رسالة الأمير للنواب: ترسيخ التعاون وعدم الجنوح للتصعيد

الغانم: سنقف صفاً واحداً لإفشال أي مخطط من أي جهة تريد زعزعة استقرارنا

نشر في 08-11-2017
آخر تحديث 08-11-2017 | 00:05
تلقى 42 نائبا رسالة مكتوبة من سمو أمير البلاد، نقلها إليهم رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، تتعلق بالتداعيات السياسية والاقتصادية والأمنية البالغة الخطورة التي تمر بها المنطقة، بالقول: «سمعاً وطاعة يا صاحب السمو».
أعرب رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم عن ثقته المطلقة بحكمة وحنكة سمو أمير البلاد في تجاوز كل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة، مشيدا بالدعم اللامحدود الذي أبداه أعضاء المجلس تجاه هذه القيادة الحكيمة.

وقال الغانم، في تصريح صحافي عقب ترؤسه اجتماعا في مكتب المجلس، تم تخصيصه لنقل رسالة من سمو الأمير، إن 42 نائبا حضروا الاجتماع، وهم يمثلون الغالبية الساحقة من أعضاء المجلس، واعتذر نائبان، صفاء الهاشم وعيسى الكندري، بداعي السفر، ولم يحضر 5 نواب "والغائب عذره معه".

وأضاف انه نقل رسالة الأمير المكتوبة حرفيا، حتى لا يكون هناك أي لبس أو تأويل، ومن باب الشفافية والأمانة.

عون وسند

وأشار الغانم، بعد أن تلا نص الرسائل السامية، إلى حديث النواب خلال الاجتماع، والذين قالوا "إننا نقف جميعا عونا وسندا لصاحب السمو أمير البلاد، ونتمنى له التوفيق في كل مهامه".

وبين ان الحضور أكدوا دعم الجهود الحثيثة لسمو أمير البلاد والقيادة السياسية، والداعية إلى التسامح الخليجي والعمل المشترك في مواجهة التحديات الامنية الكبيرة التي تواجه شعوب وحكومات المنطقة، متمنين لمساعي صاحب السمو كل النجاح والتوفيق.

واوضح ان الحضور أكدوا أن الرئيس وجميع أعضاء المجلس والمواطنين الفضلاء على وعي كامل بخطورة المرحلة وأهمية الوحدة الوطنية، وتعزيز تلاحم الصف في جميع الاوقات، وفي الظروف الحرجة الراهنة على وجه الخصوص، وأهمية الابتعاد عن تداول الإشاعات وكل ما من شأنه الإضرار بأمن الكويت واستقرارها وأمن واستقرار كل دول المنطقة.

وأضاف الغانم: "تلقى أعضاء مجلس الأمة رسالة صاحب السمو حفظه الله بعين الاهتمام والعناية، مشددين على أهمية التحلي بروح المسؤولية والحكمة في إدارة الشأن العام، وتعاطيه داخل وخارج مجلس الأمة، وعلى أهمية تغليب نهج التفاهمات والتعاون، وتجنب لغة التشاحن السياسي، وضرورة التحلي بالتعاون والعمل السياسي المدروس والمثابر في التعاطي مع كل الملفات الوطنية الملحة".

واردف: "لقد أكد معظم الحضور تمنياتهم ورغبتهم الشديدة في أن يكون التشكيل الحكومي الجديد على مستوى الطموحات، وقادرا على التعاون مع مجلس الأمة، لمواجهة كل التحديات التي تواجهنا في هذا الوقت، وحفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه".

وزاد: "نقلت لإخواني النواب تحيات سمو ولي العهد الأمين عبر محادثة هاتفية كانت أمس، وتمنياته لأبنائه النواب بالتوفيق والنجاح في تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم في هذا الوضع الاستثنائي العصيب، سائلين المولى عز وجل أن يعود سمو ولي العهد مشافى معافى إلى أهله ومحبيه وإلى أرض الوطن، وأطمئنكم أنه في صحة جيدة تامة، وانتهت كل فحوصاته الطبية بنتائج ايجابية، وعودته إلى أرض الوطن بإذن الواحد الاحد قريبة جدا".

الاستجوابات

وعما إذا كان الاجتماع تطرق إلى الاستجوابات، قال الغانم: "لم ولن ندخل في هذه التفاصيل، وأنا واثق من تقدير النواب الذين حضروا هذا الاجتماع، حيث لم يحضروا إلا لرغبتهم في الاستماع إلى رسالة صاحب السمو وإبداء التعقيب عليها".

