نصائح بسيطة لتحقّق السعادة

نشر في 27-11-2017
آخر تحديث 27-11-2017 | 00:00
No Image Caption
بعد خوض تجارب عدة، تدرك أنّ المتع سريعة الزوال تتناوب مع الانزعاجات، وأنّ الأفراح الجوهريّة تتناوب أيضاً مع الأحزان. لكنّ آراء كثيرة تتحدّث عن القدرة على عيش حالة من السعادة العميقة والمستدامة. كيف نصل إليها؟
رغم إنجازاتنا الكثيرة فإننا نبقى مجرد أطفال. وإذا خدعنا نفسنا ظانّين أنّنا راشدون، فإننا بذلك نغلق أبواب التغيير.

دعونا نتحلّى كلّنا بالشجاعة للاعتراف بأنّنا لسنا كاملين، ولنتمتّع بالتواضع! ستعود الحياة إلى تطوّرها الطبيعي، وإلى إبداعها، ونحن في المقابل سننطلق في البحث عميقاً عن الحياة في داخلنا ومن حولنا. إذا شعرت بأنّك عالق في روتين لا جدوى منه، فكّر بأنّك في الواقع طفل عليه التعلّم والاستكشاف. نمّ البراءة لديك والتواضع وستعود حياتك إلى التقدّم.

يبحث البعض عن الارتقاء، ويظنّ أنّه قادر على الوصول إلى هدفه بلمح البصر. ولكن الحقيقة، أن السعادة المثاليّة تنتظرنا في داخلنا، فحالة السعادة الداخليّة المستقرّة والمقاومة على مرّ الزمان تحتاج إلى أن تكون جوانب حياتنا الداخليّة معروفة ومتّسقة، على الأقلّ إلى حدّ ما. وإلّا، أعادنا تدفّق الحياة بسرعة إلى بحر تقلّباته.

هل سعادتنا تمرّ بالآخرين؟

يشعر البعض بضرورة التركيز على الآخرين، ويظنّ أنّه يحصل على السعادة من خلال إسعادهم فحسب، وأنّ الاهتمام بالذات أمر ثانوي واختياري. ولكنّ العمل من أجل الآخر يتعزّز عندما يرافقه التعرّف إلى الذات، فبذلك نصبح قادرين على خدمته وفق احتياجاته وليس بحسب توقّعاتنا. في البحث عن معرفة أنفسنا بشكل أفضل، نتجنّب أيضاً أن يصير العمل من أجل الآخر فرصة للهروب من ذاتنا، الأمر الذي سيؤدّي إلى مشكلة، عاجلاً أم آجلاً.

إسعاد الآخرين يؤدي إلى حياة سعيدة، من ثم تسعد ذاتك. لا يهمّ من أيّ محور فلسفي تنظر إلى الموضوع، كل ما عليك فعله توظيف قليل من الذكاء في هذه المهمّة، لتعرف ما الذي يسعد هذا الشخص أو ذاك في محيطك. فالهدف ليس مجرّد العطاء، بل أن يتلقّى الشخص أمراً منك، وعليك إذاً الدخول إلى عالمه.

لا تسمح للعالم بالسيطرة عليك

تجعلك ثقافات معيّنة في العالم تعتقد أنّك لا تحصل على السعادة إلّا إذا كنت تملك المال والجاه والشهرة والسلطة... لذا عليك أن تبحر في هذا العالم بمهارة: لا تنظر إليه كأنّه «سيئ» أو يسكنه «الشرّ»، بل كأنّه عالم طفولي وغير ناضج. عندما تشعر بالمتعة تسعد فوراً، وبطريقة مبسّطة، تديرك هذه الثقافات لترغّبك بالحصول على أكبر كمّ ممكن من المتعة. ولكن إذا استجبت لها، تمضي حياتك تطارد المتع العابرة ويغمرك الحزن عندما تتعرّض لانكسارات أو تزول الأفراح المؤقّتة. حتى أن كيانك سيرفض الاستمرار في العيش بهذه الطريقة لأنّه يشعر بوجود سعادة أخرى محتملة.

لا تتشتّت في هذا العالم الحديث الذي يعمل بطريقة غير ناضجة. كذلك لا داعي للانسحاب من عالم تنظر إليه بتعالٍ. يكفي ببساطة أن تعيش في يقظة وتنخرط في العالم من وقت إلى آخر من دون أن تغرق فيه. إذاً اسهر على حسن سير علاقاتك ونشاطاتك وعملك وهواياتك وإجازاتك... وحاول دائماً تذكير نفسك بأنّك تشقّ طريقك نحو السعادة الحقيقيّة، وأنّ التأثيرات الخارجية ستؤدّي دوراً إيجابيّاً إلى حدّ ما في المسار الذي اخترته.

back to top