10 خطوات نحو الرضاعة «السعيدة»!

نشر في 04-11-2017
آخر تحديث 04-11-2017 | 00:02
No Image Caption
الاستعداد للرضاعة ليس أمراً فطرياً. لكن يمكن تطوير هذه النزعة من خلال تقاسم التجارب مع أمهات أخريات والتحدث إلى الخبراء وقراءة الكتيّبات. ستكون الأيام الأولى أساسية لتعلّم السلوكيات الصحيحة في هذا المجال. إليك أهم عشر خطوات للنجاح في هذه المهمّة.

1 أرضعي طفلك بحُبّ

يُعتبر إرضاع الطفل خياراً شخصياً ويجب أن ترغب الأم في خوض هذه التجربة بصدق كي تنجح. يحب بعض النساء هذا الاحتكاك مع الطفل لأنها تجربة عاطفية قوية وحسّية. لكن تعتبر نساء أخريات أن الرضاعة لم تعد تجربة رائجة. يجب أن تتقبل المرأة انتفاخ ثدييها وتداعيات تدفق الحليب والمصاعب كافة التي ترافق هذه الفترة.

قبل اتخاذ قرار إرضاع الطفل، تأكدي أولاً من رغبتك في خوض هذه التجربة. لتحقيق ذلك، يمكنك مناقشة الموضوع مع القابلة أو مع أمهات أخريات قررن إرضاع أطفالهن. ستساعدك هذه الخطوة في اتخاذ القرار الصحيح ونسيان الأفكار الموروثة والاستمتاع بتجربة الأمومة. مع ذلك يبقى الواقع أكثر تعقيداً. سيكون الفشل مضموناً إذا استسلمتِ للضغوط وقررتِ إرضاع طفلك لأنها مجرّد عادة تقليدية.

2 اتكلي على زوجك

يُعتبر رأي الشريك مهماً جداً لأنه أقرب شخص إليك. إذا لم يوافق على خيارك، قد لا تنجح تجربة الرضاعة لأن تعليقات الزوج قد تُفقِدك توازنك أو تحبطك أو تعرّضك لانتقادات متواصلة مع أنك تحتاجين إلى دعمه وحبّه، لا سيما في أولى أيام الرضاعة. كذلك لا تفترضي أن الرضاعة تعني إهمال الأب أو استبعاده من حياتك. يجب أن تطمئنيه وتخبريه بأهمية دوره كأب وزوج مساند لك.

3 واكبي إيقاع طفلك

لا يمكنك أن تحددي مواعيد ثابتة للرضاعة، بل يجب أن تواكبي إيقاع طفلك. خلال الأسابيع الثلاثة الأولى، تحصل الرضاعة حين يحتاج الطفل إلى الأكل فيحدد بنفسه موعدها ومدتها. يُشار إلى أن الحد من مدة الرضاعة قد ينعكس سلباً على وزن الطفل. كذلك تتطور تركيبة حليب الأم خلال فترة الرضاعة، فيكون خفيفاً وفاتح اللون في البداية ثم يصبح دهنياً في المرحلة الأخيرة. لذا يجب أن يفرّغ الطفل الثدي قبل أن ينتقل إلى الآخر. باختصار، يجب أن تتكيف الأم مع إيقاع طفلها وليس العكس.

يختلف الأولاد وتختلف حاجاتهم وشهيّتهم، لذا لا تحاولي حصر طفلك في إطار معيّن. بينما يطالب البعض بالرضاعة كل ساعتين، يحتاج البعض الآخر إلى الأكل كل ثلاث ساعات ونصف الساعة. وقد يرضع الطفل أحياناً حتى ثماني مرات أو 12 مرة يومياً! أخيراً، يجب أن تعرفي أن المولود الجديد يحتاج إلى تناول كمية كبيرة من الحليب في الأسبوعين الثالث والسادس وفي الشهر الثالث، تزامناً مع استمرار نموه. لذا قد تشعرين أحياناً بأنه لا يشبع.

كذلك من الأفضل ألا تعطيه زجاجات الحليب إلى جانب الرضاعة، إلا إذا شعرتِ بتعب شديد لأن المصاصة قد تؤدي إلى اضطراب عملية الرضاعة الطبيعية لاحقاً.

