تضامن السودان مع إثيوبيا في «سد النهضة» يغضب مصر

• فليفل: الخرطوم وأديس أبابا تضغطان في ملف حلايب
• توقيف تاجر ومهندس تواصلا مع «داعش»

نشر في 14-11-2017
آخر تحديث 14-11-2017 | 21:30
يوسف بن علوي مستقبلاً شكري في مسقط  اليوم (أ ف ب)
يوسف بن علوي مستقبلاً شكري في مسقط اليوم (أ ف ب)
عبر البرلمان المصري عن غضبه من مواقف السودان «المتضامنة مع إثيوبيا»، خلال مباحثات «سد النهضة»، فيما أطلع وزير الخارجية سامح شكري قادة الخليج على مبادرة مصرية لتخفيف التوتر في المنطقة وحل الأزمة اللبنانية.
لاتزال تداعيات فشل المباحثات الثلاثية بين "مصر وإثيوبيا والسودان"، التي أجريت مطلع الأسبوع الجاري، بشأن مناقشة التقرير الاستهلالي الذي أعده المكتبان الاستشاريان بشأن مخاطر "سد النهضة" الإثيوبي على دولتي المصب مستمرة.

فقد اتهمت دوائر مصرية الخرطوم بالتواطؤ مع أديس أبابا، لتحقيق مكاسب سياسية يستغلها الرئيس عمر البشير في تسوية ملف مثلث "حلايب وشلاتين"، الحدودي الذي تزعم السودان أحقيتها فيه بينما ترفض مصر تلك المزاعم.

عضو لجنة الشؤون الإفريقية في مجلس النواب، السيد فليفل، قال "موقف الخرطوم الداعم لأديس أبابا، خلال المفاوضات واتفاقهما على تغيير مراجع الإسناد الخاصة بالدراسات المتعلقة بأضرار السد على حصة مصر من مياه النيل، تعود إلى رغبة السودان في ابتزاز مصر لتسوية ملف مثلث حلايب وشلاتين".

وأضاف فليفل: "الجانب السوداني يؤذي نفسه بتجاهل الأضرار التي ستعود عليه من بناء السد رغبة في تحقيق مكاسب سياسية تواري الأزمات الداخلية"، مؤكداً أن مصر متمسكة بحقوقها التاريخية في مياه النيل، وستسلك جميع الحلول السياسية للحفاظ على أمنها القومي.

بدوره، قال مدير وحدة السودان وحوض النيل في مركز "الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية"، هاني رسلان، إن موقف السودان في مفاوضات سد النهضة متوقع وليس جديداً، مشيراً إلى أن موقف السودان سلبي جداً ومبني على توجه سياسي للضغط على مصر، وتابع: "إثيوبيا تنتهج خط المراوغة والتسويف والإغراق في التفاصل والقضايا الإجرائية بهدف كسب الوقت لإتمام إنشاءات السد".

مبادرة مصرية

في غضون ذلك، علمت "الجريدة" من مصادر مطلعة، أن الوزير سامح شكري، حمل مبادرة مصرية، وقام بعرضها حالياً على دول الخليج العربي خلال زيارته الأخيرة، بغية تخفيف التوتر في المنطقة العربية، بعدما وجهت المملكة العربية السعودية اتهامات إلى "حزب الله" اللبناني، بتزويد المتمردين الحوثيين في اليمن بصاروخ بالستي أطلق من الأراضي اليمنية تجاه العاصمة السعودية الرياض منذ أيام، قبل أن تتمكن دفاعات المملكة الجوية من إسقاطه.

مصدر مصري رفيع تحدث مع "الجريدة" قائلاً: "المبادرة تضمنت تعهدات من حزب الله بعدم جر المنطقة إلى أي صراعات عسكرية جديدة، أو شن أي حملات إعلامية تستهدف الخليج والمملكة السعودية على وجه الخصوص، والتعهد بالحفاظ على أمن لبنان دولة موحدة وعدم اتخاذ أي إجراءات تكرس الطائفية أو الحزبية، فضلاً عن التعهد بأمن وسلامة رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري عقب عودته إلى لبنان، وتشكيل لجنة من شخصيات محايدة للتحقيق في أدلة التخطيط لاغتيال الحريري وتقديم المتورطين للمحاكمة، حال ثبوت التهم عليهم".

