للوصول إلى السعادة... أحبّ نفسك أولاً!

نشر في 19-12-2017
آخر تحديث 19-12-2017 | 00:00
No Image Caption
يجب أن تقتنع بأن التواصل الصادق مع الذات يشكّل بوابة نحو الحرية والسعادة. ترتكز هذه المقاربة على خطوات بسيطة وعملية...

غيّر قصتك انطلاقاً من الحب

عقلنا مصمّم كي يعطي الأوامر ويستعمل خطاباً متماسكاً استناداً إلى القصص التي نعيشها. تعكس تلك القصص حقيقتنا واهتماماتنا وقدراتنا ومحور حياتنا. لكن ليست هذه العملية مفيدة دوماً إذا كنا نحتفظ بتجارب الطفولة في داخلنا ونعتبرها قصة حياتنا الدائمة. حين ندرك أننا بنينا أفكارنا ومخاوفنا على تجارب معزولة وعابرة، سنفهم أن قصتنا ليست حقيقية بقدر ما نظن. ما لم نشكك في فرضياتنا الأساسية ونعطيها طابعاً مرناً، يسهل أن نكرر الأنماط نفسها من باب العادة ونرسّخ القصص التي تحدّ قدرتنا على العيش وتطوير حب الذات بقلب مفتوح.

كي تحب نفسك بصدق، يجب أن تحترم قصصك لكن من دون أن تسمح لها بأن تسيطر عليك وتخنقك. لن يكون التمسك بقصة محدودة شكلاً من الحب الحقيقي. بل يجب أن تتحدى الفكرة القائلة إننا نحتاج إلى التميّز كي نستحق الحب. حين نستنزف نفسنا كي نحسّن وضعنا، ستضعف قدرتنا على الحب. ربما لا تحتاج إلى سدّ النقص في داخلك، بل يكفي أحياناً أن تغيّر علاقتك بنفسك وتتأكد من أنك تتمتع بروح سخية وقلب متوازن.

أنشئ علاقة جديدة مع أفكارك

يريد معظم الأشخاص الذين ينجذبون إلى تقنيات التأمل أن يرتاحوا من دوامة الأفكار والمشاعر المتدفقة. عملياً، لا يستأصل التأمل الاضطرابات العقلية والعاطفية بل إنه يوسّع المساحات الداخلية ويطوّر أسلوب اللطف الذي يسمح لنا باختبار تجاربنا بحميمية كي نتمكن من تغيير طريقة تعاملنا مع فيض الأفكار والعواطف. تكمن الحرية الحقيقية في تلك العلاقة المختلفة مع الذات.

يمكنك أن تخفف حدة العواطف السلبية والارتباك والمعاناة عبر الخطوات التالية:

• يستحيل أن تتعامل مع أي عواطف وتواجه المواقف الصعبة بكل قوة ما لم تعترف بما تعيشه. لذا ابدأ إذاً بتدوين كل ما تشعر به.

• تقبّل عواطفك واسمح لها بالتطور من دون أن تشعر بالذنب أو الانزعاج. اعتبِر كل فكرة أو عاطفة بمثابة زائر يقرع على بابك، ما يعني أنها مؤقتة ولن تسكن فيك إلى ما لا نهاية. يمكنك أن ترحّب بها وتتقبلها ثم تتركها ترحل.

• استكشف عواطفك بطريقة منفتحة ومثيرة للاهتمام. راقب مظاهر كل شعور في جسمك وحلل مضمون ذلك الشعور وتفاصيله. يبقى بعض العواطف القوية متفرعاً ومتنوعاً. يشمل الغضب مثلاً لحظات من الحزن والعجز والخوف. حين تقترب منه، ستخفّ العاطفة المزعجة وسيتراجع تركيزك على جانبها السلبي وستعمل على توسيع آفاق تفكيرك تدريجاً.

• في المرحلة الأخيرة، يتعلق الهدف الأساسي بعدم السماح لشعور معين بأن يحدد هويتك وشخصيتك. لا يعني شعورك بالغضب أنك شخص غاضب بطبيعتك. حاول أن تحلل غضبك من دون أن تطلق الأحكام على نفسك كي تدرك أنه شكل من المعاناة. تسمح هذه المقاربة بإقامة علاقة ذاتية مبنية على التعاطف: إنها الركيزة الحقيقية للعلاقات البناءة مع الآخرين. لا يمكن أن تحدد طبيعة المشاعر والأفكار التي تراودك. حين تدرك أنك لا تستطيع السيطرة على تجاربك لكنك قادر على تغيير علاقتك بها، سيتغير وضعك بالكامل.

تصادق مع صوتك النقدي

تشكّل الأصوات الداخلية التي تستخف بقدراتك عائقاً حقيقياً أمام حب الذات. يسهل أن تقع ضحية تلك الأصوات حين تشعر بالوحدة أو الاضطراب الداخلي. حتى أن ذلك الصوت النقدي قد يحبسك في أفكار خانقة ومسيئة.

إذا بدأتَ تركز على الأحداث التي تندم عليها والأخطاء التي ارتكبتها، حاول أن تغيّر وجهة انتباهك وتذكّر طيبتك الكامنة. لا يعني ذلك أن تنكر أخطاءك لكنك ستزيد ألمك حين تمعن في تحليلها واختلاق القصص المرتبطة بها. حاول أن تركز على جانب إيجابي من شخصيتك. اجلس في مكان مريح وأغمض عينيك ثم فكّر بعمل إيجابي قمتَ به أخيراً. إذا بقيتَ عالقاً في دوامة النقد الذاتي، ركّز على رغبتك في بلوغ السعادة. ستجد في هذه الفكرة الراحة التي تبحث عنها!

حاول أن تحلل غضبك من دون أن تطلق الأحكام على نفسك
back to top