخف وطأة وهي عدم ضم الشيخين محمد الخالد ومحمد العبدالله للتشكيل نفسه، ليتجدد الحديث مرة أخرى عن تنافس أبناء الأسرة ومستقبل توزيع المواقع الكبرى بين أفرادها، خصوصا منصبي رئيس مجلس الوزراء والمنصب الأهم ولاية العهد.

وهذا طبيعي فقد استحوذ صراع أبناء الأسرة الحاكمة في الكويت في العقد الأخير على الأحداث المحلية، وتكاد ألا تقع حادثة سياسية أو اجتماعية عميقة إلا نسبت إلى هذا الصراع، أو اعتبرت من تبعاته، وأحياناً من أدواته الصريحة في مشهد مرهق للغاية للوطن والمواطن.

الصراعات على السلطة غريزة إنسانية وعلى مدى عصور مختلفة في تاريخ البشرية باختلاف أجناسها وعقائدها وحضاراتها، تكرر ذلك الصراع في قصص مشهورة مدونة بكل تفاصيلها، وحتى في إقليمنا الخليجي فإن كل الدول المجاورة بلا استثناء شهدت- وما زالت- منافسات داخلية حادة على السلطة بين أبناء الأسر الحاكمة خلال القرنين الماضيين، والكويت ليست استثناء من ذلك.

بالنسبة إلينا في الكويت فإن هذا الصراع سيكون محموداً لو كان عنوانه المنافسة الشريفة لخدمة الوطن والمواطن وفقاً للدستور، وتحت سيطرة الأسرة نفسها وإبرازاً للكفاءات منهم، كما أنه من الواجب على أفراد الوطن عدم المشاركة في هذا الصراع، والتزام الحياد حماية لوحدة الأسرة والمجتمع وعدم تغليب طرف على طرف كما فعل الكويتيون دوماً بحمايتهم للأسرة الحاكمة؛ لتتمكن الأسرة بنفسها من حسم اختياراتها بالطريقة التي نجحت فيها بالتوافق الداخلي حتى يومنا هذا، ولا بد من مواجهة حقيقة هذا الصراع ووضع الحلول الدستورية والقانونية الناجعة للسيطرة عليه واحتوائه وفصل التشابك الحاد بين الطموحات الشخصية وبين استقرار البلد ونمائه وحقوق أبنائه.

من وجهة نظري فإن صراع أبناء الأسرة حتمي وموقفنا منه حيادي، وبقاء الوطن وصلاحه غاية الجميع، فولاؤنا للكويت وللأسرة الحاكمة أمر لا يقبل المساومة، ولا يعاد فيه النظر مرتين، فما الكويت سوى الأرض الغالية والشعب الوفي والأسرة الحاكمة.

حفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه والله الموفق.

• هذا المقال مختصر من دراسة أوسع مزودة بالشواهد التاريخية المفصلة والأحداث المحلية الموثقة، كتبتها في مدونتي يمكن الاطلاع عليها لمن يرغب وعنوانها waleedalghanim.com

back to top