المصدر أشار إلى أن المبادرة اطلع عليها رئيس الدولة اللبنانية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، واللذان أعربا عن تأييدهما للتحرك المصري، لافتاً إلى أن مصر حصلت على ضمانات بحماية أمن المواطنين الخليجيين داخل لبنان، إلى جانب السماح للجامعة العربية بلعب دور في الأزمة.

وبينما استكمل الوزير شكري جولته الخليجية بزيارة سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، أمس، حيث التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فإنه نقل رسالة شفهية من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى العاهل السعودي الملك سلمان.

من جانبه، قال الناطق باسم الخارجية، السفير أحمد أبو زيد، إن الوزير شكري التقى ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، اليوم الأول، ونقل له رسالة شفهية من الرئيس بشأن آخر المستجدات على الساحة العربية، وضرورة التنسيق لمواجهة التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي.

أستاذ العلاقات الدولية في جامعة عين شمس، ناجي الغطريفي، قال لـ"الجريدة": "جولة شكري لايمكن اعتبارها وساطة بالمعنى الحرفي، لكن القاهرة تسعى إلى التهدئة لتجنيب المنطقة مزيداً من الصراعات"، موضحاً أن المرونة في العلاقات المصرية السعودية تسمح للرياض بتقبل دور للقاهرة إزاء أزمات المنطقة، حتى وإن كانت متباينة مع وجهات نظرها، مشيراً إلى أن مصر منذ فترة وهي تتحفظ على سياسات حزب الله في المنطقة وتراها تزعزع استقرار المنطقة.

الإعدام لـ15

في تطور قضائي جديد، قضت محكمة النقض العسكرية، اليوم الأول، بإعدام 15 متهماً تورطوا في الهجوم على كمين "الصفا" العسكري في العريش، الذي أسفر عن مقتل ضابط و8 مجندين عام 2013، وسرقة أسلحة الكمين، فيما وجهت النيابة للمتهمين، تهم الهجوم على ارتكاز يتبع الجيش، وإلقاء قنبلتين عليه، فضلاً عن تخطيطهم لتنفيذ عمليات ضد المنشآت العسكرية.

وكشفت التحقيقات، أن المتهمين ينضمون لتنظيم "كتائب الفرقان" الإرهابي، الذي يوالي تنظيم "القاعدة"، فيما علمت "الجريدة" أن الحكم نهائي وبات، لا يجوز الطعن عليه مجدداً، إذ تعد المحكمة العسكرية العليا أولى درجات التقاضي في المحاكم العسكرية، تليها محكمة النقض العسكرية.

في السياق، علمت "الجريدة" أن جهاز الأمن الوطني بالعاصمة المصرية، أوقف شخصين أحدهما تاجر والآخر مهندس في منطقة الزيتون، شرق القاهرة، بعدما ثبت تواصلهما مع عناصر داعشية في سورية وليبيا.

عسكرياً، أجرى رئيس الأركان محمد فريد حجازي مباحثات مع قائد القوات المسلحة الزامبية الفريق أول بول ميهوفا والوفد المرافق له، أمس، وقال الجيش: "المباحثات تناولت سبل تطوير علاقات التعاون العسكري بين البلدين، وكيفية نقل وتبادل الخبرات وتأهيل الكوادر البشرية".

بدوره، شهد رئيس الأركان، أمس، المرحلة الرئيسية للمشروع التدريبي الذي نفذته إحدى وحدات الجيش الثاني الميداني باستخدام مقلدات الرماية "المايلز"، وأكد حرص القيادة على الوصول بالوحدات والتشكيلات إلى أعلى مستويات الكفاءة والاستعداد القتالي. 

القضاء العسكري يقضي نهائياً بإعدام 15 إرهابياً
back to top