كيف تعزِّز خلايا المناعة نمو الأورام؟

نشر في 04-12-2017
آخر تحديث 04-12-2017 | 00:00
No Image Caption
توصل باحثون في جامعة آن أربور بميشيغان على الأرجح إلى الأسباب التي تجعل جهاز مناعة الجسم يساعد السرطان على الانتشار في حالة سرطان البروستات النقيلي. وقد يقود هذا الاكتشاف إلى علاجات وأهداف علاجية جديدة.
تفحّصت الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة Clinical Investigation ، دور جهاز المناعة في نقيلة خلايا سرطان البروستات.

كما يوضح الباحثون، ينتشر غالباً سرطان البروستات في مراحله الأخيرة في العظم، ولا يعود بالإمكان عندئذٍ وقفه.

تشير الأرقام إلى أن %65 إلى %80 من حالات نقيلة سرطان البروستات تحدث في العظم. ويصبح هذا المرض غير قابل للشفاء حين يبلغ هذه المرحلة لأن البيئة تدعم نمو الورم السريع.

تُعتبر الأسباب وراء حدوث ذلك بالغة الأهمية بغية تفادي النقيلة ومنع السرطان من التقدم. يركّز البحث الجديد على دور جهاز المناعة في هذه العملية ويسلّط الضوء على ما يُعرف بمعضلة نمو الورم.

أشرف على إعداد تقرير الدراسة هيرنان روكا، عالم بحوث مساعد في كلية طب الأسنان في جامعة ميشيغان. يوضح معضلة نمو الورم هذه، قائلاً: «في حالة السرطان، يترافق نمو الخلايا غير المضبوط مع معدل عالٍ أو كبير من موت خلايا السرطان».

تنجم عملية الموت هذه عن رد فعل الجسم أو العلاج المضاد للسرطان. وفي الحالتين، من الضروري التخلص من خلايا السرطان الميتة. لكن المعضلة تنشأ لأن زيادة موت الخلايا ترتبط بتسارع نمو الأورام. يذكر روكا: «يكمن التحدي في المستقبل في فهم كيفية علاج هؤلاء المرضى بغية تفادي ردود الفعل التي تعزز الالتهاب وتروّج لنمو الورم من دون المساس بوظيفة التخلص من الخلايا الأساسية».

هدف علاجي محتمل جديد

تفحّص روكا وزملاؤه عملية مناعية طبيعية تُدعى {دفن الخلايا الميتة}. خلالها، تحاول الخلايا المناعية تنظيف الجسم من الخلايا الميتة.

تُدعى الخلايا المناعية {المنظفة} هذه البلاعم. وفي حالة مرضى السرطان، تتولى البلاعم مهمة التخلص من خلايا السرطان الميتة.

تكشف الدراسة الجديدة أن بروتيناً التهابياً يُدعى CXCL5 يُطلق عندما تؤدي البلاعم مهمتها هذه. ونجح الباحثون في تحديد مسار الإشارات الذي تعتمد عليه هذه العملية. ولاحظوا ان إطلاق CXCL5 يقود إلى نمو الورم.

صمم روكا وزملاؤه نموذجاً من سرطان البروستات مناسباً للفئران وحفّزوا موت خلايا السرطان في أورام العظم، فاكتشفوا أن هذا ارتبط بارتفاع معدل بروتين CXCL5 وبتسارع نمو أورام السرطان.

ولكن عندما عرقلوا عمل بروتين CXCL5، توقفت الأورام عن النمو. أراد الباحثون بعد ذلك معرفة ما إذا كان باستطاعتهم تكرار هذه الاكتشافات في حالة البشر، فلاحظوا أن معدلات بروتين CXCL5 في الدم كانت أعلى بين المرضى الذين يعانون سرطان بروستات نقيلي، مقارنةً بمرضى سرطان البروستات الذين لم يبلغ مرضهم هذه المرحلة.

ولما كان العظم بيئة غنية بالبلاعم، فتسهم هذه الدراسة في تسليط الضوء على الأسباب التي تجعل وقف النقيلة هدفاً شبه مستحيل بعد بلوغها العظم.

back to top