وأضاف ان مواضيع الاستجوابات وغيرها لم تكن مطروحة، "إذ إن لدينا ما هو أهم، من تحديات خارجية، ولدينا متربصون في الداخل والخارج، وسنقف لهم جبهة واحدة لنفشل أي مخطط من أي جهة تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار البلد".

وردا على سؤال، ذكر أن "سمو الأمير أبلغني اليوم (أمس) أنه سيستضيف أبناءه النواب في القريب العاجل، ليسمعوا نفس الحديث الذي استمعوا له اليوم، كما قد تكون هناك تطورات، حيث إن الأمور تسير بوتيرة متسارعة جدا، وكل يوم هناك اشياء جديدة".

وتابع: "كان هناك طلب من النواب بعقد لقاء مع سمو رئيس الوزراء، لنقل تصوراتهم وأمنياتهم وطموحاتهم فيما يتعلق بالتشكيلة الحكومية الجديدة، وإن كان هذا بحث مختلف عن رسالة الأمير، إلا أنني سأتحدث مع سمو رئيس الوزراء وسأدعو إلى لقاء مع النواب في الوقت الذي يقدره الاخوة النواب ويكون مناسبا لرئيس الحكومة".

وردا على سؤال، قال: "ثقتي بالله سبحانه وتعالى أولا، ثم ثقتي بحكمة وحنكة صاحب السمو، وبعد ذلك ثقتي بأختي واخواني النواب بأنهم في الظروف الاستثنائية بمنزلة السور الواقي والحامي للمجتمع، وأنا واثق بأننا بقيادة أمير البلاد ستعبر سفينة الكويت هذه الامواج المتلاطمة، وستصل إلى بر الامان بقيادة حكيمة وشعب وفي، كما اثبت في الكثير من التجارب السابقة على مر التاريخ دائما".

مرحلة دقيقة

بدوره، أكد النائب جمعان الحربش تلقيه رسالة سمو الأمير المكتوبة المتعلقة بالظروف التي تمر بها الكويت، في ظل الظروف الإقليمية، مضيفا أن "رسالة سموه على العين والراس، والكويتيون في كل المنعطفات التاريخية اصطفوا خلف القيادة السياسية، ونظامهم الدستوري، وبإذن الله سيكون موقفهم في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة امتدادا لمواقفهم السابقة من الاصطفاف خلف سموه، وهذا موقف مجمع عليه النواب".

واوضح الحربش ان "المرحلة الدقيقة تقتضي أن يكون النواب رجال دولة، لا يتخلون عن مسؤولياتهم الرقابية، لكنهم يمارسونها كرجال دولة، ولن ينجح النواب إذا لم تقابلهم حكومة رجال دولة قادرة على اتخاذ قرر والتفاهم مع مجلس فاعل، وتحقيق مكتسبات للشعب الكويتي".

واضاف: "أنا متفائل وسط هذا البحر المتلاطم، وان التلاحم مع القيادة السياسية سيزداد وسنجتاز أزمة المنطقة، وتلقينا خبرا جيدا بأن صحة سمو ولي العهد طيبة وسيعود قريبا الى ارض البلاد".

اجتماع راق

من جهته، ذكر النائب علي الدقباسي ان "الاجتماع راق ومتميز، بحضور 43 نائبا، متضمنا تطابق وجهات النظر وتكاتفا نيابيا"، موضحا "ان ما اجتمعنا عليه أمر سام من الامير، وليس مجرد رسالة، وقد تضمنت توجيهات سامية، ونحن نرد عليها: لبيك يا سمو الامير، وسنكون حصونا ندافع عن الكويت بأرواحنا، وندرك المخاطر المحيطة بنا وواقعنا الجغرافي".

وقال الدقباسي: "إننا على ثقة بأن الشعب في قمة الوعي، والكويت كلها ملتفة حول القيادة السياسية وداعمة للأجهزة الوطنية، ومعززة للوحدة الوطنية، ولا نشك في حكمة سموه، ونتطلع إلى ان يسود الأمن والسلام المنطقة، وأن تتكلل جهود سموه بالنجاح".

واوضح ان "الرسالة تضمنت توجيهات وإرشادات من سمو الأمير لأبنائه النواب، وتلقينهم بكل فخر، وهذا له دلالة واضحة على أن سموه يولي المؤسسة التشريعية كل اهتمام، ويحرص على اطلاعها بالمستجدات، وتضمنت نصائح عديدة وسنرد عليها بالسمع والطاعة وادراك الظروف الاستثنائية".