4 أصرّي على متابعة إرضاعه

يجب أن تتكيف الأم وطفلها معاً مع مرحلة الرضاعة وتتطلّب هذه العملية بين أسبوعين وأربعة أسابيع. تكون البداية صعبة أحياناً لكن تمرّ كل أم بتقلبات كثيرة في هذه الفترة. في أيام معينة، يكون الطفل هادئاً ويرضع من دون مشكلة. لكن في أيام أخرى، قد يصبح عصبياً ويبكي كثيراً ولا يرضع بطريقة صحيحة. في هذه الظروف تحديداً، تصبح الرضاعة مؤلمة لدرجة أنك قد تبكين من التعب والإحباط. لكن لا تستسلمي لأي سبب لأنه وضع عابر.

لا تنهاري وتغضبي إذا رفض الطفل الرضاعة. إذا أجبرتِه على الرضاعة مرة، قد يرفض هذه التجربة لاحقاً! ربما تتعلق المشكلة باتكاله على زجاجات الحليب في مناسبات متكررة، فتبدو له الرضاعة أصعب من استعمال الزجاجة. أو قد يفيض الحليب في فمه، فيجد صعوبة في ابتلاعه ويرفض المتابعة.

5 اتخذي وضعيات صحيحة

يمكنك أن تجلسي أو تستلقي أثناء الرضاعة بشرط أن تجدي الوضعية التي تريحك. بغض النظر عن طريقة حمل الطفل، يجب أن يكون جسمه متجهاً نحوك وأن يلتصق بطنه ببطنك ويكون فمه وذقنه بموازاة صدرك. لا تترددي في تغيير الوضعية لأن لسان الطفل لا يضغط على المكان نفسه دوماً وستتجنبين بذلك ظهور التشققات. يمكنك اختبار وضعيات غير اعتيادية أيضاً لمنع انسداد الثدي: استندي إلى ذراعيك وساقيك فوق الطفل الممدد على وسائد كي يصبح بمستوى صدرك. تساهم وضعية أخرى في تخفيف قوة تدفق الحليب: في هذه الحالة، ستتمددين على ظهرك وينام الطفل على بطنك ويكون رأسه بمستوى صدرك فيسيل الحليب بوتيرة أبطأ.

ركزي على جلب الأغراض التي تجعل وضعيتك مريحة. تسمح الوسادة التي توضع على الركبتين بإراحة الذراعين ووضع الطفل بمستوى الصدر مثلاً، وبهذه الطريقة يمكنك تجنب أوجاع العنق نتيجة للانحناء المفرط نحو الأمام. أو اجلسي على كنبة لها مساند للذراعين أو على كرسي هزاز!

6 افهمي حاجته

قد ترتبك الأم الجديدة فتنتظر أن يبكي طفلها كي ترضعه، لكنه سلوك خاطئ! سيتعب الطفل في هذه الحالة ولن يرضع بشكل صحيح وستشعرين بضغط نفسي. يجب أن تفهمي الحركات التي تشير إلى حاجته إلى الرضاعة: قد يفتح عينيه ويحرك يديه ويُخرِج لسانه ويضع يده في فمه ويدير رأسه بحثاً عن ثدي أمه أو يمتصّ قميصها... حتى لو كان الطفل يقظاً وهادئاً، يجب إرضاعه بلا تأخير. يمكنك تحديد حاجات الطفل عبر إبقائه قريباً منك على مر اليوم.

لكن لا توقظي الطفل إذا كان نائماً إلا بموافقة الطبيب، أو إذا وُلِد قبل أوانه. في هذه الحالة، ستتعبين معه لأنه لن يرضع دوماً بطريقة صحيحة. من الأفضل أن تقترحي عليه الرضاعة كل ساعتين قبل أن يشعر بالجوع.

7 ثقي بنفسك

يمكن اختصار مخاوف كل أم جديدة بسؤالين: «هل يشرب طفلي كمية كافية من الحليب؟ وهل يغذّيه حليبي فعلاً»؟ يمكنك أن تعرفي الإجابة عبر مراقبة الطفل: هل يرضع بلا مشكلة؟ هل يتحرك فكّه بسلاسة وتسمعين صوت ابتلاع الحليب؟ إنها مؤشرات على أنه يرضع بشكل سليم. ثمة مؤشر إيجابي آخر: ستشعرين بأن ثديك طري في نهاية فترة الرضاعة وسيسيل الحليب من أحد الثديين حين يرضع الطفل من الثدي الآخر. كذلك، سيتبول الطفل كثيراً ويتغوط مرتين أو ثلاث مرات يومياً على الأقل إذا كانت الرضاعة سليمة. لكن إذا لم يسمن الطفل بما يكفي، يمكنك الاشتباه بأنه لا يشرب كمية كافية.

