كيف تصبح حالماً واعياً؟

نشر في 09-11-2017
آخر تحديث 09-11-2017 | 00:00
No Image Caption
لطالما تناولت البحوث ظاهرة الحلم الصافي، وما إذا كانت تتحقّق وفق إرادة الفرد. أمّا الآن، فتحدّد دراسة حديثة ثلاث تقنيّات أساسيّة تساعدك في التحكّم بأحلامك.
هل سبق أن راودك كابوس، فاستيقظتَ مرتعباً لأنك تعتقد أن أشخاصاً ملثّمين يلاحقونك في أروقة مظلمة، علماً بأنك على العكس كنت نائماً بأمانٍ في سريرك؟

نمرّ كلنا بحالة مماثلة من وقت إلى آخر. ورغم أنّ الأحلام تظهر لنا عناصر ساذجة وسرياليّة وغريبة، فإنّنا في غالبيّة الحالات لا ندرك أنّنا فعلاً نحلم.

مع هذا، ربما نختبر أحياناً حلماً واضحاً، أي حلم ندرك فيه تماماً أنّ ما يحصل حلم فعلاً. نستطيع السيطرة على ممرّ الأحلام، كما في الفيلم الشهير Inception (استهلال)، وعلى ما يحدث خلال الحلم.

لكنّ معظمنا لا يعيش حلماً واعياً حسب إرادته. ونجد على الإنترنيت مواقع كثيرة تقدّم وصفات واعدة تزعم أنها تجعلنا حالمين واعين، لكنّ الباحثين لم يتأكّدوا بعد من كيفيّة تحقيق هذا الإنجاز.

مع هذا، خضع بعض التقنيّات للتجربة، وأجرى فريق من الباحثين بقيادة د. دينهولم أسبي من جامعة أديلايد في أستراليا، دراسة لاكتشاف المناهج الأكثر فاعلية لتحقيق حالة الحلم الواضح.

يُشار إلى أنّ النتائج التي توصّلوا إليها نُشرت في مجلّة Dreaming (حلم).

تقنيات مشتركة

شارك في الدراسة 169 شخصاً (94 امرأة و73 رجلاً وشخصان صُنّفا بـ«آخر») وتوزّعوا على ثلاث فرق، ثمّ تولّى كلّ فريق ممارسة مجموعة مختلفة من تقنيّات الحلم الصافي التوجيهيّة. إليكم التقنيّات الثلاث الأساسيّة التي استخدمها الباحثون:

اختبار الواقع: «ينصّ على اختبار محيط الفرد مرّات عدّة خلال اليوم، والتساؤل عمّا إذا كان واعياً أو يحلم». وتُعتبر التقنيّتان التاليتان موثوقتَين: إعادة قراءة نصّ مكتوب، بما أنّ النصّ يتغيّر باستمرارٍ في الحلم، و«اختبار الاستنشاق» الذي يتضمّن استنشاق الهواء والشفتان مغلقتان.

استيقاظ وعودة إلى النوم: تقنيّة مبنيّة على النوم مدّة خمس أو ستّ ساعات ثمّ الاستيقاظ من 10 دقائق إلى ساعة، ثمّ العودة إلى النوم. تفترض «إطلاق» الحالم مباشرةً إلى مرحلة حركة العين السريعة من النوم، التي تقدّم نفسها إجمالاً للحلم الواضح.

التحفيز الذاكري للأحلام الواضحة: تُجمع هذه التقنيّة بالسابقة غالباً. ولكن قبل النوم، على الحالم تكرار عبارةٍ مثل «في المرّة المقبلة التي أحلم فيها سأتذكّر أنّني أحلم». يهدف هذا إلى إنشاء النيّة التي تزيد احتمال وصول الشخص إلى الوضوح في حلمه.

طُلب من كلّ فريقٍ ممارسة إحدى هذه المناهج: اختبار الواقع وحده أو اختبار الواقع مع تقنيّة الاستيقاظ والعودة إلى النوم أو اقتران اختبار الواقع بتقنيّة الاستيقاظ والعودة إلى النوم مع التحفيز الذاكري للأحلام الواضحة.

وجد الباحثون أنّ الفريق الثالث، الذي يضمّ 47 مشاركاً مارسوا التقنيّات الثلاث المذكورة أعلاه، حقّق معدّل نجاح بنسبة 17.4% في تحقيق الحلم الواضح على مدى أسبوع.

بالإضافة إلى هذا، يشير الباحثون إلى أنّ «من استطاع النوم في الدقائق الخمس الأولى بعد إكمال تقنيّة التحفيز الذاكري للأحلام الواضحة» نال معدّل نجاح أعلى بكثير في تحقيق الحلم الواضح: وصل إلى هدفه في نحو 46% من محاولاته.

يشرح د. أسبي: «والمهمّ أن من أبلغ عن نجاحه باستخدام تقنيّة التحفيز الذاكري للأحلام الواضحة لم يُحرم من النوم في اليوم التالي، ما يدلّ على أن الحلم الواضح لا يؤثر سلباً في نوعيّة النوم».

يأمل الباحثون بأن توصل نتائجُهم الجديدة إلى مقارباتٍ أفضل في المستقبل للتعامل مع الكوابيس ولتحسين نوعيّة الحياة.

وفي الختام يقول الباحثون: «تقرّبنا هذه النتائج خطوة إضافيّة إلى تطوير تقنيات توجيهيّة فاعلة للحلم الصافي، كذلك تسمح لنا بدراسة فوائد محتملة للحلم الواضح كعلاج الكوابيس وتحسين المهارات والقدرات الجسديّة من خلال إجراء بروفة في بيئة الحلم الواعي».

back to top