حالة هدوء

من ناحيته، قال النائب محمد الدلال إن "سمو الأمير بيّن في رسالته خطورة الأوضاع الإقليمية، وطالب النواب بدعم الخطوات التي تقوم بها الكويت، ومراعاة تلك الظروف، وخلق حالة من الهدوء".

وأضاف الدلال أن "النواب أكدوا ضرورة أن نكون يدا واحدة، وندعم سمو الأمير في مواجهة تلك التحديات وتوحيد الصفوف"، موضحا أنه "سيكون هناك لقاء قريب مع سمو الأمير والنواب، ويجب أن تكون الحكومة على قدر المسؤولية من حيث التشكيل".

صفيح ساخن

بدوره، ذكر النائب خالد العتيبي: "تلقينا رسالة سمو الأمير، وهي مقدرة ومحل اعتزاز، وجميع الملاحظات محل اهتمام عند النواب، وهم حريصون على تطبيقها".

وأفاد بأنه "لا شك أن المنطقة بمنعطف خطير متوتر بأحداث متسارعة، ونسأل الله أن يزيل هذه الغمة، لأن أحداثها ستنعكس على الكويت، والمنطقة تمر بصفيح ساخن، وفي كل دقيقة تتطور الأمور تصاعدياً".

وأشار إلى أن "رسالتي للحكومة هي أن مسؤوليتكم كبيرة، ولا يمكن لأي سلطة أن تحقق الاستقرار منفردة، والتعاون يكون بتشكيل حكومي متزن من الكفاءات لعبور السفينة نحو بر الأمان، ورسالتي لسمو الرئيس أن يكون حريصا على تشكيل الحكومة القادمة، فنحن أمام ظروف غير مسبوقة ومرحلة دقيقة تتطلب الالتفاف حول القيادة السياسية، وتحقيق مساعي سمو الأمير في رأب الصدع الخليجي، وتوحيد الجبهة الداخلية لصد أي استهداف للكويت، وأقول للرئيس: احرص على إبعاد أي وزير أخفق، وسبّب تأزيماً بين السلطتين في الفترة الماضية".

الجبهة الداخلية

من ناحيته، قال النائب طلال الجلال إن "رسالة سمو الأمير التي تلقيناها في الاجتماع النيابي، الذي دعا اليه رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم تعلقت بالظروف التي تمر بها الكويت في ظل الأوضاع الإقليمية، وهي رسالة اب لابنائه، ونحن نقول بدورنا: سمعا وطاعة يا سمو الامير، وملتزمون بكل كلمة وردت بها".

وأضاف الجلال أن "رسالة سمو الامير على العين والرأس، وعلينا جميعا ان نكون على قدر المسؤولية، وأن نحصن جبهتنا الداخلية فهي الحصن الحصين لنا بعد الله سبحانه وتعالى في مواجهة أي تحديات".

من جانبه، قال النائب سعد الخنفور: "تلقينا رسالة الامير ونقول لسموه: السمع والطاعة وتوجيهاتك ورسالتك اوامر ونحن رجالك في الشدة والرخاء"، مضيفا أن "عام ٩٠ هو درس لنا، إذ تكاتف السني والشيعي والبدوي والحضري لتحرير بلادهم، وأقول لسمو الأمير نحن حزامك ورجالك".

بدوره، قال النائب خليل الصالح: "علينا الابتعاد عن المصالح الشخصية، وعلى السلطتين أن يكونوا يداً واحدة".

من ناحيته، قال النائب ثامر السويط: "نؤكد أن صاحب السمو والد الجميع، ورسالته لنا أوامر، ونؤكد على الالتفاف حول القيادة السياسية وتحصين جبهتنا الداخلية، وأن التعاون يبدأ من خلال اختيار عناصر إيجابية تسمح بالتعاون".

سمعاً وطاعة

بدوره، أكد النائب حمدان العازمي أن "رسالة سمو الأمير واضحة للجميع، وكانت كلها تطمينات للشعب، والكل يقول سمعا وطاعة".

من جانبه، دعا النائب سعود الشويعر إلى "ضرورة الالتفاف حول القيادة السياسية لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة والمخاطر الكبيرة تتطلب منا جميعا الوقوف صفا واحدا".

وقال الشويعر إن "الوضع الإقليمي لا يتحمل إلا خيار الاتحاد والاستماع بعناية إلى توجيهات سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي شخص الوضع بنظرة ثاقبة ورؤية العارف ببواطن الامور، وهو يحمل القلق والحرص على هذا الوطن المعطاء".

من جانب اخر، أكد مقرر لجنة الشؤون الخارجية النائب د. محمد الحويلة أن "سمو الأمير يستشعر الخطر المحدق بالمنطقة، في إطار إيمان سموه بالديمقراطية ودولة المؤسسات الدستورية، وإشراك المجلس فيما يخص الوضع الحالي عبر رسالة حملها لنا من سموه رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم".