نادراً ما يفتقر جسم الأم إلى الحليب. لكن إذا كنت تشعرين بالقلق والتعب والضغط النفسي، لن يفرز جسمك هرمون البرولاكتين الذي يسمح بإنتاج الحليب ولا هرمون الأوسيتوسين الذي يعزّز تدفق الحليب. في هذه الحالة، لن يخرج الحليب رغم تصنيعه داخل جسمك.

8 اتكلي على صديقة داعمة

اختاري صديقة اختبرت تجربة الرضاعة كي تتمكّن من تقديم النصائح لك وكي تشجّعك وتزيل مخاوفك وترفع معنوياتك لأنها تعرف ما تمرّين به. لكن يجب ألا تصغي إلى النصائح كافة عشوائياً لأن المحيطين بك قد يحبطونك أحياناً ويقنعونك بأفكار خاطئة مثل ارتباط تعبك بالرضاعة.

9 اهتمّي بثدييك

يجب أن تختاري أولاً حمالة صدر مناسبة، بمعنى أن تكون مريحة ولا تضغط على الثديين بشكل مفرط ويجب أن ترتديها خلال الليل أيضاً. يُفترض ألا تكون الرضاعة مؤلمة مع أن الحلمتين تكونان حساستين في أول ثمانية أيام. تنجم التشققات في المقام الأول عن سوء وضعية الطفل خلال الرضاعة، لذا يجب تصحيحها وصنع كمادات من حليب الأم ودهن مرهم من اللانولين الصافي. بعد الرضاعة، اتركي الحلمة تجفّ لخمس دقائق. إذا حصل انسداد أو احتقان في الأوعية الدموية وتوقّف تدفق الحليب، سيتشنج الثديان وتشعرين بالألم.

كذلك اجعلي الطفل يرضع في أقرب فرصة. يستفيد بعض الأمهات من وضع ورقة ملفوف داخل حمالة الصدر. لكن إذا استمر الألم رغم هذه التوصيات، من الأفضل أن تستشيري الطبيب لتجنّب التهاب الأوعية اللمفاوية أو التهاب الثدي أو نشوء خرّاج.

10 وزّعي المهام

لا تحاولي إتمام واجباتك دفعةً واحدة (الاعتناء بالمولود الجديد وبإخوته الأكبر سناً، والرضاعة، وتنظيم شؤون المنزل...)، بل يجب أن تخصصي بعض الوقت كي تتعافي من تعب الولادة لأنك تحتاجين إلى الراحة. يمكن أن يؤدي التعب الشديد أو الانفعال المفرط أو الأرق ليلاً إلى تراجع إنتاج الحليب ومنع تدفّقه. يقضي الحل بالحفاظ على الهدوء وتكليف الآخرين ببعض المهام. يمكنك أن تطلبي مساعدة الشريك أو أي شخص مقرّب منك ويجب أن تتساهلي مع نفسك ولا تتحمّلي مسؤولية الأعمال المنزلية وحدك... باختصار، يجب أن تعتني بنفسك أولاً!

لإطلاق عملية الرضاعة بشكلٍ سليم، يوصي الخبراء بعدم تقديم زجاجات الحليب للطفل تزامناً مع الرضاعة وتجنب استعمال مضخات الحليب خلال الأسابيع الثلاثة الأولى. لكن إذا شعرتِ بتعب شديد أو واجهتِ مشاكل في الثديين، لا ضير من استعمال تلك المضخات واختيار حليب المرحلة الأولى في مناسبات عابرة.

وما رأيك في أن يُطعِم الأب الطفل من وقتٍ إلى آخر كي تنعمي بليلة مريحة؟ لن تُعرِّض هذه الخطوة مسار الرضاعة للخطر وستتمكنين من استئناف الرضاعة لاحقاً من دون مشكلة.

حتى لو كان الطفل يقظاً وهادئاً يجب إرضاعه بلا تأخير

من الأفضل ألا تعطيه زجاجات الحليب إلى جانب الرضاعة إلا إذا شعرتِ بتعب شديد
back to top