وقال الحويلة، في تصريح صحافي، "نقف خلف سمو الأمير فيما يتخذه من إجراءات، والتمسك بتوجيهات سموه التي يؤكد فيها دائما مراعاة الظروف الإقليمية والأوضاع الأمنية التي تمر بها المنطقة، والعمل على تكاتف الجبهة الداخلية لتفويت الفرصة على الذين يسعون إلى تفكيك وحدتنا، وتحسين ومعالجة الوضع الاقتصادي للبلاد".

وأردف: "اننا كأعضاء السلطة التشريعية سنكون عونا لصاحب السمو في هذه المرحلة والظروف والتحديات التي تواجهها المنطقة برمتها، ونؤكد دعمنا لمساعي سموه في الوساطة لرأب الصدع داخل البيت الخليجي، ولم الشمل العربي والسلام في المنطقة، فإننا نثق بحكمة سمو الأمير للوصول بالوطن والمنطقة إلى بر الأمان".

نص رسالة سموه المكتوبة

قال الغانم إنه نقل رسالة الأمير المكتوبة حرفيا، وجاء فيها: "نظرا للتطورات الخطيرة المتسارعة التي يشهدها إقليمنا الملتهب، وبناء على التداعيات السياسية والاقتصادية والأمنية البالغة الخطورة الناتجة عن تلك التطورات والمستجدات، وإيمانا بأن ما يحدث حولنا لم يعد بمنأى عنا، بل نحن على تماس مباشر به، واضطلاعا بمسؤوليته الجسيمة كرأس للدولة وأب للسلطات جميعا، وحارسا وقيما على أمن واستقرار الوطن، فقد كلفني حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بصفتي رئيسا للسلطة التشريعية، بنقل رسائل إلى أبنائه النواب بكل وضوح وشفافية".

أولا: يؤكد سموه مجددا أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية، والرفض القاطع لأي اصطفافات طائفية أو قبلية أو فئوية، وعدم السماح بأي خطاب سياسي يثير الكراهية والبغضاء المذهبية أو العرقية، ويشدد سموه على أن نواب الأمة يجب أن يكونوا في مقدمة الصف وقدوة للشعب، وأن يدفعوا بالخطاب الوطني الجامع قدما لا خطاب التقسيم والفرقة.

ثانيا: يؤكد سموه أهمية عدم الانجرار العاطفي والانفعالي فيما يتعلق بالأزمة بين الأشقاء في الخليج، وأهمية وقف كل محاولات التراشق السياسي والإعلامي التي قد ينجرف إليها البعض فيما يتعلق بالأزمة الخليجية أو الأزمات الأخرى، مؤكدا سموه موقف الكويت كوسيط حقيقي من الداخل الخليجي نفسه، معني بحل الأزمة بين الأشقاء، لا كطرف ثالث بين فريقين، وعلى هذا النهج الموضوعي والصادق يجب أن نبقى ونعمل.

ثالثا: يشدد سموه لأبنائه النواب على أهمية دورهم الدستوري المحوري تشريعيا ورقابيا، ويشدد في ذات الوقت وبالتزامن، على أهمية التحلي بأخلاق رجال الدولة والاتسام بنضج السياسيين القادرين على تحمل المسؤولية، وذلك عبر ترسيخ التعاون البناء والحقيقي والملموس بين السلطتين، وإشاعة أجواء التهدئة والتفاهمات، وتصويب الممارسات الخاطئة، وعدم الجنوح إلى التصعيد السياسي غير المبرر في هذه الأوقات العصيبة والاستثنائية، والنظر بعين الاهتمام إلى الملفات الاقتصادية والأمنية الملحة والعاجلة.

رابعا: يتمنى سموه، حفظه الله ورعاه، على أبنائه النواب العمل حثيثا للحفاظ على استقرار الكويت وتحصين لحمتها والاضطلاع بمسؤولياتهم التاريخية، وأن يكونوا خير عون وسند للقيادة السياسية، مؤكدا سموه في ذات الوقت على أنه لن يتوانى (بحكم مسؤولياته الدستورية) في اتخاذ أي قرار (في حال اضطر إليه) يضمن للبلد أمنه واستقراره ويحفظ مستقبل أبنائه.

رسالة الأمير على العين والراس ... الحربش

نرد على رسالة سموه بالسمع والطاعة ... الدقباسي

نقف خلف الأمير فيما يتخذه من إجراءات... الحويلة
back to top